توفي مساء أول أمس الأربعاء الكاتب والقاص الأردني، خليل قنديل عن عمرٍ يناهز 66 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
وقال نبيه شقم، وزير الثقافة الأردني، إن وفاة قنديل خسارة كبيرة للوسط الثقافي العربي، وفقد مؤلم لكاتب أخلص دائماً لفن القصة وعالج قضايا وهموم ميثولوجية شعبية في بلاد الشام والمنطقة.
وُلد قنديل واسمه الحقيقي خليل محمد العيسى عام 1951 في مدينة إربد شمالي الأردن، وعملفي فترة سابقة سكرتيرا لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومراسلاً ثقافياً في جريدة «الخليج»، من عام 1980 حتى 1990، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الصحفيين الأردنيين.
من إصداراته الأدبية «وشم الحذاء الثقيل» و«الصمت» و«حالات النهار» و«عين تموز» و«الأعمال القصصية» و«سيدة الأعشاب» وهي مجموعة قصص أعيد طبعها أكثر من مرة، إضافة إلى تقديمه دراسات بحثية بينها «حوارات عربية» و«معجم الأدباء الأردنيين» و«معجم أدباء إربد: القصة والرواية»، ودُرّست بعض قصصه منها «الرهان» في المناهج الأردنية.
أخلص قنديل للقصة القصيرة التي يكتبها انطلاقاً من تشبعه بالموروث الشعبي من عادات وتقاليد ومعتقدات، واهتمامه بالحياة الخاصة للإنسان العادي في ممارسة حياته اليومية البسيطة وفي تقلب حالاته النفسية، ويقوم القص عنده على خطية زمنية، لا تدعي التجريب القصصي، بل تندرج ضمن السرد القصصي الذي يدعم النموذج المرجعي القائم على الحبكة القصصية، المؤلفة من بداية ووسط وحل، يَسْتَهِلُّ سارده الحكاية بتقديم الشخصية القصصية، ما يبرز القيمة الوظيفية للشخصية القصصية في بناء الحكاية، وفي تشابك مواقفها الفكرية وحالاتها النفسية وانفعالاتها السلوكية ووضعياتها الاجتماعية.
يقدم خليل قنديل للشخصية القصصية المحورية فضاء متخيلاً متناغماً عبره تنمو وتفكر وتعلن عن مقوماتها، فيستدعي شخصيات ثانوية تقوم بتفسير وتوضيح الغامض من تاريخ الشخصية، أو تقوم بعرض مؤهلات الشخصية، أو تساعدها على الكشف عن مواقفها أو تساهم في تعرية مخبوئها النفسي وإجلائه، ومما يسهم في تأثيث الفضاء المتخيل المتناغم والشخصية القصصية عند خليل قنديل عرض المكان الذي يكون غالباً عنده ضيقاً ومغلقاً لا يتجاوز البيت والغرفة الحديقة والزاوية والمسجد، وكل ذلك يتناغم والقصة القصيرة لدى خليل قنديل التي لا تفرط في الحكاية ومقوماتها الأساسية.
أصيب قنديل بفشل كلوي حاد ظل يقاومه سنوات وتعامل معه برؤية ساخرة في كتاباته التي مالت في السنوات السبع الأخيرة لمعالجة حقيقة الموت من منظور أدبي، لكنه دخل في عزلة، وتوقف عن الكتابة قبل رحيله بفترة وفضّل التواري عن الأنظار حتى لا يراه أحد في وضع صحي متراجع، ونعت رابطة الكتاب الأردنيين وعدد من المثقفين والإعلاميين قنديل وأعلنت أسرته تشييع جثمانه بعد صلاة الظهر أمس الخميس إلى مقبرة وادي السير في عمّان.
عمّان: «الخليج»