نُظمت ضمن فعاليات «طيران الإمارات للآداب» 2017 مساء أمس في قاعة الراس1، ندوة تحت عنوان «كتابة الماضي: عندما يمتزج التاريخ بالرواية»، بمشاركة كل من الكاتب الروائي سايمون سكارو، والكاتبة الروائية ليلى أبو العلا، والكاتبة الروائية تانيا لاندمان.
تناولت الندوة عبر محاور متعددة وشيقة، معنى الرواية التاريخية وانفصالها بالضرورة عن التاريخ كعلم يؤرشف لأحداث وقعت في الماضي.
وشدد الكتاب الثلاثة على أنه لا يجب ظلم الرواية التاريخية باعتبارها مصدراً تاريخياً دقيقاً، فهي لا بد أن تتضمن قدراً هاماً من الخيال المنسجم مع كونها دراما إنسانية بالدرجة الأولى.
ونبه المشاركون إلى أن الرواية التاريخية التي تكتب عن عصر ماض أو في إطار حقبة زمنية معروفة التفاصيل تاريخياً، قد لا تلتزم بنفس تلك التفاصيل، ويسمح للكاتب أن يغير تلك التفاصيل وأن يغير حتى أسماء الأمكنة والأشخاص إن اقتضى السياق السردي الخاص به ذلك.
سايمون سكارو قال إن السؤال الأساسي الذي ينبغي أن يطرحه الكاتب على نفسه قبل وأثناء كتابة روايته التاريخية، هو بالضبط ذلك الذي كانت تطرحه عليه والدته حين كان صغيراً وهو: كيف يمكننا إعادة إنتاج عقلية الأشخاص الذين يسبقوننا كثيراً في الزمن؟
أما تانيا لاندمان فقد نوهت بأن الطبيعة البشرية لا تتغير عبر التاريخ، فالمشاعر البشرية تبقى كما هي في الماضي والحاضر، لذلك فعلى الكاتب أن يهتم أساساً بما يتغير وهو الظروف والشروط المادية للحياة و تفصيلاتها.
الكاتبة ليلى أبو العلا أكدت أنها تعتبر أن مهمتها ككاتبة ليست أن تكتب التاريخ بالدرجة الأولى، لكن أن تمتع القارئ بقصة محبوكة درامياً ومشوقة.
عاد الكتاب الثلاثة في محور آخر من الندوة ليتفقوا على أن كاتب الرواية عليه أن يجري بحوثاً تاريخية عن الفترة التي سيكتب روايته عنها، لكنهم اختلفوا قليلاً في طريقة ذلك البحث وأولويته.
دبي: محمدو لحبيب