افتتح الخطاط خالد الجلاف رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية يرافقه الفنان الدكتور محمد يوسف والخطاط محمد عيسى خلفان نائب رئيس الجمعية مساء أمس الأول في مقر الجمعية في ساحة الخط في الشارقة معرض (صدى الكلمات) للخطاط المصري خليفة الشيمي، الذي يتضمن 26 لوحة حروفية، والمعرض من حيث فكرته ومضمونه عبارة عن مناجاة بين العبد وربه وظف من خلالها الشيمي الخط في تشكيل نص بصري ينتقل بالمتلقي إلى حالة ذهنية أقرب إلى الصوفية، حيث الألوان والخطوط التي تترك مساحة للمشاهد ليتأمل من خلالها مثل هذه المناجاة.
و«صدى الكلمات» كما يوضح خليفة الشيمي هو مشروع يشتغل عليه منذ سبع سنوات أنجز فيه حتى اللحظة 175 لوحة حروفية عرض بعضها في كثير من المعارض المحلية والدولية وحصلت على جوائز.
من الناحية التقنية، وظف خليفة الشيمي الخط العربي الكلاسيكي بقواعده الصارمة خصوصا «خط الثلث» مع مزج لوني نتجت عنه هذه التجربة التي برع فيها كرسام وخطاط في آن معا.
هذه الأسلوبية الجديدة، تمنح المشاهد فرصة متابعة كلمة أو كلمتين، وغالبا ما تبدأ اللوحة من نقطة تكون فيها الألوان داكنة أو معتمة، ثم ما تلبث أن تبدأ بالوضوح، أو بعبارة أخرى تتدرج فيها الألوان من عدم الوضوح إلى الانكشاف شيئا فشيئا، وهو الذي يفيد معنى الانكشاف أو الابتهال الصوفي والإشراقي المنشود، وهذه المقاربة اللونية بمقدار ما فيها من الدقة والحرفة الفنية الواضحة على سطح اللوحة بمقدار ما تمنح المشاهد أو المتلقي فرصة قراءة اللوحة كما لو أنها كلمات سابحة في الفضاء في حيز لوني شفاف.
في تعليقه على اللوحات المعروضة قال خالد الجلاف «تتبنى جمعية الخطاطين منذ تأسيسها تنظيم معارض مختلفة التوجهات والأطروحات بما يخدم فن الخط العربي ويفيد الحراك الثقافي الإماراتي».
وتحدث الجلاف عن تجربة الشيمي بوصفه أحد رواد الخط العربي، كما أنه رائد من رواد التحديث ويتمتع بتجربته جميلة وغنية، وقال «أقل ما نقدمه لهؤلاء الرواد أن نقدم معارض تظهر قدراتهم وبراعتهم الفنية لنستفيد منها وليستفيد منها جيل الفنانين الشباب، ليعرفوا أن فن الخط العربي هو فن عريق ويمكنه أن يشغل مساحة في الساحة الفنية والثقافية العربية».
الشارقة:عثمان حسن