احتفلت دائرة الثقافة في الشارقة صباح أمس في قصر الثقافة بالشارقة بالدورة العشرين لجائزة الشارقة للإبداع العربي - (الإصدار الأول)، والتي تمنح في حقول الشعر والقصة القصيرة والرواية والنقد وأدب الطفل والمسرح، والتي سبق وأن أعلنت جوائزها في فبراير/شباط الماضي، وقد بدأ الحفل بفيلم توثيقي عن الجائزة. وذلك بحضور عبدالله العويس رئيس الدائرة وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة.
ألقى محمد القصير كلمة رحب من خلالها بالحضور الذين يجتمعون في الشارقة بيت المبدعين العرب على امتداد الوطن الكبير، حيث حاضنة الأدب والفنون ومنصة الحوار في شتى المحاور الفكرية وقال «تؤكد الشارقة على جدارة العمل الجاد في المضمار الثقافي، وهو الدور الذي جاء بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي أرسى كل السبل الكفيلة بدعم الإبداع والنهوض بالثقافة».
وأشار القصير إلى أن الاحتفال بالدورة العشرين لهذه الجائزة هو احتفاء بعشرين عاماً من الإبداع، وأشار القصير إلى أعمال الدورة الجديدة من الجائزة تتضمن ندوة علمية للجائزة تحت عنوان (تحولات القصة القصيرة بين الجماليات والضرورة) والتي تنطلق صباح اليوم وتشتمل على ثلاثة محاور هي: «الفن القصصي بين الثابت والمتغير، والقصّ وتحولاته وأشكاله، والتحولات بين الجماليات والضرورة» ويدير الندوة الدكتور هاشم ميرغني حاج إبراهيم.
أعقب ذلك ندوة بعنوان (جائزة الشارقة للإبداع العربي/ الدور والصدى) وشارك فيها: ثلاثة من النقاد وهم: الدكتور رشيد بوشعير «الجزائر» ود. مدحت الجيار «مصر» ود. عبدالله إبراهيم «العراق».
أشار د. بوشعير إلى فترة سبعينات القرن الفائت التي شهد فيها الأدب العربي تطوراً ملحوظاً، ما لبث أن انحسر في فترة الثمانينات وكان لا بد من مبادرات جديدة وهنا جاء دور الشارقة التي اتخذت إجراءات كثيرة من ضمنها جائزة مخصصة لإبداع الشباب في إشارة إلى جائزة الشارقة للإبداع العربي هذه الجائزة التي شملت حقول الإبداع المختلفة، وتضمنت في ما تضمنت ورشات متخصصة لعدد من الخبراء والمختصين في حقول الأدب المختلفة.
بدوره تحدث د. عبدالله إبراهيم عن ما تتميز به الشارقة في مجالات الأدب والفنون المختلفة، وبشكل خاص جائزتها المميزة «جائزة الشارقة لإبداع العربي» وقال « لقد دفعت هذه الجائزة التي انطلقت من الشارقة أقطار عربية كثيرة لتبنّي فكرتها في رعاية المواهب الأدبية».
وختم د. إبراهيم بقوله «إذا جاز لي تعريف هذه الجائزة، فهي بحق تمثل مؤسسة ثقافية ندبت نفسها لعملية الإبداع من أولها حتى آخرها».
وأشار د. الجيار إلى الجوائز الثقافية والفنية الكثيرة التي تقدمها الشارقة، وما أسهمت به من دفع للثقافة العربية خطوات إلى الأمام.
وختم د. الجيار بالقول «الجائزة تقيس نفسها بالهدف الأسمى، الذي يسعى إلى جعل الثقافة وسيلة للتنمية، وتدفع نحو مزيد الوعي والتنوير وبالتالي تحسين صورة الإنسان العربي أمام العالم.
شهادات
وشهد برنامج الحفل فقرة تضمنت شهادات من الفائزين بها في دوراتها السابقة وهم: الدكتورة عبير سلامة «مصر»، وعباس أحمد الحايك «السعودية» ولولوة المنصوري «الإمارات» وياس السعيدي «العراق».
تحدثت د. سلامة في شهادتها عن معايير الجائزة وصداها من الناحية الإعلامية والثقافية، وقدمت الكثير من الملاحظات والأسئلة المهمة بشأن الجائزة، منها على سبيل المثال ما تتركه من أثر على الفائزين بها، وقالت: «نجحت الجائزة في تكوين حقل ثقافي مهم ذلك لأنها راهنت على مشروع إبداعي رصين».
أما عباس الحايك، فتحدث عن خطواته في ارتياد عالم المسرح، بعد أن فاز بالجائزة.
وتحدث ياس السعيدي عن الشارقة كمدينة رسمت مسيرته الإبداعية، كما أشار للجائزة التي رفدت المكتبة العربية بآلاف العناوين منذ انطلاقتها، وأشار إلى كتابه الشعري الفائز بالجائزة عام 2007 «تضاريس من جغرافيا الروح».. وهو الذي شجعه على تلمس مناخه الإبداعي بروح يقظة وواعية.
أما لولوة المنصوري فقدمت شهادة بعنوان (الجائزة ولائحة الرغبات) وجاء فيها «ها هي تجمعنا من جديد، تنفرد بذلك عن سواها، تذكرنا بأننا قد فزنا بها، وكأنه الاحتفاء الأول، تتذكرنا، مجدداً تسعى إلى بث البهجة والحافز نحو الأجمل، ابتكرت لتحرك المجال الساكن، وتقدّر الكد والجهد الإنساني».