عشقت ثريا اليزيدي المسرح وأخلصت له، فحصدت عن كتاباتها الجوائز، ومن خشبته خطت نحو الشاشة الصغيرة، فبدأت تكتب أعمالاً أخذ بعضها طريقه للعرض، وبين المسرح والشاشة الصغيرة تتأرجح ثريا بخفة وسحر؛ لتقدم أفكاراً عميقة في قالب قصصي جميل.
الكاتبة ثريا اليزيدي، كاتبة درامية للمسرح والتلفزيون، حاصلة على بكالوريوس تربية لغة عربية من جامعة السلطان قابوس، وعلى وشك الانتهاء من رسالة الماجستير في تخصص النقد الأدبي.
فيما يلي حوار حول تجربتها:
} متى بدأتِ الكتابة للمسرح، حدثينا عن أعمالك الأولى التي قمت بتأليفها؟
- الكتابة بالنسبة لي روح أخرى تحلق في عوالم سماوية، فهي حياة لها أزمنتها الخاصة لا تحسب بالزمن الكوني، وإذا كان لا بد من التأريخ، يمكنني القول، إن بدايتي في الكتابة للمسرح كانت مشاركتي في مهرجان المسرح المدرسي الأول بنص (إلى متى؟)، وقد حصل على جائزة أفضل نص، ثم شاركت في مهرجان المسرح العماني الشعبي الأول بنص (دروب الملح) وقد حاز على جائزة أفضل نص أيضاً.
} حدثينا عن القضايا والأفكار التي تطرحينها من خلال كتاباتك؟
- الكتابة شريان يوصل الفكر بالحياة والمجتمع والناس، وتبقى حساسية الكاتب بقضاياه هي الدافع لأن يعبّر عن ذاته وكل ما يدور في فلكها، وبعيداً عن انتماءات الفنون حسب التصنيف المعروف (الفن للفن/الفن للحياة)، أجدني أتبنّى فلسفة الحياة نفسها، فهي دائماً ما تؤطّر كياناتنا الوجودية بقضاياها، وتدفعنا لأن نرصد فكرياً كل ما من شأنه أن يعرقل جريان الحياة بداخلنا من جهة، ومن جهة أخرى كل ما يثير فينا حس الجمال الذي هو مرادف آخر للحياة.
وأومِنُ يقيناً بأن الكتابة رسالة ومسؤولية، وأنها قوة وطاقة جبارة، بإمكانها أن تحقق المستحيل، وأن تخلق ذواتاً إيجابية محبة للسلام والوئام مع الآخر، وهي الموضوعات ذاتها التي أحاول جاهدة أن أبرزها في كتاباتي.
} حققتِ جوائز عدة على صعيد المسرح، ماذا تعني لك الجوائز؟
- النفس الإنسانية جبلت على حب الثناء، ولا يمكن إنكار ما للتحفيز والتشجيع من دور في الاستمرار، فلا يمكن لكاتب ما، أو مبدع ما أن يستمر في إبداعه إلا متى ما وجد من الآخرين التقدير لإبداعاته، وفي الحقيقة أكبر جائزة يمكن أن يحصل عليها المبدع هي كلمة الشكر على المتعة الروحية التي حققها للآخرين من خلال ما أنجز، وهي أعظم جائزة أود الحصول عليها في كل مرة أكتب فيها.
} تتجهين إلى التخصص في مجال النقد الأدبي، هل تعتقدين أن المسرحيين وغيرهم يتقبلون النقد الموضوعي؟
- حقيقة الأمر مصطلح النقد الموضوعي من المفاهيم القديمة الغامضة، فلم يعد النقد الأدبي ذلك المفهوم المتأرجح بين الاستحسان والتقبيح، إنما تغيرت مفاهيمه الحداثية، وتطورت أساليبه وآلياته، بتنوع مناهجه ومدارسه، ولهذا فالنقد المسرحي لم يعد ذلك النقد الذي يقول هذا حسن وهذا قبيح، إنما يبرز أهم الخصائص الفنية البنيوية والسيميائية، وجماليات الفضاء المسرحي وعناصره في العرض المسرحي، وجماليات التلقي، وهذا ما أومن به من أهداف حقيقية للنقد.