Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

«ونين غبيشة»يعكس صوت المهمشين والمقموعين

$
0
0
الشارقة: غيث خوري
اختتمت، أمس الأول، عروض أيام الشارقة المسرحية في دورتها الـ27، بتقديم مسرحية «ونين غبيشة» لفرقة جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح على خشبة معهد الفنون، وهي من تأليف مرعي الحليان، وإخراج عبد الرحمن الملا.
شارك في التمثيل كل من: عبير الجسمي بدور «غبيشة»، سالم العيان بدور «بو جداح»، عبيد الهرش بدور «أبو الهايات»، فاطمة حسين «أم غبيشة»، عيسى مراد «شواف»، يوسف الكعبي «عجوز1»، عادل سبيت «عجوز 2».. أما الجوقة فتألفت من: حمد سعيد، إبراهيم العضب، جوهر سعيد، عياد، عبد العزيز الجداع، محمد جمعة، خميس ثاني، صالح الجداع، مانع خميس، عبدالله خاوي، حسن محمد، حسين المازم، وعلي خليل.
تألف الفريق الفني من: عادل سبيت مخرج مساعد، خلود البديوي (إدارة خشبة وتنفيذ الصوت وتصميم الأزياء)، إبراهيم الأميري (تصميم المؤثرات الصوتية)، ياسر سيف (مكياج)، وجمعة علي (تصميم الديكور).
يقدم مرعي الحليان في نصه «ونين غبيشة» حكاية عامرة بمفردات البيئة المحلية، عبر بطلتها غبيشة التي تمثل الصوت الرافض للقهر والظلم.. صوت نصرة المهمشين المقموعين في أي زمان وأي مكان.
تحكي المسرحية قصة الفتاة اليتيمة غبيشة فاقدة البصر، والتي تعيش رفقة أمها حياة الفقيرة، إلى جانبهما يعيش كل من العجوز «بوجداح» والشاب «شواف»، في مجتمع بسيط يعمل أغلب أفراده «كسقائين»، فيما يكون «أبو الهايات» أحد أعيان هذا المجتمع، وهو الإنسان المتسلط الذي يستغل الجميع لخدمته، يرافقه عجوزان كظله يساعدانه على إدارة شؤون الناس، والكذب عليهم بغية تحقيق الثروة لأبي الهايات، وإبقائه موضع السلطة والرفعة.
تؤشر المسرحية عبر حواراتها وطقوسها إلى تنمر السلطة الجائرة على شعبها، واستخدامها لفئة من المثقفين والدعاة الذين يقفون في صفها، ويحاولون تخدير الناس بأقوالهم وتحليلاتهم، التي تصب في النهاية في مصلحة أصحاب النفوذ، وتؤكد أيضاً عبر أبطال العمل، وخصوصاً غبيشة، على الصوت الذي يأبى ويرفض الظلم، حتى ولو كان هذا الصوت منفرداً ووحيداً بداية الأمر، إلا أنه وفي النهاية قادر على إحداث الأثر والتغيير في نفوس الناس، وتحريكهم لينفض عنهم غبار الكذب والخنوع والامتثال للحياة الصعبة التي يفرضها من هم في موقع النفوذ.
لا تقف المسرحية عند حكاية الظلم والغدر والطمع مقابل العدل والوفاء والعطاء.. بل هي أيضاً تؤشر على جملة من الإرهاصات التي يعيشها الناس في المجتمع، وخصوصاً المرأة الأرملة، التي لا يسمح لها أن تبدي أية مشاعر من الحب تجاه أي أحد، حتى ولو كانت وحيدة وقد فقدت زوجها منذ زمن طويل، فالمجتمع جاهز لإدانتها، وهي نفسها تخضع لهذه السطوة وترفض أن تثور ضدها.
جاء العرض متكاملاً نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، زاخراً بالجماليات الفنية، والإبداع في أداء الممثلين وحركتهم فوق الخشبة، وتجانس الجوقة واستغلال الفضاء المسرحي بالكامل.
وجاءت آراء الجمهور والمختصين في الندوة التطبيقية لتشيد بهذا العمل، وجميع أعضاء الفريق؛ حيث اعتبر البعض أن جماليات العمل تكمن في مستويات النص، بداية من النص المنطوق، وما كتبه المؤلف من حوارات حفلت بمفردات عميقة من اللهجة الإماراتية، وأيضاً عبر جملة الأهازيج والغناء واللغة الشعرية.. وثانياً من خلال النص غير المنطوق المتمثل بالسينوغرافيا المدهشة، والأداء الحركي والموسيقى والإيقاعات والإضاءة.. وحركة المجاميع المتميزة والتعابير الجسدية المتجانسة والجميلة.
وأشار آخرون إلى جمالية رؤية المخرج، ونجاحه بشكل كبير في التعامل مع عناصر المسرحية من ضوء وموسيقى، وديكور وإكسسوارات؛ حيث إنه ومنذ بداية العرض استخدم الفضاء المسرحي بالكامل، ولم يتعامل مع ديكور ثابت، بل أخذ يصنع فيه أشكالاً متنوعة ومختلفة، ويبحث عن خيالات مغايرة في توظيفه، إضافة إلى حسن إداراته للممثلين وحركتهم فوق الخشبة.
وأكد البعض أنه برغم أن النص غارق في المحلية، إلا أنه أعاد بشكل غير مباشر إنتاج شخصية «تيريزياس» في مسرحية سوفوكليس «أوديب ملكاً» ذلك الرجل الأعمى الذي كان يرى بينما أوديب لم يكن يرى، والتي مثلتها غبيشة الفتاة العمياء التي كانت تملك البصيرة ولم تملك البصر، بينما الكثيرون يملكون البصر ولا يملكون البصيرة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>