جاء ذلك عقب مراجعة الشيخ نهيان بن مبارك خدمة الطباعة والتأليف والنشر وخطط الوزارة في هذا الشأن والمجالات التي يتم التركيز عليها في إطار الأهداف الاستراتيجية التي تعمل الوزارة على تحقيقها، وفي مقدمتها إثراء الحياة الثقافية الإماراتية والاحتفاء بها وتقديمها إلى العالم، والمحافظة على التراث والآثار الإماراتية، وترسيخ دور اللغة العربية ودعمها وتعزيز سلوك وثقافة القراءة كنهج حياة في المجتمع، ودعم الإنتاج الفكري الوطني وبناء مجتمعات المعرفة واستثماره في تعزيز التنمية، حيث وجه بأهمية أن يحظى شباب المؤلفين والمبدعين في مختلف المجالات بنصيب وافر من خدمات الوزارة في مجال الطباعة والنشر لتحفيز الجميع وتشجيع المواهب، ولتتحول وزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها إلى منصة انطلاق لكافة المواهب الإماراتية.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن وزارة الثقافة تسعى دائما إلى توظيف كافة إمكاناتها وقدراتها لدعم وتحفيز الإنتاج الثقافي الإماراتي ورعاية استمراريته وتطوره بما يعكس الخصوصية الثقافية لدولة الإمارات، ويساهم في توثيق وتقدير الإنتاج الفكري والأدبي والمعرفي ورعاية المنجز البحثي في المجال العلمي والإبداعي، مضيفا أن هذه الجهود هدفها تأصيل المحتوى المعرفي وتطويره باستمرار، بما يخدم استدامة النهضة الثقافية للدولة والتعريف بمنجزها عربياً وعالمياً عبر سلسلة إصدارات تتوخى الموضوعية والدقة العلمية والإبداع الأدبي والفكري وتسترشد بأفضل معايير الجودة وأعلى معايير النشر الورقي والإلكتروني.
وعن أهم المعايير التي تراعيها الوزارة في إصداراتها، أوضح الشيخ نهيان بن مبارك أن كافة الأعمال المقدمة للنشر تعرض على لجان متخصصة تعيد قراءتها وفقاً لقواعد عامة تخص ثقافة الدولة وقيمها وتقاليدها وتراثها الأصيل وهويتها العربية، إلى جانب القواعد الخاصة بكل فن من فنون الكتابة سواء بالنسبة للشعر أو القصة أو الرواية أو النقد أو قواعد البحث العلمي والترجمة وغيرها، وذلك حرصاً على المحتوى الثقافي للدولة في المقام الأول، وحرصاً على المؤلفين والمبدعين أيضاً، وهي في كل الأحوال معايير متعارف عليها وتطلق الإبداع والموهبة.
وأعرب عن تقديره العميق لكافة الكتاب والمبدعين والمثقفين، مؤكداً أن الوزارة ترحب بكل إبداع حقيقي يثري الحياة الثقافية، ويعلي من قيمة الكلمة، ويؤصل لمكانة اللغة العربية وفنونها وتراثها الكبير، ولا يغفل أيضاً الاطلاع على ثقافة الآخر وآدابه وإبداعاته بروح المحبة والتسامح وقبول الآخر ومن هنا كان الاهتمام بالترجمة والطباعة باللغات الأجنبية أحد خدمات وزارة الثقافة.
وعن أهم المجالات التي شملتها مطبوعات الوزارة هذا العام أكد الشيخ نهيان بن مبارك أنها تضم الكتابات الإبداعية في الشعر بشقية الفصيح والنبطي وفي الرواية والقصة القصيرة وأدب الأطفال والدراسات الإنسانية والمجتمعية وفي تصحيح صورة المسلم الداعي إلى السلام والمحبة والتسامح، إلى جانب الدراسات العلمية وتبسيط العلوم وقصص الناشئة، والأبحاث العلمية والمجتمعية باللغتين العربية والإنجليزية، والتراث، والقيم والتقاليد العربية والإماراتية الأصيلة، إضافة إلى كتب تتعلق بتاريخ الدولة، والآثار، وإنتاجات المرأة الإماراتية وإسهاماتها في الثقافة والمعرفة، مثمناً تعاون وزارة الثقافة واتحاد كتاب وأدباء الإمارات في عملية الطباعة والنشر والتي أثمرت في 2017 عن طباعة أكثر من 10 عناوين لكتاب ومبدعين من الإمارات، مؤكدا أن التعاون بين المؤسسات الثقافية يصب دائماً في مصلحة المبدعين والمثقفين ويدعم المحتوى المعرفي للإمارات.
وأعلن الشيخ نهيان بن مبارك أن كافة هذه الإصدارات ستكون متاحة للجمهور عبر مكتبات وزارة الثقافة ومراكزها الثقافية المنتشرة في كافة ربوع الدولة، كما سيتم إهداء نسخ منها لكافة المكتبات العامة ومكتبات المدارس والجامعات، وكافة المؤسسات الثقافية الأخرى، كما سيتم إصدار نسخ إلكترونية منها في المكتبة الرقمية، والمكتبة الذكية ليسهل على الجميع الحصول عليها، مؤكدا أن تطوير المحتوى المعرفي هدف أساسي من أهداف وزارة الثقافة وتنمية المعرفة لما له من أثر إيجابي في دعم الوعي المجتمعي والارتقاء بالفكر، وتأصيل القيم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، لتظل الإمارات في طليعة دول العالم في مجالات المعرفة والإبداع.
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن الوزارة تحرص على الموازنة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي في نشرها للمعرفة، وبما أن الكتاب المطبوع لايزال يمثل أحد أهم أدوات نقل الثقافة والمعرفة بالرغم من الثورة التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم اليوم، فقد حرصت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة على الاهتمام بالكتاب المطبوع جنباً إلى جنب حرصها على الإصدارات الإلكترونية المتمثلة في مبادرات المكتبة الرقمية والمكتبة الذكية، موضحاً أن الوزارة أصدرت خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2017 أكثر من 60 ألف نسخة لأكثر من 66 عنواناً، في كافة المجالات الثقافية والمعرفية والإبداعات الإماراتية، قدمت من خلالها 63 قاصا وشاعرا وروائيا ومبدعا في إطار سعيها المتواصل لدعم الثقافة الإماراتية والعربية ورعاية المؤلفين والمبدعين وتقديم إبداعاتهم للجمهور العربي.