Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18121

ثقافة الابتكار

$
0
0
باسمة يونس

تسعى الإمارات بكل اهتمام وحرص لتوعية المجتمع بأهمية دعم ورعاية الموهوبين فيها، ولا يتوقف هذا السعي من خلال الدعوة إليه، بل عبر تطوير بنية تحتية بشكل مستمر، والشراكة مع مؤسسات مكلفة بأكثر من دور، أهمها الدور التعليمي والتوجيهي.
والمطلوب من النظام التعليمي اليوم ألا يقتصر على تدريب الطلبة على طرق استخدام التكنولوجيا بهدف التعلم، أو البحث، أو الحصول على المصادر التعليمية، بل يتمحور حول كيفية انتشال الطلاب من بئر فئة المستهلكين للتكنولوجيا المستوردة، والارتقاء بهم إلى أدوار المبتكرين والمخترعين للتكنولوجيا التي سيتم تصديرها مستقبلاً من الإمارات للعالم. وقد يبدو هذا الدور صعباً، وبطيء التحقق من الوهلة الأولى، لكنه ورغم صعوبته الظاهرة سيصبح أكثر سهولة عند وضع الطلبة الموهوبين ضمن بيئة محفزة ومتطلعة نحو مستقبل مبدع.
ولا شك في أن مفهوم ومعنى تدريب الطلبة ليصبحوا مبتكري المستقبل سيعني البدء أولاً بزراعة ثقافة الشغف بالابتكار، ومن ثم يأتي دور تدريبهم على البحث عن المصادر المحفزة على الابتكار والاجتهاد، من أجل الحصول على المعلومات الكافية للابتكار والتعلم، من خلال الاطلاع أولاً على تجارب ومنجزات الآخرين والمبادرات العالمية في مجالات الفنون، والتطور التكنولوجي، والتعرف أيضاً إلى منتجات الطلاب المبدعين في العالم، لتبدأ عقب ذلك مرحلة التدريب اليومي الذاتي وصقل المهارات الشخصية.
وعلى النظام التعليمي منح هؤلاء الطلبة الفرص والثقة الكاملة للبدء باستكشاف مهاراتهم ومواهبهم، ومن ثم اختيار ما يريدون القيام به، ولا بد في هذا السياق من الإشارة إلى تجربة تصميم أول مركز للشباب في دبي، الذي ينبئ بالدور الأهم الذي أولته حكومة دبي لهؤلاء الشباب بمنحهم فرص اختيار الشكل والروح في تصميم المكان والاستفادة من الأدوات المتاحة.
ولأن مواهب الطلبة التي يمكن الاستفادة منها في مجال الابتكار والاختراع التكنولوجي بحاجة إلى دعم طرق التفكير الحسابي، أو التصميم الهندسي، يمكن للنظام التعليمي الاستفادة من الروبوتات التعليمية في هذه المجالات، لتوعية الطلبة، والأخذ بأيديهم وبأفكارهم نحو وجهة الابتكار الصحيح للإبداع في مجال التكنولوجيا.
لقد بدأت أنظمة الروبوتات التعليمية المبدعة في العالم تصبح إحدى الطرق الممكنة لتزويد المعلمين والطلاب بهذه الفرص مع توفر العديد من برامج الروبوتات الإبداعية التي تدرب الطلبة على مزيج من الإبداعات في الفنون والتكنولوجيا لكونها تجمع بين مهام التدريب حول إتقان المواد الحرفية والبرمجة نظراً لأنها تعتبر تعليماً قائماً على المواهب والابتكارات، ما يعني صقل مواهب الطلبة وزرع ثقافة الشغف بالجديد فيهم، وتشجيعهم كذلك على الابتكار.

basema.younes@gmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18121

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>