Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18117

البينالي.. رؤية للمستقبل

$
0
0
محمد ولد محمد سالم

في عالم اليوم حيث الفن مفتوح على كل الاحتمالات وكل التيارات وكل الوسائط الفنية والتقنية، يصبح تقديم مشروع برؤية متماسكة تستفيد من كل تلك الخيارات إبداعاً في حد ذاته، ويصبح وعي الفنان بفاعلية العناصر التي يختارها، والتقنيات التي يشيد منها عمله علامة موهبة فنية، وقدرة على التفكير والتخيل.
هذه الحقيقة وعتها مبكراً مؤسسة الشارقة للفنون فأطلقت «بينالي الشارقة» ليكون حاضنة لأولئك الفنانين الموهوبين المهمومين بالجديد، الذين عيونهم مفتوحة على كل التطورات الفنية، والتقنية التي يمكن أن تخدم الفن، وتوحي بأفكار جديدة، وحاضنة للمشاريع البديعة والرؤى التي يمكن أن تقدم شيئاً مختلفاً للجمهور وتسهم في تطوير الفن، هكذا شكل البينالي منذ انطلاقته دعوة للفنان المحلي والعربي والعالمي لتقديم مشاريعهم، وحافزاً لهم للإبداع المفتوح على مصاريع الموهبة والخيال الذي لا يتوقف عند حد، ولا يعيقه أي شكل فني سابق عن الإبحار من أجل أشكال فنية جديدة، فلم يضع البينالي حدوداً تقف عند الأطر التقليدية لفنون مثل الرسم والنحت والخط والرقص والموسيقى، وغيرها، بل انفتح على عالم التقنية وما تقدمه من وسائط، فدخلته فنون التصوير والفيديو وفنون الكمبيوتر الرقمية، وفنون التصميم وغيرها، ولن يتوقف هذا الانفتاح عند حد، لأن عالم التكنولوجيا الهائل سيظل يقذف بوسائط جديدة تغير مفاهيم الفن، وتضيف له، وهذا ما يجعل التفكير فيها ميداناً بكراً وخصباً يستهوي الفنان الحالم بإبداعات جديدة.
هذا التوجه الذي اختاره البينالي ليكون منصة مفتوحة للاحتمالات الفنية اللانهائية هو الذي حكم على مدى الدورات الاثنتي عشرة الماضية كل الثيمات التي كان يطرحها للمشاركين فيه لكي يبدعوا من خلالها، فهي ثيمات مفتوحة لا تؤطر تفكير الفنان، فمثلاً كان شعار دورة 2013 هو «حبكة لبينالي» الذي كان دعوة إلى سرد الحكاية بأي شكل من الأشكال، وكما يتصورها الفنان، باعتبار أن الفن كله سرد، أياً كان شكله أو وسائطه، أما شعار 2014 فكان «نحو خريطة ثقافية جديدة» الذي استلهم الفنانون من خلاله مفهوم الفِناء أو الساحة في العمارة الإسلامية، باعتباره مصهراً لثقافات بشرية متعددة، وسمح ذلك لكل فنان أن يعبر بطريقته الخاصة عن تلك الرؤية الجغرافية الثقافية المتشابكة للعالم، والدورة الثالثة عشرة، دورة هذا العام كان «التماوج» هو الشعار الذي اشتغل عليه الفنانون بكل أشكال الاشتغال الفني، التقليدية والحديثة، والتقنية الرقمية، فقد تناولته لوحات الرسم والخط، وأفلام فيديو وصور فوتوغرافية، وتصاميم ونحت، غرافيك، وندوات وحوارات، حتى فنون الزراعة كان لها حضور.
إنها رؤية للمستقبل، للجديد الدائم، للبحث المسكون بالرؤى، ولفن يواكب سرعة عجلة الحياة التي لا تتوقف.

dah_tah@yahoo.fr


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18117

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>