تواصلت صباح أمس في معهد الشارقة للفنون المسرحية عروض اليوم الخامس من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي في دورته السابعة، وقدم خلاله عرضان مسرحيان هما: «عطائي لوطني»، «سعادة من نوع آخر»، وذلك بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بورحيمة مدير المسرح في الدائرة.
جاء العرض الأول لمدرسة الثقافة للتعليم الأساسي والثانوي، بنات، الحلقة الثانية، وهو من تأليف وإخراج المعلمة نشوى فرج الجحش، تقوم فكرة المسرحية على إبراز الخدمة الجليلة التي يمكن أن يقدمها الطالب لوطنه إذا هو اجتهد في التحصيل المدرسي، وأقبل على ميدان العلوم والاختراعات التكنولوجية بشكل خاص، فإنه حتماً سوف يسهم في تقدم وطنه.
تدور الأحداث حول الطالبة الصغيرة «نورة» الذكية المجتهدة في مدرستها، وهي تقتدي بأخيها وأختها الكبيرين اللذين سبقاها، وكانا مجتهدين، وسافرا للدراسة خارج المدينة، وعندما تعلم بأن أختها تفوقت، وأنها قادمة في الإجازة، تفكر في الطريقة التي ستستقبلها بها، وتختلي في غرفتها، تقرأ وتبحث لاختراع شيء باهر يسعد أختها، وينفع وطنها، وفي تلك الأثناء تزورها صديقاتها، ولما يشاهدن ما هي فيه من انهماك، يلمنها على تضييع وقتها في الدراسة والبحث، وهي في تلك السن الصغيرة التي ينبغي أن تخصصها للعب والمرح والتنزه، ويدعونها للخروج معهن، لكنها ترفض، فيتركنها، لتواصل عملها.
تهتدي نورة في الأخير إلى فكرة لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية بسهولة، وتعمل على صنع الجهاز القادر على تلك العملية، وتنتهي منه قبيل عودة أختها، وحين تأتي أختها وتطلع على اختراعها تعجب به أيما إعجاب، وتعبر لها عن سعادتها وفخرها بها، وتؤكد لها أن ما قامت به، هو عمل وطني جليل، سوف يجني الوطن من ورائه فوائد كثيرة، وتذهب بها إلى المؤسسة المعنية بتسجيل الاختراعات لتسجل براءة اختراع باسمها، فتصبح عالمة صغيرة، وتأتي صديقاتها للتعبير لها عن سعادتهن بنجاحها، وأنهن كن مخطئات في حقها، ويعترفن لها بأن ما قامت به هو إنجاز وطني كبير، وأثناء ذلك يرفعن علم الإمارات، وينتهي العرض بأغنية استعراضية وطنية تقدم فيها الطالبات تشكيلات متعددة بقطع قماشية بألوان العلم الإماراتي.
وجاء عرض «سعادة من نوع آخر» لمدرسة عائشة بنت عثمان للتعليم الأساسي، بنات، الحلقة الثانية، وهي من تأليف المعلمة آمنة علي الزعابي، وإخراج المعلمة مريم محمد بلال،
وتقوم المسرحية على فكرة الإصلاح الاجتماعي وضرورة التخلي عن بعض السلوكيات والأفكار الخاطئة التي تضر الآخرين، ولا تسهم في تقدم المجتمع، وقد كانت التقنيات الإخراجية في هذا العرض ذكية ولافتة، وتدل على تمرس المخرجة بالمسرح، فقد اتبعت تقنية التوازي بين المشاهد، حيث هناك خبيرتان اجتماعيتان تسعيان إلى تخليص المجتمع من تلك السلوكيات الخاطئة، ويقدمهما العرض على شكل رقيبتين تعلقان على الأحداث التي تأتي على شكل استكشات، متتالية حسب الموضوع الذي تريده الرقيبتان، ويعرض الاستكتش السلوك السلبي، ثم يعود المشهد بطريقة أخرى بعد أن تكون الرقيبتان قد عدلتا فيه بحيث يصبح سلوكاً مقبولاً، فمثلاً يقدم مشهد حول المعاملة السيئة للعاملات من طرف بعض ربات البيوت، ثم يعدل المشهد بحيث تغيب الخادمة، فتضطر ربة البيت إلى العمل بنفسها، لتعرف حجم الجهد الكبير والتعب الذي كانت العاملة تتحمله، وهكذا تسير المشاهد مستعرضة سلوكيات شائنة أخرى كالاستعلاء على الآخرين، وكالاعتداد بالماديات وإعطائها أولوية على الأخلاق، وغيرها، وفي نهاية العرض، يقوم أصحاب السلوك الشائن بالاعتراف بأنهم كانوا على خطأ، ويعتذرون عنه، ويتعهدون بأنهم لن يعودوا لمثله.
الشارقة: محمد ولد محمد سالم