استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي الروائيين الذين دخلت أعمالهم القائمة القصيرة المرشحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» للعام 2017 في حوار مباشر مع المهتمين والمتابعين، بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
وأدارت القاصة الإماراتية صالحة عبيد الحوار مع الروائيين وهم إلياس خوري من لبنان، وسعد رحيم من العراق ومحمد عبد النبي من مصر ومحمد علوان من السعودية و نجوى بن شتوان من ليبيا.
وفي إطار ردودهم على أسئلة مديرة الندوة قال محمد عبد النبي إن روايته «في غرفة العنكبوت» ربما تقدم صورة صادمة للمجتمع؛ لكنه حرص على صياغتها بأسلوب فني يطمئن القارئ ليجلس ويستمع لهذه الحكاية حتى النهاية، موضحاً أن التنوع هو الأصل ومصدر الثراء الحقيقي، وأن بطل روايته يمثل نفسه وهو ليس رمزاً وليس نمطاً، داعياً الحضور ألاّ يقرؤوا الكتاب من عنوانه كما يقال، ومضيفاً أنه كتب الرواية عام 2012 حتى عام 2013 ولم يتمّه، لكنه تفرغ له منذ عام وأكمله، وأنه يكتب منذ أكثر من 20 عاماً.
وقال إلياس خوري إن بطل روايته «أولاد الغيتو» شخص اسمه آدم يكتشف أن والده الذي يربيه ليس والده الحقيقي وأنهم عثروا عليه فوق جثة أمه، وعندها يقرر آدم أن يكتب سيرته وفي سياق ذلك يكتب حكاية مدينة اللد الفلسطينية التي شهدت أكبر مذبحة عام 1948 على يد الصهاينة، موضحاً أن كلمة الغيتو قادمة من التراث اليهودي، وأن الرواية جزء أول من ثلاثية تصدر لاحقاً.
وأضاف أن الرواية تتناول تجربة حقيقية وفيها مشاهد صادمة، حيث المجازر التي حصلت في مدينة اللد لم يبق منها سوى 500 شخص، حيث كانوا يجمعون الجثث في مقابر جماعية ثم يحرقونها بأمر من الجيش «الإسرائيلي».
من جهتها قالت نجوى بن شتوان انطلقت فكرة رواية «زرايب العبيد» عندما شاهدت مجلة على غلافها صورة لزرايب العبيد ثم شاهدت صورة أخرى حقيقية التقطت من قبل مصورين إيطاليين منذ عام 1911 لكنها لم تحدث في نفسي الأثر الذي تركته الصورة الأولى، وزرايب العبيد مكان حقيقي في مدينة بنغازي، ورغم أني عشت بعيداً عن هذه المدينة إلا أني بدأت أفتش في ذاكرة كبار السن ممن عاشوا في فترة «زرايب العبيد»، ووجدت سيدة كبيرة في السن كانت من العبيد، والزرايب حتى الآن مجهولة لكثير من الليبيين مضيفة أننا يجب ألاّ نخجل من المكان، علينا أن نروي أنفسنا بالشكل السلبي أو الإيجابي، نقول ما لنا وما علينا.
وذكر محمد حسن علوان أنه ركز في روايته «موت صغير» على اللغة التراثية ليعبّر عن المناخ التاريخي، وأضاف أثناء قراءتي لسيرة ابن عربي الذي تدور روايتي حول شخصيته، وجدت وقائع حقيقية اتفق عليها المؤرخون، فكل ما حدث وأصبح حقيقة كتبته، لكن الحقائق في الرواية مثلت حوالي 10% منها والباقي خيال، موضحاً أنه لأول مرة يكتب عن شخصية حقيقية.
وقال سعد رحيم لقد عشنا في العراق حياة ملتبسة مليئة بتقلبات كبيرة ومثل هذه الظروف التي مررنا فيها لا بد أن تنعكس في أعمالنا الشعرية والسردية، عشنا حصاراً كبيراً دام لأكثر من 13 سنة، لقد حاولت في روايتي «مقتل بائع الكتب» أن أرسم حياة جيل من خلال شخصية محمود المرزوق الذي عاش تقلبات الحياة من انقلابات عسكرية وسجون وتعذيب وأنظمة متتالية وبالتالي انتهت أحلامه بخيبة كبيرة وانكسارات وموت عبثي، فحياة محمود المرزوق بطل الرواية تجري على خلفية الأحداث التي تحيط به.
أبوظبي: نجاة الفارس