علاء الدين محمود
هزيمة الكنيسة المتشددة في الحياة العامة في أوروبا في حدود القرن الخامس عشر، مثّل نقطة انطلاق وازدهار للأدب والفكر، وقبل ذلك مثّل نهوضاً من وطأة الجهل إلى تحرر العقول وتشكيل روابط مجتمعية جديدة، فالأفكار المتعصبة التي كانت تحملها الكنيسة كسلطة دينية في القرون الوسطى تراجعت بالقارة قروناً طويلة، حيث كانت تحرق أجساد المفكرين وهم أحياء، وتحرق كتبهم، غير أن الهزيمة التي نالتها هذه الأفكار المتشددة كان لها فعل السحر في القارة، كانت بمثابة مفتاح للدخول مباشرة في عصور التنوير والحرية، عندما ازدهرت الفنون والآداب والثقافة والمعرفة، فكانت لحظة التمرّد على ذلك الطغيان الذي مورس رسمياً باسم الدين، هو الحد الفاصل بين حياة قديمة وجديدة.
وربما لم يكن للسلطة الدينية المؤسسية نصيب في العالمين الإسلامي والعربي، فكان أن شكّل التشدد سلطته الخاصة، المنفلتة عن المؤسسات الدينية الرسمية التي اتخذت طابع الاعتدال، فنشأت الجماعات المتشددة والتي تحوّلت إلى جماعات متعصبة في الرأي والفكر، وعلى نحو ما فعلت أوروبا، فإن هزيمة مماثلة لهذا الفكر المتعصب من شأنه أن يخلق حالة مغايرة، وانفكاكاً يعلن لحظة تنوير جديدة في حياتنا وتاريخنا متصالحة مع الفكر الإنساني، تعلي من شأن المعرفة والعلم، ومما يسهل هذه المهمة أن هذه الجماعات المتعصبة لا قوى مؤثرة تسندها في المجتمعات العربية، بعكس ذلك الحلف الذي جمع بين الكنيسة المتشددة في الغرب والسلطة السياسية، وربما ذلك من شأنه أن يسهّل هزيمة هذه الأفكار عبر العمل داخل مجتمعاتنا ووسطها، وعبر الحوار الحر، والإقبال نقدياً على تناول الأصول الفكرية للتشدد في بعض الكتابات، في فعل يستهدف المستقبل والحداثة،، فهذا المسعى يجب أن يكون من أجل أفكار للغد.
وهناك دور مهم للمثقفين، فالتيارات المتشددة تستهدف الأدب دائماً، وتحاكمه بأدوات لا تنتمي للمعرفة، والملاحظ أنه في حين يعلن المتشددون معركة ضد الأدب ترمي إلى تجهيل المجتمع، نجد الكثير من الكتّاب والأدباء والمثقفين غير آبهين لهذا التهديد تماماً، رغم أن الحرب حربهم، ويبدو أن قلّة فقط تلك التي قامت بدورها في كشف التفكير المتشدد الإقصائي الذي يدّعي امتلاك الحقيقة ومعرفة كل شيء، بينما جعل الخوف معظم المثقفين ينزوون بعيداً ويؤثرون السلامة.
هذا الموقف غير المبالي من قبل المثقفين من شأنه أن يطيل المعركة مع المتشددين، ويتراجع بدور الأدب في الحياة.
هزيمة الكنيسة المتشددة في الحياة العامة في أوروبا في حدود القرن الخامس عشر، مثّل نقطة انطلاق وازدهار للأدب والفكر، وقبل ذلك مثّل نهوضاً من وطأة الجهل إلى تحرر العقول وتشكيل روابط مجتمعية جديدة، فالأفكار المتعصبة التي كانت تحملها الكنيسة كسلطة دينية في القرون الوسطى تراجعت بالقارة قروناً طويلة، حيث كانت تحرق أجساد المفكرين وهم أحياء، وتحرق كتبهم، غير أن الهزيمة التي نالتها هذه الأفكار المتشددة كان لها فعل السحر في القارة، كانت بمثابة مفتاح للدخول مباشرة في عصور التنوير والحرية، عندما ازدهرت الفنون والآداب والثقافة والمعرفة، فكانت لحظة التمرّد على ذلك الطغيان الذي مورس رسمياً باسم الدين، هو الحد الفاصل بين حياة قديمة وجديدة.
وربما لم يكن للسلطة الدينية المؤسسية نصيب في العالمين الإسلامي والعربي، فكان أن شكّل التشدد سلطته الخاصة، المنفلتة عن المؤسسات الدينية الرسمية التي اتخذت طابع الاعتدال، فنشأت الجماعات المتشددة والتي تحوّلت إلى جماعات متعصبة في الرأي والفكر، وعلى نحو ما فعلت أوروبا، فإن هزيمة مماثلة لهذا الفكر المتعصب من شأنه أن يخلق حالة مغايرة، وانفكاكاً يعلن لحظة تنوير جديدة في حياتنا وتاريخنا متصالحة مع الفكر الإنساني، تعلي من شأن المعرفة والعلم، ومما يسهل هذه المهمة أن هذه الجماعات المتعصبة لا قوى مؤثرة تسندها في المجتمعات العربية، بعكس ذلك الحلف الذي جمع بين الكنيسة المتشددة في الغرب والسلطة السياسية، وربما ذلك من شأنه أن يسهّل هزيمة هذه الأفكار عبر العمل داخل مجتمعاتنا ووسطها، وعبر الحوار الحر، والإقبال نقدياً على تناول الأصول الفكرية للتشدد في بعض الكتابات، في فعل يستهدف المستقبل والحداثة،، فهذا المسعى يجب أن يكون من أجل أفكار للغد.
وهناك دور مهم للمثقفين، فالتيارات المتشددة تستهدف الأدب دائماً، وتحاكمه بأدوات لا تنتمي للمعرفة، والملاحظ أنه في حين يعلن المتشددون معركة ضد الأدب ترمي إلى تجهيل المجتمع، نجد الكثير من الكتّاب والأدباء والمثقفين غير آبهين لهذا التهديد تماماً، رغم أن الحرب حربهم، ويبدو أن قلّة فقط تلك التي قامت بدورها في كشف التفكير المتشدد الإقصائي الذي يدّعي امتلاك الحقيقة ومعرفة كل شيء، بينما جعل الخوف معظم المثقفين ينزوون بعيداً ويؤثرون السلامة.
هذا الموقف غير المبالي من قبل المثقفين من شأنه أن يطيل المعركة مع المتشددين، ويتراجع بدور الأدب في الحياة.
alaamhud33@gmail.com