ضمن فعاليات المعرض أقيمت، مساء أمس، ندوة فكرية تحت عنوان «الأخلاق بوصفها منتجاً حضارياً» قدمها المفكر الفلسطيني الدكتور أحمد برقاوي، أكد خلالها أن الدولة الناجحة هي التي تحترم مواطنيها وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة، مشدداً على أن فكرة المواطن من أعظم ما قدمته البشرية، وهنالك فرق بين المواطن والرعية، إذ إن الأخيرة يتم ترويضها مثل الحيوانات.
وحذر برقاوي من الآثار السلبية للعولمة التي أخذت تدمر الأخلاقيات، وأصبح تدهور الاقتصاد في دول أرووبية يؤدي إلى تشريد الملايين من العمال في دول عربية.
وأضاف أن العولمة جعلت الدول الكبرى تحافظ على هيمنتها الاقتصادية والعسكرية، وهي أخطر مرحلة بشرية حتى اليوم، حيث أصبح الفيلم الأمريكي يؤثر في مجتمعات بعيدة عن القارة الأمريكية، وشدد على ضرورة احترام الخصوصية لأنها تختلف من منطقة لأخرى «فالأخلاق في بيروت تختلف عن باريس».
وأوضح برقاوي أن خطاب التعايش هو أفضل وسيلة لتوحد المجتمع ولابد أن يكون الناس قادرين على أن يتعايشوا مع بعضهم بعضاً، رغم اختلافهم في العقائد، والسياسة، والدين، حتى يصبح مجتمعاً حراً يستطيع أن يبدع، ولكن في حال قمع السلطة للمجتمع يصبح الخطاب غامضاً.
وأضاف أن الحرية لها حدود تمنع الاعتداء على الآخر، وتعطي كل ذي حق حقه، إلا أن المشكلة تكمن في جملة العوائق التي تسلب الحرية كسلطة السياسية، وسلطة العادات والتقاليد.
وأشار برقاوي إلى أن هيمنة السلطة تعني ممارسة الكذب للسيطرة على المجتمع، لذلك لابد من إعلاء قيمة الإنصاف الاجتماعي، باعتباره إحدى قيم الحضارة مع مراعاة الاختلاف بين الناس، كما أن الاعتراف بالآخر شرط مهم لممارسة الحرية، وفي حال لم تتوفر تلك الشروط يصبح الاختلاف زائفاً.
وقدم برقاوي شرحاً حول مفهوم الدين والعلمانية، وقال إن الأخيرة تميل إلى الدولة المستقلة، وهي تسعى إلى إعلاء من قيمة القانون فوق أية سلطة أخرى.
وختم برقاوي محاضرته بالتأكيد على أن الحضارة الغربية أصبحت تغزونا شئنا أم أبينا، ولهذا لابد من نشر قيم التسامح التي تعني في جوهرها الاعتراف بوجود الآخر وعدم قمعه.
أبوظبي: أمير السني