الحضارة هي نتاج الثقافة والعلوم، وهي بالتالي نتاج تراكم المعرفة والخبرة وتنامي الوعي، وهي أيضاً إحساس فيّاض بالكون والجمال، من أجل سعادة البشر، لكي يكونوا مهيئين لاستقبال معرفة جديدة في بعدها الأخلاقي والقيمي، الذي يسعى لنشر قيم الخير والعدل والحب والتسامح.
ومما لا شك فيه أن حضارة أي مجتمع إنما تعود في جانب مهم منها إلى ما تنتجه من كتب ثقافية وفكرية وعلمية، ولعل الكتاب، كما هو راسخ في الوجدان البشري، من أهم مصادر الثقافة والمعرفة، وهذه مسلمة لا يمكن استبعادها من أي مكون ثقافي وفكري لأي شعب من الشعوب، رغم تسارع وتيرة التكنولوجيا وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثبتت الإحصائيات الجديدة، أن الكتاب الورقي لا زال في طليعة المشهد الثقافي، وهو مصدر أساس للتوعية والمعرفة، وما انطوت عليه من خبرة حياتية وعلمية وثقافية، من هنا، تجيء أهمية معارض الكتب، التي تعتبر مناسبة سانحة لعرض فوائد، ومزايا، ومتع، وطرائف مختلف الإصدارات العلمية والأدبية، التي تفتح نافذة العالم على كنوز معرفية شتى، مكتوبة بأكثر من لغة عالمية معروفة على الأرض.
الكتب بلا منازع هي بوابة لمعرفة اللغة، واللغة هي مكون ووعاء أساسي في الثقافة والفكر، ولولا هذه الكتب، لما استطاع الناس أن يكتشفوا ما يدور حولهم من أحداث، أو يروا صورهم في الذات والآخر، وأكثر من ذلك، فلولا وجود الكتب، لأصبح من العسير على شعوب الأرض أن تتواصل مع بعضها، أو تطبع آثارها أو أبجدياتها على سطح البسيطة.
أراد دوستويفسكي دائماً أن يجعل لحياته معنى من خلال الكتب، فلجأ إلى القراءة في سن مبكرة، وطاف على عوالم ديكنز وجورج صاند وهوغو، واختبر مساحات شاسعة من الأسرار التي عرفها بنو البشر.
دوستويفسكي، وهو من أكثر الكتاب تعبيراً عما كان يجول في نفسه، فقد رأى في الكتب سبيلاً ليعكس من خلالها شخصيته وتجربته في الحياة، بما في ذلك مشاعره وتناقضات عصره، فكانت مؤلفاته خير دليل على هذا السعي، ومن يقرأ رواياته، سوف يجد كل ذلك في شخصيات أبطالها سواء في «الأبله»، أو «الجريمة والعقاب» أو «الأخوة كارامازوف» وغيرها الكثير.
تتميز معارض الكتب بعرض أحدث ما توصلت إليه المنشورات الأدبية حول العالم، وفي هذا الإطار تبرز الرواية، التي تغوص في الراهن السياسي، كما تشتبك مع القضايا الوطنية، وتفاصيل المجتمع، وقد تسيدت الرواية معارض الكتب العربية والأجنبية، وكان لجرعة الخيال المعكوسة في متنها السردي دوره الثقافي، بما تتمتع به من بوح وإيحاء، بوصفها جنساً أدبياً رفيعاً، ولكونها مرآة ساحرة لكشف المدن، ورصد تجليات سكانها وأحلامهم وتطلعاتهم.
ما دمنا نتحدث عن الكتب، فنحن على مشارف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الجديدة، هذا المعرض الذي يعتبر الأبرز في المنطقة، والذي راكم سنوات خبرة طويلة، على مستوى الإدارة والفاعلية الثقافية والعمل الدؤوب المسنود بالرعاية المادية والمعنوية، من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبوصفه أحد مرتكزات مشروع الشارقة الثقافي، الذي يقدم في كل عام مفاجآت جديدة، على صعيد استضافة بلدان عريقة، وعرض كتب ومنشورات وموسوعات صادرة للتو في العالم، وأيضاً في تقديمه لمنتج ثقافي ومعرفي رصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وبما يقدمه هذا المعرض من مشاريع مهمة لمصلحة الناشرين الدوليين، وبما تزخر به فعالياته من مقاه ثقافية وندوات أدبية في الشعر وكافة أنواع السرد المعروفة.
لا شك أن مرور ستة وثلاثين عاماً في عمر هذا المعرض الكبير، ليشكل مناسبة كبرى لما تقوم به الشارقة من تبني مشروع أصيل يتأسس على الثقافة، حيث تسعى لكي يكون الكتاب مصدراً من مصادر الإلهام، وسداً منيعاً، يحول دون تراجع دور المعرفة والتثقيف، في ظل الصراعات التي يشهدها العالم، وما بتنا نشاهده من غلو في الأفكار المستهجنة التي تروّج للتطرف والإرهاب.
