أصدر الكاتب د. أحمد الخميسي ترجمته لكتاب «نساء الكرملين» للكاتبة «لاريسافا سيلفيا»، وقد أثار الكتاب وقت صدوره اهتماماً واسعاً، فهو عبارة عن دراسة صحافية وفنية ونفسية، إن لم تكن دراسة تاريخية، للمصير الصعب والمأساوي أحياناً، والمجهول للنساء اللواتي قدر لهن أن يصبحن زوجات لزعماء الكرملين، وأن يقاسمن أولئك القادة السكن والطعام وتفاصيل الحياة اليومية.
يطالع القارئ للمرة الأولى قصة ذلك المثلث الفريد: لينين زعيم الثورة، كروبسكايا زوجته ورفيقة دربه، إينيس أرماند حبيبة لينين، ويكتشف القارئ القدر المأساوي لناديجدا اليلويفا زوجة ستالين، وتتجسد أمامه الصور الحية لزوجتي مولوتوف وزير الخارجية، وكالينين رئيس الوزراء ورئيس مجلس السوفييت، اللتين ألقت بهما الأقدار في المعتقلات الستالينية ويفتح الستار الكثيف الذي لم ينفتح لأحد من قبل عن الحياة المعقدة المبهجة لنينا بيريا زوجة بيريا وزير الداخلية الستاليني والشخصية الدموية، التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها، والذي أعدم عام 1953.
يتطرق الكتاب بالتفصيل إلى حياة نينا خروتشوفا وإلى أسرار فكتوريا بريجينيفا التي عاشت في الظل مع بريجنيف، وينتهي بقصة السيدة الأولى والأخيرة أيضاً للاتحاد السوفييتي رائيسا جورباتشوفا زوجة صانع البيرسترويكا، وتعتمد المؤلفة على مواد من الأرشيفات ووثائق وأحاديث خاصة مع زوجات الكرملين أنفسهن وأقربائهن، ومذكرات من عاصروا أولئك النساء، وقد ساعد المؤلفة في عملها أنها تنتمي إلى الأوساط القريبة من الكرملين، نظراً لأن والدها كان يعمل مصمماً للدبابات، ما سمح للأسرة بمخالطة القمم الحاكمة، وسمح للمؤلفة بتفهم الطبيعة النفسية لمن عاشوا في الكرملين.
يتحدث الكتاب عن الصراع على السلطة الذي كان يدور بين جدران الكرملين، وقد شغلت زوجة لينين مكانها فيه، واستطاعت أن تثبت للجميع أنها ليست مجرد ملحق نسوي للينين، وأخذت على عاتقها قضية التعليم الشعبي، وبمبادرة منها ألغيت مادة الدين في جميع المدارس، وأصبح حظر الكتب منذ البداية قاعدة تحكم الحياة السوفيتية، وبدأت ناديجدا كروبسكايا عملية الحظر التي حجبت عن أجيال متلاحقة أعمدة الفكر والأدب: ميخائيل بولغاكوف، آنا أخماتوفا، مارينا تسفيتايفا وغيرهم.
وفي نوفمبر 1923 يكتب جوركي لصديقه في الخارج: «من الأنباء التي تصيب العقل بالذهول أن كروبسكايا منعت في روسيا قراءة أفلاطون وكانط وشوبنهاور ونيتشه وتولستوي وغيرهم»، وقد عاشت بعد وفاة لينين خمسة عشر عاماً، كانت تعمل يومياً وتكتب المقالات وتوزع الإرشادات، وفي 26 فبراير 1939 كانت تحتفل بعيد ميلادها السبعين، وأرسل ستالين «تورتة» إلى الاحتفال، وفي اليوم التالي كانت في المستشفى تموت نتيجة تسمم حاد.
ضمن النساء اللاتي تناولهن الكتاب رائيسا جورباتشوفا التي كان الرجال الروس ينزعجون من رؤيتها وراء جورباتشوف في كل مكان يذهب إليه، لكنهم كانوا يندفعون لمشاهدة التلفزيون يومياً، ليس فقط للاستماع إلى ما سيقوله جورباتشوف، بل لكي يشاهدوا رائيسا، حتى إن أغنية تهكمية راجت آنذاك تقول: «تنطلق روسيا في العربة، العربة ذات الجياد الثلاثة، جورباتشوف، ورائيسا، والبريستوريكا».
