عندما تذكر الأديبة والناقدة والأستاذة الجامعية الدكتورة رضوى عاشور، يحق لنا الشعور بالفخر والاعتزاز، فهي شخصية جديرة بأن تكون قدوة تحتذى بها بنات جنسها، ولا شك أن سيرتها ومسيرتها وما تركته من إرث ثقافي خير شاهد على عبقرية هذه السيدة.
ولدت رضوى عاشور في القاهرة سنة 1946 في أسرة تقدر العلم والأدب، ودرست اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، ثم حصلت على ماجستير في الأدب المقارن من الجامعة نفسها، ونالت شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة بأطروحة حول الأدب الإفرو أمريكي.
كانت شعلة من النشاط على المستوى الأكاديمي والمدني، كما شاركت في العديد من المؤتمرات وساهمت في لقاءات أكاديمية عبر العالم العربي وخارجه، و ترجمت أعمالها إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والأندونيسية، ونالت العديد من الجوائز منها جائزة سلطان العويس للرواية والقصة (2012) وحصلت رواية ثلاثية غرناطة على جائزة أحسن رواية في معرض القاهرة للكتاب 1994.
كتبت في الرواية والقصة والسيرة الذاتية أكثر من 14عملاً أدبياً، كما كتبت في النقد الأدبي أكثر من 7 أعمال، ولها عدة كتابات في الترجمة منها ترجمة من العربية إلى الإنجليزية لشعر زوجها مريد البرغوثي بعنوان «منتصف الليل وقصائد أخرى».
تحدّت رضوى عاشور المرض، وعاشت الحياة بقوة وشجاعة حتى الرمق الأخير، وظل قلمها صامداً يصارع المرض، إلى أن رحلت في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 عن عمر يناهز 68 عاماً.
ومن أقوالها المشهورة «هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا» لقد حاولت الحياة على أفضل وجه، فكانت الزوجة الوفية المساندة لزوجها الشاعر مريد البرغوثي، وكانت الأم المربية الفاضلة فأنجبت شاعراً عرفناه ولمع في برنامج أمير الشعراء، تميم البرغوثي، صاحب قصيدة «في القدس» التي نالت استحسان المئات والآلاف من الناس كباراً وصغاراً، كما كانت الأستاذة الجامعية التي تخرج على يديها عدة أجيال من الشباب.
ترى هل يمكن لشركات إنتاج الأفلام الهادفة أن تنتج فلماً عن سيرة هذه الأديبة المعاصرة ؟ لتظل خالدة في الوجدان كنموذج عربي جميل يحتفى به.
Najatfares2@gmail.com