الشارقة:«الخليج»
جاء برنامج افتتاح بينالي الشارقة 13 «تماوج»، الذي انطلق يوم الجمعة الماضي ليشكل فضاءً مفتوحاً ومنصة جامعة للفنون التي تتداخل وتتناغم فيما بينها متماوجة بين ثيمات البينالي الأربع (الماء والأرض والمحاصيل والطهي)، وكانت مساحات العرض المخصصة في أروقة المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون ومختلف مناطق الشارقة، حاضنة لجملة من الأعمال والإبداعات الفنية المفاهيمية وفنون الفيديو والأعمال التركيبية والوسائط المتعددة التي تشمل السينما والمسرح والموسيقى وعروض الأداء.
تأتي الأعمال المقدمة في البينالي في سياق تفاعلي مع الجمهور، حيث يتحول الطعام إلى عرض أدائي كما يتحول الطهي إلى مساحة تناقش مشكلة التصحر الذي يتهدد العالم، كما هو الحال في العرض الأدائي «كلايمافور» الذي حاول أن يضع إطاراً للمواسم الجديدة لإنتاج واستهلاك الغذاء، والتي ظهرت جراء تدخلات الإنسان في الطبيعة والمناخ، كما عرض لفكرة التصحر، والتي تحكمت بدورها بالأطباق المقدمة على الغداء.
وبدلاً من الاعتماد على برامج المساعدات التي تصل قيمتها ملايين من الدولارات، فإن «كلايمافور»، يعيد التفكير فيما يمكن للأشياء القابلة للأكل أن تسهم به في فهم المشهد الطبيعي المتغير.
وجاءت محاضرة «عن النفط والجليد» لكل من: رانيا غصن والهادي الجزائري على شكل قصة تفاعلية، تناولت التغيير المناخي، والمخاوف التي يثيرها، بالتركيز على قضية تحلية المياه التي تستهلك الطاقة في منطقة الخليج العربي.
في حين تناولت محاضرة «كوكب مارق» التي قدمها كل من أرجونا نعمان وشهيرة عيسى، صورة متخيلة لكوكب مارق، يقتحم النظام الشمسي، وينحدر نحو الأرض، ولكن بدلاً عن الاصطدام بها فهو يعلق في الفضاء ويشكل حالة من الهلع والخوف والاضطراب الذي ينعكس على الحياة اليومية للبشر وبالتالي فهو يشير إلى تعقيدات متشابكة غير مستقرة، فيخلق حالة من الكسوف الدائم.
وتبحث المحاضرة في عدة أسئلة من مثل: ماذا يريد هذا الكون المجنون؟، وكيف نتعامل مع الأشياء من حولنا؟، وتقدم المحاضرة صورة ساخرة لإرادتنا في أن يكون الكون هو ما نتمناه، وبينما نستغرق في هذه الأمنيات، فإن العالم الحقيقي، يسير وفق رغباته.
بينما تتخذ المحاضرة الأدائية «مراقبة الطيور» للورانس أبو حمدان من الإنصات والاستماع محورين رئيسيين، يعاين أبو حمدان من خلالهما الحياة في سجن صيدنايا (25 كيلومتراً شمال العاصمة السورية دمشق) مستعيناً بشهادات الناجين من السجن بوصفهم «شهود سماع» إذ إن قدرة المعتقلين على رؤية أي شيء في صيدنايا كانت مقيدة بدرجة كبيرة، حيث إن معظمهم كان محتجزاً في العتمة معصوبي الأعين أو مجبرين على تغطيتها بأيديهم... ونتيجة لذلك، فقد طوّر المعتقلون حساسية عالية جداً تجاه الأصوات المحيطة، ما أتاح للفنان تصوّر السجن، وإعادة تكوينه واكتساب بصيرة تتيح له معرفة الحاصل داخل جدرانه.
كما شهدت فعاليات البينالي عرضين مسرحيين قدما على خشبة معهد الشارقة للفنون هما: مسرحية «قريب من هون» من إخراج وتأليف روي ديب ومشاركة جوليا قصار، ولينه سحّاب، وساندي شمعون، وليليان شلالا، وفؤاد عفره، وبشار فرّان، وسنى رومانس، وريكاردو كليمانتي، كريكور جابوطيان، حيث اقتربت المسرحية من وقائع الحرب الأهلية، وكيف تحول من تبقى من سكان الأحياء والمدن المنكوبة إلى ممثلين يؤدون بروفات للجنازات.