يطالع القارئ للمرة الأولى قصة ذلك المثلث الفريد: لينين زعيم الثورة، كروبسكايا زوجته ورفيقة دربه، إينيس أرماند حبيبة لينين، ويكتشف القارئ القدر المأساوي لناديجدا اليلويفا زوجة ستالين، وتتجسد أمامه الصور الحية لزوجتي مولوتوف وزير الخارجية، وكالينين رئيس الوزراء ورئيس مجلس السوفييت، اللتين ألقت بهما الأقدار في المعتقلات الستالينية ويفتح الستار الكثيف الذي لم ينفتح لأحد من قبل عن الحياة المعقدة المبهجة لنينا بيريا زوجة بيريا وزير الداخلية الستاليني والشخصية الدموية، التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لها، والذي أعدم عام 1953.
يتطرق الكتاب بالتفصيل إلى حياة نينا خروتشوفا وإلى أسرار فكتوريا بريجينيفا التي عاشت في الظل مع بريجنيف، وينتهي بقصة السيدة الأولى والأخيرة أيضاً للاتحاد السوفييتي رائيسا جورباتشوفا زوجة صانع البيرسترويكا، وتعتمد المؤلفة على مواد من الأرشيفات ووثائق وأحاديث خاصة مع زوجات الكرملين أنفسهن وأقربائهن، ومذكرات من عاصروا أولئك النساء، وقد ساعد المؤلفة في عملها أنها تنتمي إلى الأوساط القريبة من الكرملين، نظراً لأن والدها كان يعمل مصمماً للدبابات، ما سمح للأسرة بمخالطة القمم الحاكمة، وسمح للمؤلفة بتفهم الطبيعة النفسية لمن عاشوا في الكرملين.
يتحدث الكتاب عن الصراع على السلطة الذي كان يدور بين جدران الكرملين، وقد شغلت زوجة لينين مكانها فيه، واستطاعت أن تثبت للجميع أنها ليست مجرد ملحق نسوي للينين، وأخذت على عاتقها قضية التعليم الشعبي، وبمبادرة منها ألغيت مادة الدين في جميع المدارس، وأصبح حظر الكتب منذ البداية قاعدة تحكم الحياة السوفيتية، وبدأت ناديجدا كروبسكايا عملية الحظر التي حجبت عن أجيال متلاحقة أعمدة الفكر والأدب: ميخائيل بولغاكوف، آنا أخماتوفا، مارينا تسفيتايفا وغيرهم.
وفي نوفمبر 1923 يكتب جوركي لصديقه في الخارج: «من الأنباء التي تصيب العقل بالذهول أن كروبسكايا منعت في روسيا قراءة أفلاطون وكانط وشوبنهاور ونيتشه وتولستوي وغيرهم»، وقد عاشت بعد وفاة لينين خمسة عشر عاماً، كانت تعمل يومياً وتكتب المقالات وتوزع الإرشادات، وفي 26 فبراير 1939 كانت تحتفل بعيد ميلادها السبعين، وأرسل ستالين «تورتة» إلى الاحتفال، وفي اليوم التالي كانت في المستشفى تموت نتيجة تسمم حاد.
ضمن النساء اللاتي تناولهن الكتاب رائيسا جورباتشوفا التي كان الرجال الروس ينزعجون من رؤيتها وراء جورباتشوف في كل مكان يذهب إليه، لكنهم كانوا يندفعون لمشاهدة التلفزيون يومياً، ليس فقط للاستماع إلى ما سيقوله جورباتشوف، بل لكي يشاهدوا رائيسا، حتى إن أغنية تهكمية راجت آنذاك تقول: «تنطلق روسيا في العربة، العربة ذات الجياد الثلاثة، جورباتشوف، ورائيسا، والبريستوريكا».