ومما لا شك فيه أن حضارة أي مجتمع إنما تعود في جانب مهم منها إلى ما تنتجه من كتب ثقافية وفكرية وعلمية، ولعل الكتاب، كما هو راسخ في الوجدان البشري، من أهم مصادر الثقافة والمعرفة، وهذه مسلمة لا يمكن استبعادها من أي مكون ثقافي وفكري لأي شعب من الشعوب، رغم تسارع وتيرة التكنولوجيا وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثبتت الإحصائيات الجديدة، أن الكتاب الورقي لا زال في طليعة المشهد الثقافي، وهو مصدر أساس للتوعية والمعرفة، وما انطوت عليه من خبرة حياتية وعلمية وثقافية، من هنا، تجيء أهمية معارض الكتب، التي تعتبر مناسبة سانحة لعرض فوائد، ومزايا، ومتع، وطرائف مختلف الإصدارات العلمية والأدبية، التي تفتح نافذة العالم على كنوز معرفية شتى، مكتوبة بأكثر من لغة عالمية معروفة على الأرض.
الكتب بلا منازع هي بوابة لمعرفة اللغة، واللغة هي مكون ووعاء أساسي في الثقافة والفكر، ولولا هذه الكتب، لما استطاع الناس أن يكتشفوا ما يدور حولهم من أحداث، أو يروا صورهم في الذات والآخر، وأكثر من ذلك، فلولا وجود الكتب، لأصبح من العسير على شعوب الأرض أن تتواصل مع بعضها، أو تطبع آثارها أو أبجدياتها على سطح البسيطة.
أراد دوستويفسكي دائماً أن يجعل لحياته معنى من خلال الكتب، فلجأ إلى القراءة في سن مبكرة، وطاف على عوالم ديكنز وجورج صاند وهوغو، واختبر مساحات شاسعة من الأسرار التي عرفها بنو البشر.
دوستويفسكي، وهو من أكثر الكتاب تعبيراً عما كان يجول في نفسه، فقد رأى في الكتب سبيلاً ليعكس من خلالها شخصيته وتجربته في الحياة، بما في ذلك مشاعره وتناقضات عصره، فكانت مؤلفاته خير دليل على هذا السعي، ومن يقرأ رواياته، سوف يجد كل ذلك في شخصيات أبطالها سواء في «الأبله»، أو «الجريمة والعقاب» أو «الأخوة كارامازوف» وغيرها الكثير.
تتميز معارض الكتب بعرض أحدث ما توصلت إليه المنشورات الأدبية حول العالم، وفي هذا الإطار تبرز الرواية، التي تغوص في الراهن السياسي، كما تشتبك مع القضايا الوطنية، وتفاصيل المجتمع، وقد تسيدت الرواية معارض الكتب العربية والأجنبية، وكان لجرعة الخيال المعكوسة في متنها السردي دوره الثقافي، بما تتمتع به من بوح وإيحاء، بوصفها جنساً أدبياً رفيعاً، ولكونها مرآة ساحرة لكشف المدن، ورصد تجليات سكانها وأحلامهم وتطلعاتهم.
ما دمنا نتحدث عن الكتب، فنحن على مشارف معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الجديدة، هذا المعرض الذي يعتبر الأبرز في المنطقة، والذي راكم سنوات خبرة طويلة، على مستوى الإدارة والفاعلية الثقافية والعمل الدؤوب المسنود بالرعاية المادية والمعنوية، من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبوصفه أحد مرتكزات مشروع الشارقة الثقافي، الذي يقدم في كل عام مفاجآت جديدة، على صعيد استضافة بلدان عريقة، وعرض كتب ومنشورات وموسوعات صادرة للتو في العالم، وأيضاً في تقديمه لمنتج ثقافي ومعرفي رصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وبما يقدمه هذا المعرض من مشاريع مهمة لمصلحة الناشرين الدوليين، وبما تزخر به فعالياته من مقاه ثقافية وندوات أدبية في الشعر وكافة أنواع السرد المعروفة.
لا شك أن مرور ستة وثلاثين عاماً في عمر هذا المعرض الكبير، ليشكل مناسبة كبرى لما تقوم به الشارقة من تبني مشروع أصيل يتأسس على الثقافة، حيث تسعى لكي يكون الكتاب مصدراً من مصادر الإلهام، وسداً منيعاً، يحول دون تراجع دور المعرفة والتثقيف، في ظل الصراعات التي يشهدها العالم، وما بتنا نشاهده من غلو في الأفكار المستهجنة التي تروّج للتطرف والإرهاب.
عثمان حسن
Ohasan005@yahoo.com