بينما جاء العرض الثاني بعنوان «مدينة نظيفة»، من إخراج أنيستيس أزاس وبرودروموس سينيكوريس، ليطرح المدلولات الاجتماعية والفلسفية والسياسية ل«النظافة» و«الطهر» من خلال المزج التاريخي بين الحاضر والحضارة اليونانية القديمة، حيث يقدّم العرض رواية يونانية تحتل فيها النساء المهاجرات اللائي يعشن في أثينا ويعملن كعاملات نظافة خشبة المسرح وينسجن روايات شخصية في تحدٍ للصور النمطية وفضح للعودة المقنّعة إلى الخطاب العنصري، وتطرح النساء في هذا العمل عدة قضايا جوهرية تتعلق بهن، فمن ينظف أثينا؟ ولماذا الغالبية من عمال النظافة من النساء والمهاجرين؟ ولماذا تصف عبارة «حملة تطهير» عمليات الشرطة التي تعتزم تخليص الفضاءات العامة من الوجوه «غير المرغوب فيها» (المهاجرون، المشردون، المنحرفون)؟.
أما موسيقياً فقد شهد البينالي حفلاً موسيقياً مميزاً في «سينما سراب المدينة» مقدمة لغة موسيقية جديدة على اتصال بمفردات أصيلة في المنطقة واستخدام متنوع للآلات الموسيقية تتخللها أحاديث تضج بالحياة، وحركات مذهلة، وصيحات استهجان من حين لآخر. وتضم الفرقة فنانين من بيروت والقاهرة وإسطنبول وهم: عمر كاغلار، وطوني إيليه، ومازن كرباج، وموريس لوقا، وشريف صحناوي، وسام شلبي، ومايكل زرانغ.
هذا وتستمر فعاليات البينالي حتى 12 يونيو/ حزيران 2017، حيث يحفل برنامج الفعاليات بعديد العروض الفنية والورش التعليمية التي تهدف لتعزيز البنية الثقافية المحلّية في مختلف مدن إمارة الشارقة، مستهدفة شتى المراحل العُمريّة وجميع الراغبين بالمشاركة بغية سبر أغوار الفن بكل أشكاله.
جاء برنامج افتتاح بينالي الشارقة 13 «تماوج»، الذي انطلق يوم الجمعة الماضي ليشكل فضاءً مفتوحاً ومنصة جامعة للفنون التي تتداخل وتتناغم فيما بينها متماوجة بين ثيمات البينالي الأربع (الماء والأرض والمحاصيل والطهي)، وكانت مساحات العرض المخصصة في أروقة المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون ومختلف مناطق الشارقة، حاضنة لجملة من الأعمال والإبداعات الفنية المفاهيمية وفنون الفيديو والأعمال التركيبية والوسائط المتعددة التي تشمل السينما والمسرح والموسيقى وعروض الأداء.
تأتي الأعمال المقدمة في البينالي في سياق تفاعلي مع الجمهور، حيث يتحول الطعام إلى عرض أدائي كما يتحول الطهي إلى مساحة تناقش مشكلة التصحر الذي يتهدد العالم، كما هو الحال في العرض الأدائي «كلايمافور» الذي حاول أن يضع إطاراً للمواسم الجديدة لإنتاج واستهلاك الغذاء، والتي ظهرت جراء تدخلات الإنسان في الطبيعة والمناخ، كما عرض لفكرة التصحر، والتي تحكمت بدورها بالأطباق المقدمة على الغداء.
وبدلاً من الاعتماد على برامج المساعدات التي تصل قيمتها ملايين من الدولارات، فإن «كلايمافور»، يعيد التفكير فيما يمكن للأشياء القابلة للأكل أن تسهم به في فهم المشهد الطبيعي المتغير.
وجاءت محاضرة «عن النفط والجليد» لكل من: رانيا غصن والهادي الجزائري على شكل قصة تفاعلية، تناولت التغيير المناخي، والمخاوف التي يثيرها، بالتركيز على قضية تحلية المياه التي تستهلك الطاقة في منطقة الخليج العربي.
في حين تناولت محاضرة «كوكب مارق» التي قدمها كل من أرجونا نعمان وشهيرة عيسى، صورة متخيلة لكوكب مارق، يقتحم النظام الشمسي، وينحدر نحو الأرض، ولكن بدلاً عن الاصطدام بها فهو يعلق في الفضاء ويشكل حالة من الهلع والخوف والاضطراب الذي ينعكس على الحياة اليومية للبشر وبالتالي فهو يشير إلى تعقيدات متشابكة غير مستقرة، فيخلق حالة من الكسوف الدائم.
