إيمان اليوسف كاتبة إماراتية، صاحبة قلم رشيق مفعم بالحيوية والعطاء، طموحها كبير وإنجازاتها خير شاهد على نبوغ موهبتها الأدبية، كاتبة مثابرة لا تعرف المستحيل استطاعت أن تجد لها مكانة مهمة على الساحة الثقافية الإماراتية، وهي تتقدم بخطى واثقة في عالم الإبداع.
اليوسف حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الكيميائية ودبلوم في علم الجرافولوجي (تحليل الشخصية من خلال الخط)، نُشِرتَ لها ستة إصدارات، وتكتب عموداً أسبوعياً في صحيفة الرؤية باسم مرآة قلم، وزاوية شهرية في مجلة الإمارات الثقافية بعنوان تحت الحبر، يصدر لها قريباً فيلم «غافة»، وهو أول فيلم إماراتي نسائي نسوي من تأليفها وكتابتها، وإخراج عائشة الزعابي. «الخليج» التقتها وكان هذا الحوار:
* هل لنا أن نتعرف أكثر إلى إصداراتك الأدبية؟
لدي لليوم ستة إصدارات ولله الحمد بالإضافة إلى مشاركتي مع نخبة من الأدباء العرب في إصدار كتاب «ينقذ طفلاً» الصادر عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) والذي يذهب ريعه إلى تعليم الأطفال في الدول المحتاجة.
صدر لي ثلاث مجموعات قصصية هي: «وجوه إنسان» و«طائر في حوض الأسماك» و«بيض عيون»، بالإضافة إلى روايتين هما: «النافذة التي أبصرت» و«حارس الشمس»، وكتاب يوثق لعدد من الكاتبات الإماراتيات المعاصرات تحت عنوان «خبز وحبر».
* ماذا عن مشروعك الأدبي القادم؟
يُعرض قريبًا فيلم «غافة» وهو أول فيلم إماراتي نسائي نسوي من تأليفي وكتابتي وإخراج المبدعة عائشة الزعابي، بالإضافة إلى عملي حالياً على كتابة مسرحية هي التجربة الأولى لي في هذا المجال، بعد تحويل قصتي القصيرة «أنا إبريق الشاي» إلى مسرحية ومشاركتها ضمن مهرجان الفن والأدب الخليجي الخامس عام 2016.
* كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
بدأت بكتابة القصص والروايات منذ سن العاشرة إلاّ أنها بقيت ضمن الخربشة الطفولية، والبحث في التجربة الذاتية الإنسانية، والأسئلة الوجودية التي راودتني منذ الصغر على مقاعد الجامعة أثناء محاضرات الهندسة وفترات الانتظار الطويلة في حصص المختبر والتدريب العملي، وجدت نفسي أتخيل الشخصيات والتفاصيل والأحداث وأنسج القصص التي لاقت إعجاب كل من قرأها، مما شجعني على الاستمرار حتى نشرت أول مجموعة قصصية لي وهي «وجوه إنسان» عام 2012.
* كيف تتشكل شخصيات أعمالك وعوالمها النفسية والاجتماعية؟
التفاصيل الدقيقة عادة تُلهمني، تتشكل الفكرة وتأتي معها الشخصية، أكاد أراها بصفاتها الجسدية وملامحها النفسية بشكل مبدئي ثم تنضج بين قلمي وأوراقي مع توالي وتسلسل الأحداث وصراع الشخصيات وتبلور الحبكة والعقدة حتى نهاية العمل الأدبي، خلال كتابتي أعيش في شخصياتي حد التشبع، أتعلق بكل شخصية وأشتاق إليها خاصة بعد الانتهاء من الكتابة وهو ما أسميه فترة الفطام.
حين كتبت روايتي الثانية «حارس الشمس» كانت قضية تفجير الآثار هي إلهامي الأول، ثم جاءت شخصية البطل حسين منصور حارس جامع النبي يونس في الموصل، مسرح أحداث الرواية، أنا لا أكتب إلا ما يستفزني ويدفعني شخصياً للكتابة سواء كان ذلك على هيئة شخصية أو فكرة.
* ما هي طبيعة قراءاتك؟ ومن هو الكاتب المفضل لديك ولماذا؟
أقرأ في كل شيء تقريباً، إذ علمتني المطالعة أن لا وجود للكتاب السيئ، إنما هناك بالطبع من تروقني أقلامهم ويعجبني سردهم، أحب مسرحيات توفيق الحكيم على سبيل المثال، وقد قرأتها جميعها كما يعجبني أدب غادة السمان وقلم بثينة العيسى، ومن الغرب فيرجينيا وولف ومن المعاصرين أليف شافاق خاصة في «حليب أسود» و«قواعد العشق الأربعون» و«لقيطة إسطنبول»، وزيدي سميث خاصة في «أسنان بيضاء»، وجوزيه ساراماغو في رائعته «العمى».
أحب كذلك عبثية كامو ووجودية سارتر وقدرة ميلان كونديرا على فلسفة كل شيء خاصة في «كائن لا تحتمل خفته» و«حياة في مكان آخر». أما بالنسبة لكتاب الإمارات فأحب قلم سلطان العميمي ولولوة المنصوري وصالحة عبيد ونادية النجار.
* هل لديك طقوس خاصة بالقراءة والكتابة؟
أنا كاتبة ليلية بامتياز، عدا ذلك ليست لدي طقوس محددة للكتابة، في بداياتي كنت أفضل الكتابة وسط الضوضاء غير المفهومة، كأن أشغل التلفاز إلا أنني الآن أميل إلى الوحدة والهدوء أثناء الكتابة والقراءة أيضاً. لكن لأني أفضل القراءة ليلاً، أجد صعوبة في ترك الكتب الجيدة قبل إنهائها والنوم في مواعيد محددة.
* كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟
شهد المشهد الثقافي الأدبي في الإمارات قفزة عظيمة في مجال النشر في السنوات الأخيرة، الأمر الذي عاد على منظومة الكتب ككل بالإيجاب، أيضاً أصبح الأدب الإماراتي يُقرأ من قِبل المهتمين في دول الخليج والوطن العربي كافة.
لدينا قيادة رشيدة وحكيمة تسعى بحزمة من المبادرات المميزة لدعم الكاتب والكتاب والناشر الإماراتي والحفاظ على اللغة العربية، كعام القراءة وإنشاء مكتبة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، التي ستضم ملايين الكتب والمراجع.
متفائلة بما تحمله الأيام للمثقف والأديب الإماراتي، كما أرى أننا في الفترة الأخيرة سنشهد زيادة في الاهتمام بمجال الترجمة التي ستصل بالكاتب الإماراتي إلى العالمية.
حوار: نجاة الفارس