يوضح د. مصطفى الحفناوي في كتابه «الدعاية السياسية والاستعلام»، أن الدعاية السياسية من أهم وظائف الدولة، إن لم تكن أهمها على الإطلاق.
كان الغرب سباقاً في هذا المضمار، وكانت تجارب الحروب التي خاض غمارها في القرن العشرين، مناسبات فذة لتنمية حصيلته وتهذيب أجهزته، وجعل أساليبه ملائمة لاحتياجاته، ومن يقرأ هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1954 وأعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة طباعته، يندهش من آنية الأفكار الواردة فيه، فكما يؤكد مؤلفه: «نحن نعيش في عصر الدعاية، وكل فرد يتأثر بالدعاية التي تتابعه وتحيط به، في كل مكان، منذ ابتداء يومه إلى نهايته، أياً كان المجتمع الذي يعيش فيه، وأياً كان حظه من الثقافة والمعرفة، والدعاية تلقي إليه فيما يسمع من أخبار وأقاصيص أو يطالع من صحف ومجلات وكتب وروايات، أو يرى في دور السينما والمسرح والأندية التي يقضي بها ساعات فراغه».
يقول المؤلف إن الدعاية قوة جبارة تحرك الأفلاك وإن اختلفت أنظمة الحكم وطرائقه، في البلاد الديمقراطية كفرنسا والولايات المتحدة، وفي روسيا وبلاد ما وراء الستار الحديدي، على حد سواء، ولهذه القوة خطرها في أوقات السلم، وهي أشد خطراً في أزمنة الحرب، وبالدعاية وجد ما يسمى بالتجنيد الفكري، كما كان الحال في ألمانيا النازية، وهناك إشارة إلى أن بريطانيا كانت ملجأ الحكومات المنفية، وقد خصصت محطة إذاعتها برامج للصحفيين ولكبار الشخصيات من مختلف شعوب أوروبا لمخاطبة مواطنيهم بلغاتهم، واستثارتهم ضد المحتل، وقد نجحت الإذاعة البريطانية في خلق شخصيات سياسية لم تكن معروفة من قبل، فمثلاً حتى شهر مايو/أيار سنة 1940 لم يكن الشعب الفرنسي قد سمع عن رجل اسمه ديجول، وكان الألمان بدورهم يقومون بدعاية واسعة النطاق، مبرهنين على فشل الديمقراطيات مستغلين أخطاء الدول الاستعمارية وعجز ميثاق فرساي عن إقرار السلم في العالم.
يوضح المؤلف أن الحرب السيكولوجية لم تنتهِ بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وأن الدعاية هي كل شيء في هذا الزمان، وهي تستبيح كل وسيلة، وتستعمل الأسلحة النظيفة والدنسة، «فعصرنا بحق عصر الدعاية، وهذا ما سوف يكتبه المؤرخون عن القرن العشرين».
كان الغرب سباقاً في هذا المضمار، وكانت تجارب الحروب التي خاض غمارها في القرن العشرين، مناسبات فذة لتنمية حصيلته وتهذيب أجهزته، وجعل أساليبه ملائمة لاحتياجاته، ومن يقرأ هذا الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1954 وأعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة طباعته، يندهش من آنية الأفكار الواردة فيه، فكما يؤكد مؤلفه: «نحن نعيش في عصر الدعاية، وكل فرد يتأثر بالدعاية التي تتابعه وتحيط به، في كل مكان، منذ ابتداء يومه إلى نهايته، أياً كان المجتمع الذي يعيش فيه، وأياً كان حظه من الثقافة والمعرفة، والدعاية تلقي إليه فيما يسمع من أخبار وأقاصيص أو يطالع من صحف ومجلات وكتب وروايات، أو يرى في دور السينما والمسرح والأندية التي يقضي بها ساعات فراغه».
يقول المؤلف إن الدعاية قوة جبارة تحرك الأفلاك وإن اختلفت أنظمة الحكم وطرائقه، في البلاد الديمقراطية كفرنسا والولايات المتحدة، وفي روسيا وبلاد ما وراء الستار الحديدي، على حد سواء، ولهذه القوة خطرها في أوقات السلم، وهي أشد خطراً في أزمنة الحرب، وبالدعاية وجد ما يسمى بالتجنيد الفكري، كما كان الحال في ألمانيا النازية، وهناك إشارة إلى أن بريطانيا كانت ملجأ الحكومات المنفية، وقد خصصت محطة إذاعتها برامج للصحفيين ولكبار الشخصيات من مختلف شعوب أوروبا لمخاطبة مواطنيهم بلغاتهم، واستثارتهم ضد المحتل، وقد نجحت الإذاعة البريطانية في خلق شخصيات سياسية لم تكن معروفة من قبل، فمثلاً حتى شهر مايو/أيار سنة 1940 لم يكن الشعب الفرنسي قد سمع عن رجل اسمه ديجول، وكان الألمان بدورهم يقومون بدعاية واسعة النطاق، مبرهنين على فشل الديمقراطيات مستغلين أخطاء الدول الاستعمارية وعجز ميثاق فرساي عن إقرار السلم في العالم.
يوضح المؤلف أن الحرب السيكولوجية لم تنتهِ بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وأن الدعاية هي كل شيء في هذا الزمان، وهي تستبيح كل وسيلة، وتستعمل الأسلحة النظيفة والدنسة، «فعصرنا بحق عصر الدعاية، وهذا ما سوف يكتبه المؤرخون عن القرن العشرين».