وتبحث المحاضرة في عدة أسئلة من مثل: ماذا يريد هذا الكون المجنون؟، وكيف نتعامل مع الأشياء من حولنا؟، وتقدم المحاضرة صورة ساخرة لإرادتنا في أن يكون الكون هو ما نتمناه، وبينما نستغرق في هذه الأمنيات، فإن العالم الحقيقي، يسير وفق رغباته.
بينما تتخذ المحاضرة الأدائية «مراقبة الطيور» للورانس أبو حمدان من الإنصات والاستماع محورين رئيسيين، يعاين أبو حمدان من خلالهما الحياة في سجن صيدنايا (25 كيلومتراً شمال العاصمة السورية دمشق) مستعيناً بشهادات الناجين من السجن بوصفهم «شهود سماع» إذ إن قدرة المعتقلين على رؤية أي شيء في صيدنايا كانت مقيدة بدرجة كبيرة، حيث إن معظمهم كان محتجزاً في العتمة معصوبي الأعين أو مجبرين على تغطيتها بأيديهم... ونتيجة لذلك، فقد طوّر المعتقلون حساسية عالية جداً تجاه الأصوات المحيطة، ما أتاح للفنان تصوّر السجن، وإعادة تكوينه واكتساب بصيرة تتيح له معرفة الحاصل داخل جدرانه.
كما شهدت فعاليات البينالي عرضين مسرحيين قدما على خشبة معهد الشارقة للفنون هما: مسرحية «قريب من هون» من إخراج وتأليف روي ديب ومشاركة جوليا قصار، ولينه سحّاب، وساندي شمعون، وليليان شلالا، وفؤاد عفره، وبشار فرّان، وسنى رومانس، وريكاردو كليمانتي، كريكور جابوطيان، حيث اقتربت المسرحية من وقائع الحرب الأهلية، وكيف تحول من تبقى من سكان الأحياء والمدن المنكوبة إلى ممثلين يؤدون بروفات للجنازات.
بينما جاء العرض الثاني بعنوان «مدينة نظيفة»، من إخراج أنيستيس أزاس وبرودروموس سينيكوريس، ليطرح المدلولات الاجتماعية والفلسفية والسياسية ل«النظافة» و«الطهر» من خلال المزج التاريخي بين الحاضر والحضارة اليونانية القديمة، حيث يقدّم العرض رواية يونانية تحتل فيها النساء المهاجرات اللائي يعشن في أثينا ويعملن كعاملات نظافة خشبة المسرح وينسجن روايات شخصية في تحدٍ للصور النمطية وفضح للعودة المقنّعة إلى الخطاب العنصري، وتطرح النساء في هذا العمل عدة قضايا جوهرية تتعلق بهن، فمن ينظف أثينا؟ ولماذا الغالبية من عمال النظافة من النساء والمهاجرين؟ ولماذا تصف عبارة «حملة تطهير» عمليات الشرطة التي تعتزم تخليص الفضاءات العامة من الوجوه «غير المرغوب فيها» (المهاجرون، المشردون، المنحرفون)؟.
أما موسيقياً فقد شهد البينالي حفلاً موسيقياً مميزاً في «سينما سراب المدينة» مقدمة لغة موسيقية جديدة على اتصال بمفردات أصيلة في المنطقة واستخدام متنوع للآلات الموسيقية تتخللها أحاديث تضج بالحياة، وحركات مذهلة، وصيحات استهجان من حين لآخر. وتضم الفرقة فنانين من بيروت والقاهرة وإسطنبول وهم: عمر كاغلار، وطوني إيليه، ومازن كرباج، وموريس لوقا، وشريف صحناوي، وسام شلبي، ومايكل زرانغ.
هذا وتستمر فعاليات البينالي حتى 12 يونيو/ حزيران 2017، حيث يحفل برنامج الفعاليات بعديد العروض الفنية والورش التعليمية التي تهدف لتعزيز البنية الثقافية المحلّية في مختلف مدن إمارة الشارقة، مستهدفة شتى المراحل العُمريّة وجميع الراغبين بالمشاركة بغية سبر أغوار الفن بكل أشكاله.