أفياؤها كوفائها عهدُ
أرجاؤُها كرجائها وعدُ
وضفافها كقطافها تبدو
من حيث، كالأسرارِ، لا تبدو
أورادُها من فيض عُنصرها
وورودها الأنسام والوردُ
وحدودها الأسماء ساميةً
أسماء عزتها ولا حدُّ
وكأنَّ فكرة أهلها مددٌ
وكأنَّ فكرة أهلها مدُّ
وكأنَّ سَعدهمُ هوايتهم
وكأنَّ طائرهم هو السعدُ
وكأنَّ شهد الشهد مشهدهم
وكأنَّ مشهدهم هو الشهدُ
وكأنَّ رشد الرشد إرثهمُ
وكأنَّ إرثهمُ هو الرشدُ
من رام سؤددها فعدّده
لا شكَّ خاب وخانه العدُّ
القصد لا يُحصى ومطلقه
معناه ألا يحصلَ القصدُ
أما مقيده فيلمسه
قلب الخليّ فيُكسر القيدُ
ويحل يسر غامر أبداً
دنيا وطوَّق وجدها الوجدُ
تلكم أبوظبي التي ابتعدت
في قربها وكأنما البعدُ
قربٌ قريبٌ من مجرتها
فالجدُّ ذاك، وذلك الجدُّ
تلكم أبوظبي وتذكرها
شامٌ، فلا شؤمٌ ولا كيدُ
إلا التفاؤل فألها فلها
من فألها أمدٌ ويمتدُ
وتقولها الأيامُ في خفرٍ
كالكبرياء. نعم، فلا بدُّ
تلكم أبوظبي وتعرفها
يمنٌ وتَخبِرُ نجدها نجدُ
سبحانه، فله إرادته
وله على آلائه الحمدُ
أهدى إليها مَن هديته
أهدى الذي يُهدى، فيا دعدُ
مِن بعدِ زايد لا يتوقُ فتىً
إلا له.. لا عمرو أو زيدُ
إلا لمجدٍ مثله أبداً
مَن مثله؟ ما مثله مجدُ
ما عاد حبٌ غيره وكذا
مِن مثله لا مثل أو ندُّ
ما عاد حب بعده، وكذا
مِن بعده لا قبل أو بعدُ
لا ظل أو ردٌّ لمسألةٍ
لا ظلّ ظلٍ لا ولا ردُّ
مِن بعده لا اسم المجاز ولا
عنوانه لا جمعُ لا فردُ
وانزاح سرُّ الفقد عن شغفٍ
أو حضرة شهقت ولا فقدُ
فعل المضارع ما مضى وله
من زايد غده الذي يغدو
فالشمس مطلعها فمرتعها
فصهيلها فالخيل فالجندُ
فالانضمام إلى حكايته
كالحلم فالإيمان فالودُّ
فالحب، كل الحب.. لا وطنٌ
إلا الإمارات التي تشدو
وكأنّها مستقبلٌ ومضى
فعل المضارع نحوه يعدو
ليكونه حتى إذا احتشدا
صاح المنادي: أفلح الحشدُ!
ومضى إلى الماضي وقال له:
لا لحد بعد اليوم يا مهدُ!