Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

سلطان نموذجٌ للحاكم المثقف وصاحب رؤية عميقة للنهضة

$
0
0
الشارقة: «الخليج»
بحضور الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، عقدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة /‏‏‏ قسما التاريخ والحضارة الإسلامية واللغة العربية وآدابها أمس، ندوة علمية تحت عنوان «صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مفكراً ومؤرخاً وأديباً» بالتعاون مع المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، وهو أحد أجهزة مكتب التربية العربي لدول الخليج.
ويأتي اختيار موضوع هذه الندوة العلمية في إطار إبراز رجالات الأمة وعظمائها ومفكريها الذين يسهمون في رسم معالم النهضة الحضارية الشاملة، وفق ثوابت وقيم تظل المعين الثريّ الذي نستمد منه الفكر الرصين والإبداع المُميّز، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة أنموذجٌ راقٍ للحاكم العالم، الذي يملك رؤى نوعية لمشروع النهضة المرجوة، وقد ضمّنها فيما أبدعه من كتابات وتحقيقات وترجمات ودراسات وبحوثٍ هي اليوم محط اهتمام الدارسين والباحثين، يتأملونها بطول النظر، ويستمدون منها قوة الفكر، وعبرة التاريخ، وجمال الأدب، وروعة الخيال.
وقد ناقشت الندوة مجالات: الفكر والتاريخ والأدب، حيث تجلت فيها صروح العطاء الثقافي لصاحب السمو حاكم الشارقة، وبرزت فيها اهتماماته وعنايته، مما بوّأ الشارقة إمارة للإبداع، وقلعة للحراك الثقافي المتواصل، مع حشد الرصيد الفكري للأمة الذي يدفع بها إلى قلب العصر، ويوطِّئ به لمستقبل أفضل، ويُعيد صياغة الإنسان ويُجدد مطامحه، ويجعله قادراً على التحدي الحضاري المطلوب، حيث ناقشت الجلسات خلال محور الفكر: (جهود سموه في تطوير التعليم العالي، جامعة الشارقة نموذجاً)، و(التعايش والمثاقفة في فكر صاحب السمو حاكم الشارقة)، و(قضايا المرأة والأسرة في فكر سموه)، كما ناقشت الجلسات خلال محور التاريخ: (فلسفة التاريخ في فكر صاحب السمو حاكم الشارقة)، و(منهجية سموه في كتابة تاريخ الخليج)، و(قيمة الوثيقة التاريخية في كتاباته).
أما في المحور الخاص بالأدب فناقشت الجلسات: القيم العربية والإسلامية والإنسانيّة في أدب صاحب السمو حاكم الشارقة، والبعد التاريخي لمسرح سموه، وملامح سردية في نصوصه الإبداعية، والقيم التربوية في كتاب سموه «سرد الذات».
و قال الدكتور حميد مجول النعيمي: «الحق أن المحتفى به في هذه الندوة وهو صاحب حاكم الشارقة، هو من الرجال العظماء في هذا البلد، وبصماته في الفكر والثقافة واضحة بيِّنة، وهو جدير بكل احتفاء وتكريم وتقدير، فكمْ كرّم هو واحتفى، وأعطى وأجزل العطاء، ولم يبخل على هذه الجامعة بغالٍ أو نفيس، ولقد أمدّ سموه مكتبة الجامعة ومراكزها بما يملك من الغالي والنفيس من مؤلفات سموه، وممتلكاته من الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية النادرة، حرصاً من سموه على أن يكون فضاءُ البحث رحباً يُفيد منه الباحثون في الجامعة ومن يفِد عليها من خارجها، كما أنشأ «دارة الشيخ سلطان للدراسات الخليجية» وأوقف فيها ما يقارب المليون ونصف المليون وثيقة تاريخية، كما ضمّت الكتب والخرائط والمسكوكات، ونماذج من السفن الشراعية الأوربية والمحلية، هذا بجانب تزويد سموه لمكتبة المؤسسة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين بعدد من المخطوطات النادرة في الفلك والطب والرياضة والهندسة، ومؤخراً وضع سموه الأساس لبناء فخم آخر من الجهة الجنوبية للمدينة الجامعية، يوشك على الانتهاء وهو: «مجمع الشارقة للغة العربية» وهو مشروع رائد، أراد سموه أن يعزز مقام الحرف العربي الذي نزل به القرآن العظيم، ويخدم لغة الأمة ولسانها العربي المبين، باعتبارها سيدة اللغات كافة».
