استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي أمس الأول في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني الدكتور محمد ياسر شرف في محاضرة عن عمل الناقد الدكتور لويس عوض في «فن الشعر» للشاعر اليوناني «هوراس».
ويعالج المحتوى الإبداعي لأديب اشتهر بأنه شاعر غنائي وناقد أدبي لاتيني في زمن القيصر أوغسطس، وأنه ترك تأثيراً واضحاً في الشعر الإنجليزي مع عرض ضوابط الشعر ونظمه وأغراضه وصناعته وموضوعاته ومصادره وتأثيراته، حيث تتراءى وجهات نظر هوراس وعوض وآراؤهما.
وقال د. شرف إنه قرأ كتاب فن الشعر قبل 42 عاماً، الذي ألفه لويس عوض كمتطلب من متطلبات ما قبل رسالة الماجستير عام 1938 ولكنه لم يطبع إلا عام 1945 وكان هذا الكتاب باكورة إنتاجه، وهو مؤلف من عدة أقسام أولها مدخل يتحدث فيه عن موارد فن الشعر، مع تصدير عن حياة هوراس وهو مفكر عاش في روما منذ عام 65 قبل الميلاد إلى العام الثامن بعد الميلاد.، لكن عوض لم يذكر اسمه الثلاثي، ويوضح في كتابه من هو هوراس، وكيف عاش ونبغ، وكيف اتصل ببعض رجال البلاط.
وقدم د. شرف تفصيلاً في الكتاب الذي يقع في أكثر من مئة صفحة، وهو عبارة سيرة إبداعية لشخص عرّفنا عليه عوض باستفاضة، وحينما بدأ شرف الحديث عن الشعر، قدم أربع أطروحات، وهو يقول «إن الرومان ورثوا اليونان، وكانوا ذوي عقل مستنير، فاهتموا بالمنتج النظري وأعطونا الإرث الفلسفي، أما الفصل الثاني فيتطرق لمواقف هوراس من الدراما التي كانت في ذلك الوقت مقيدة»، حيث كان هوراس يتبنى فكرة ألا يكون على المسرح أكثر من ثلاثة أشخاص، وثمة فصل آخر بعنوان «وظيفة الشعر»، وأوضح شرف أن الكتاب تحدث عن الإلهام في إنتاج الشعر، وأن فن الشعر لهوراس ليس كتاباً، وإنما قصيدة لخص فيها قواعد الشعر قبيل ابتداء التاريخ الميلادي، وقد نقلها عوض للعربية، وقد أثار هذا الكتاب مشكلات أهمها أنه بعد أن ألف كتابه «مذكرات طالب بعثة» بالعامية المصرية خرج علينا بديوان شعري يقول فيه «أنا لست شاعراً، وبعد العناء الطويل الذي بذله في تتبع الشعراء الإنجليز واللاتين والإغريق اكتشف أن عمود الشعر الموروث في كل الحضارات، هو كذبة كبرى يجب أن نتخلص منها طالما حضرت الموسيقى في الشعر».
أبوظبي: نجاة الفارس