Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18126

الفيتوري

$
0
0
نجاة الفارس

ولد محمد مفتاح الفيتوري سنة 1930 في بلدة الجنينة على حدود السودان الغربية، والده الشيخ مفتاح رجب الفيتوري خليفة من خلفاء الشاذلية الأسمرية، عرفت أسرة الشاعر الهجرة أكثر من مرة إلى أن استقرت في الاسكندرية بمصر حيث نشأ محمد وترعرع، بين قسوة الأب وحنان الأم، في بيئة تصارع من أجل لقمة العيش.
درس محمد الفيتوري في الأزهر الشريف وبقي فيه حتى عام 1953، ثم قضى عامين في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة فرع الآداب والدراسات الإسلامية، عقب ذلك عمل انتقل إلى الكتابة والعمل الصحفي وصدرت له أول مجموعة شعرية عام 1955 « أغاني إفريقيا « تبعها العديد من المجموعات الشعرية .
يتحدث النقاد عن ثلاث مراحل مرت بها تجربة الفيتوري الشعرية : المرحلة الزنجية أو الإفريقية، والمرحلة العروبية، والمرحلة الصوفية، تتمثل المرحلة الأولى بمجموعاته التي صدرت بين عامي 1955 و1964 ،حيث كان ملتزما بالشكل الإيقاعي القديم الموروث، وكان يعبر عن المشكلات الإفريقية من استعمار وعبودية وتمييز وعنصرية، ثم بدأ يتحول نحو الشكل الجديد مع ديوانه « اذكريني يا إفريقيا « 1966، وقد برزت المرحلة العروبية الثانية بعد نكسة حزيران عام 1967، حيث تعزز لديه الاحساس بالانتماء القومي العربي، ولم تتخذ هذه المرحلة بعدا أيديولوجيا محددا، ولكن ارتكزت على وجدانية تنظر إلى التاريخ الحضاري العربي نظرة تقديس ولعل بدايات هذه المرحلة ظهرت في مجموعته الشعرية، « سقوط دبشليم « 1968 .
ثم تأتي المرحلة الثالثة الصوفية تتويجا للمرحلتين السابقتين في تطور تجربة الفيتوري الشعرية، فقد أصبحت رؤية الشاعر للحياة والعالم أكثر رحابة واتساعا، كما نمت تجربته الفنية نموا مكنه من تجسيد هذه الرؤية في أعمال أكثر غنى وتنوعا وإثارة، وولا تعنى النزعة الصوفية التي برزت في شعر هذه المرحلة الانكفاء على الذات وعلى همومها الخاصة، بل على العكس من ذلك تعني التوجه نحو الإنساني والكوني، لا سيما بعد أن رسخت المرحلتان الأوليان المعالم الأساسية للتجربة، ونتج عنهما الرؤية الانسانية الشاملة في المرحلة الصوفية .

Najatfares2@gmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18126

Trending Articles