وفي الكلمة الترحيبية التي ألقاها الدكتور حسين العثمان القائم بأعمال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، قال، «إنه من النادر في الحياة السياسية المعاصرة أن سياسياً يحمل أعلى درجة أكاديمية؛ لذلك فإن صاحب السمو حاكم الشارقة قد اكتسب خبرة واسعة في مجالي السياسة والتعليم الأكاديمي، فانعكس ذلك على رؤيته الثاقبة لأهمية التعليم كرأسمال اجتماعي في تطوير إمارة الشارقة، من خلال تركيزه على تأسيس الجامعات والمعاهد التي تُعنى ببناء الإنسان، الذي هو وسيلة وهدف عمليات التحديث والتنمية، وقد تعدى سموه بالتعليم في الإمارة إلى خارجها، من خلال نشر التعليم العالي بين أبناء المسلمين والعرب، ليسجل للشارقة تاريخاً مبكراً في طرح المبادرات وتنفيذها، المتعلقة ببناء الإنسان في مجالات التعليم العالي ورعاية الأسرة والخدمات الاجتماعية والإنسانية، كما حققت إمارة الشارقة في عهد سموه مؤشرات عالية في مجال التنمية البشرية، وقد أتاحت هذه الإنجازات مزيداً من الفرص التعليمية والصحية، والعمل أمام الإنسان وتوزيع الدخل بعدالة بين الناس، وقد أسهمت السياسات التعليمية في الشارقة في توفير التعليم لجميع المواطنين في مختلف مستوياته، فانخفضت نسبة الأمية».
وقال الدكتور نجيب بن خيرة رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة: «إن صاحب السمو حاكم الشارقة أبدع في الفكر فكان منشئاً له، واشتغل بالتاريخ فكان راوية فيه، وتذوق الأدب فكان مبدعاً لنصوصه المختلفة، وأغراضه المتباينة، ووضعَ في كل ذلك التصانيف والتآليف، والدواوين والمسرحيات، وإن الناظر في هذا التراث الضخم يدرك اكتمال عُدّته، وغزارة مادته، وصفاء عقله، وذكاء فهمه. وقد قيل: (إن عقول الرجال تحت أسنة أقلامهم) وقصارى ما نقوله فيه أنه خلاصةُ جيلٍ كامل أبدع بسخاءٍ في زمن القحط، وأحبّ التاريخ فقرأه، وتذوق العربية فحذقها، وعشق التراث فأقام له مباني فخمة هي أشبه بالأوابد الخالدة التي لا تصدعها يدُ الزمان ولا تعاقبُ الحدثان، وإن تشجيع سموه على العلم والثقافة لم يتجلَّ بمثل هذا الحرص إلا في عصور الحضارة الإسلامية الزاهرة أيام الرشيد والمأمون في بغداد، وهشام وعبد الرحمن الناصر في الأندلس... مما يؤكد ترسّم صاحب السمو حاكم الشارقة خطى أولئك الحكام العلماء الفَقِهين، الذين اتخذوا العلم عُدّة في الحكم، ومن الحكم خادماً للعلم، فأينعت الحضارة في أيامهم، ونفقت أسواق العلوم في دولتهم، وكان الكتاب للجميع خير جليس».
بدوره قدم الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج شكره لصاحب السمو حاكم الشارقة، على تكفله بالمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج منذ نشأته في سنة 2007، هذا المركز الذي يتشرف بأن يسهم ويشارك في تنظيم هذه الندوة، وشكر جامعة الشارقة في إطار هذه الشراكة، كما عبر عن سعادته بوجوده في جامعة الشارقة، التي كان هو أحد طلابها وخريجيها، وتمنى أن يكون باراً بها.
تحدث د. الحمادي عن مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة، وكيف كتب سموه بفكره الرائد كل ما هو مفيد للمجتمع، مركزاً ومؤكداً على الأصالة المعاصرة المبنية على التراث العربي، وفي نهاية حديثه تمنى تكرار الندوة كل عام من أجل العمل على طرح محاور جديدة لمناقشة مؤلفات وتاريخ وأدب سموه، وأكد استعداد المركز للتعاون مع الجامعة في المستقبل.
حضر الملتقى إلى جانب مدير الجامعة محمد ذياب الموسى مستشار صاحب السمو للتربية والتعليم، والدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، والدكتور سلامة محمد البلوي القائم بأعمال مدير مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين، والدكتور عواد حسين الخلف عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، والدكتور محمود درابسة عميد شؤون الطلاب، والدكتورة سلامة الرحومي عميدة شؤون الطالبات.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>