أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن إطلاق الموسوعة الشعرية بشكل تجريبي خلال فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته 26 بهدف ترسيخ مكانة العاصمة الإماراتية أبوظبي، كوجهة عالمية للإبداع ومركزاً عالمياً للثقافة، ومنصة للآداب.
ويأتي إطلاق الموسوعة من خلال ركن خاص للعرض ضمن جناح هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لما يشكله المعرض من منصة مهمة لتعريف الشعراء والكتاب المحليين والعالميين بالموسوعة والاطلاع على محتواها العربي القيم والثري بأمهات الكتب والمؤلفات في الشعر والنظم العربي، كما سيتواجد في هذا الركن المشرفون والقائمون على الموسوعة ليقدموا عنها لمحة تعريفية للزوار والمهتمين من الباحثين والجمهور.
قال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب «حتماً ستحدث إعادة إطلاق الموسوعة الشعرية الجديدة فرقاً جيداً ومهماً للساحة الثقافية الإماراتية، ولا يمكننا الحديث عن هذا الإنجاز اليوم دون العودة إلى تاريخ إطلاق الموسوعة والجهد المبذول من محمد أحمد السويدي لإطلاقها أول مرة، كما نستعيد ذكرياتنا بالمجمع الثقافي، هذا المكان الذي يعتبر نتاج مجتمع قدمنا له كشعراء الكثير، وقدم لنا بدوره الكثير، كان ملتقى بالنسبة لنا يجمعنا كشعراء وكتاب وفنانين ورسامين، واليوم، ومع إعادة إطلاق الموسوعة الشعرية نسترجع هذه الذكريات ونستذكر عطاءات الراحل محمد خلف المزروعي وعطاءاته للساحة الثقافية الإماراتية، ولكن لا يمكننا أن نقول الإيجابيات فقط، نتمنى لو أنها هذه المرة تستمر لأنها مصدر ومرجع حقيقي لنا كشعراء، هناك قطيعة مع ما مضى، والموسوعة هي بناء مهم وتجب العودة إليه ونتمنى أن ينطلق من هذا الإرث إلى الأشياء الجديدة كالكتاب المسموع».
وقال الشاعر محمد علي شمس الدين «لا يخفى على أحد الدور الثقافي المهم الذي تضطلع به أبوظبي، وما تقدمه للساحة الثقافية العربية وليس الإماراتية فقط، وأن يُعاد إطلاق الموسوعة الشعرية خلال فعاليات الدورة الجديدة للمعرض يعد إنجازاً يسجل لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة سيعمل على ملء الفراغ في الساحة الثقافية الشعرية، كونها ستشكل مرجعاً ومصدراً مهماً للشعراء للاطلاع على هذا النتاج العظيم عبر التاريخ، منوها بأهمية هذا الجهد الذي يشتمل على نحو 3 ملايين بيت شعري.
من جهته قال أحمد عبد المعطي حجازي «دوماً الإنجازات التي تقدمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للساحة الثقافية لها أثر مميز فهي تسعدنا وتبهرنا بتقديم كل ما يمكن لسد الفراغ في الساحة الثقافية العربية والمحلية، إنه ليسعدنا طبعاً أن نشهد إعادة إطلاق الموسوعة الشعرية لما ستشكله من مرجع مهم، فهي إضاءة على إنجازاتنا الشعرية كعرب عبر التاريخ، تتيح لنا الاستماع والاطلاع على دواوين الكثير من الشعراء الذين خلدتهم القصائد.أما الشاعر المهدي اخريف فاعتبر الموسوعة عملاً استثنائياً وهي مشروع مدروس كونه يضم الشعراء العرب الكبار الذين يمثلون مختلف التيارات والمدارس الشعرية، وأنها مرت بعدة تطورات واقترح أن يكون هناك نوع من الصرامة في اختيار الشعراء، وهو ما لمسه من خلال الجهود المبذولة من المشرفين عليها.
من جانبه قال الشاعر فاروق جويدة «لا شك أن هذه الموسوعة تمثل إنجازاً كبيراً للثقافة العربية المعاصرة خاصة أن ثقافتنا العربية تواجه تحديات وأزمات كثيرة على مستوى اللغة والإبداع والانتشار منذ سنوات عديدة وهناك حصار كبير على اللغة العربية أمام غيابها عن الساحة وانتشار اللهجات المحلية ، بجانب القصور الشديد في برامج التعليم ما أدى إلى إهمال اللغة العربية، الذي ترتب عليه تراجع الشعر العربي من حيث الأهمية والتأثير والقيمة، ومع إصدار هذه الموسوعة التي تضم تاريخ الشعر العربي منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا هذا بكل رموزه ومدارسه واتجاهاته.وقال الشاعر منصف المزغني «حين صدرت موسوعة الشعر العربي في قرص، كانت حدثاً عربياً وشعرياً بارزاً تواكب مع عصر المعلوماتية، وأكد أن للشعر العربي في أبوظبي مؤسسة تحميه وتنهض بكيانه وهو الذي دون أخبار العرب، وسجل أيامهم وأحلامهم. وصدرت الموسوعة بشكل أوسع فضمت مليون بيت من الشعر، وها هي المفاجأة السعيدة بمعاودة الظهور بزيادة عدد الأبيات لتبلغ ٣ملايين بيت.
واعتبر الشاعر يوسف عبد العزيز إطلاق مشروع الموسوعة الشعرية الإلكترونية، في حلتها الجديدة هذا العام، الحدث الأهم على الصعيد الثقافي العربي، وذلك بما يحمله هذا المشروع من رؤى وأفكار خلاقة، تحتفي بالشعر العربي، وبالشعراء العرب عبر جميع العصور. من جهة أخرى فالموسوعة التي تم إطلاقها منذ العام 1995، والتي جرى تطويرها خلال العِقدين الأخيرين، انفتحت على شعر الحداثة العربي، ووضعته بين يدي القارئ. وهذا الإنجاز الجديد يوفر لجمهور الشعر تداول دواوين الشعراء المعاصرين، والاطلاع على تجاربهم وسيرهم الذاتية، بما يرضي طموح القراء، ويُلبي رغباتهم في البحث والدراسة. ومما يمكن أن نشير إليه هنا، السهولة البالغة التي توفرها الموسوعة للجمهور، من أجل المطالعة والدراسة النقدية، وما يتبع النصوص الشعرية المنشورة من حواشٍ تُعرِف بأصحابها.
أبوظبي: «الخليج»