Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

تنمية الذكاء

$
0
0
باسمة يونس

الهدف الأهم من التربية، هو تنمية تفكير الأفراد؛ بهدف تطوير مهاراتهم على حل المشكلات بذكاء. ومادام الفكر بحاجة إلى تنمية، فهذا يعني حاجته إلى بيئة صالحة تساعده على النمو بشكل جيد، وعلى شاكلتها. وتتيح تنمية الفكر للإنسان القدرة على الانطلاق والتفكر في الطبيعة والتساؤل عن الكثير من معاني الحياة وقضايا المجتمع؛ ليصبح ذكياً لديه القدرة على التمييز بين الغث والسمين، ومن ثم الإسهام في حل المشكلات من حوله، وإعمال الفكر في إنتاج ما يميزه عن الآخرين.
ونظرية تنمية الذكاء، هي التي شجعت فنزويلا عام 1978، ومع تولي الرئيس الفنزويلي حينها لويس هيريرا كامبينس الرئاسة، على تبني مشروع شاعرها لويس ألبيرتوماتشادو المبتكر بإنشاء وزارة لتعليم وتنمية الذكاء الإنساني، وتنصيبه وزيراً لها. ولم يكن قرار الرئيس اندفاعاً وراء فكرة من بنات خيال الشاعر كما قيل حينها؛ بل لأن هذه الفكرة الجديدة كانت مبنية على حقيقة علمية مضمونها بأن الذكاء، الذي يعني القدرة على إظهار الروابط بين الأشياء والموجودات حتى الخفية منها مهارة يمكن اكتسابها بالتدريب والتعليم.
وهكذا ومع تحول الذكاء في فنزويلا من موهبة طبيعية مكتسبة بالولادة إلى مهارة، أصبح الهدف تعميمها وتربية الجيل بأكمله عليها، وهذا ما أكده «ماتشادو» في قوله «الذكاء يساوي تعليم التفكير، وبما أن التفكير مهارة، فهو قابل للتعلم والاكتساب، وتعلم التفكير يعني تعلم الذكاء» ووصف «ماتشادو» الإنسان الذكي بأنه الفرد المهموم باستطلاع العالم وبالشخص الذي يتميز بحضور علمي أو إبداعي متفرد فيه، وهذا ينتج عن التعلم والتدرب وتنمية التفكير في بيئة صالحة وغنية بالمعارف والابتكارات.
وكان مشروع إنشاء هذه الوزارة المبتكرة داعماً كبيراً لمسيرة رئيس فنزويلا، الذي وصف حينذاك بأنه رائد المسيرة العلمية والمعرفية في أمريكا اللاتينية، عدا عن إسهامها في نشر التعليم الذكي، وتطوير الفكر، وإنشاء مدارس خاصة بالذكاء؛ بناء على حقيقة أن التفكير والذكاء يعدان مهارتين، يلتحق فيها الأطفال منذ الصغر، ومنهجها الوحيد يتمثل بتعليم التفكير الإبداعي.
ولكن ورغم أن «ماتشادو» كان يستشرف بفكرته مستقبل تنمية ذكاء أبناء فنزويلا، وبأن تسهم وزارته في تقدم فنزويلا حينما كان الطالب يعيش فيها ضمن فضاء معرفي واسع ومستمر لا ينتهي ما دام قادراً على استنباط الأسئلة واكتشاف الآفاق واستطلاع الجديد في العالم؛ لكنه لم يستمر في منصبه الوزاري لأكثر من ست سنوات بعد قدوم حكومة جديدة غيرت مسمى الوظيفة الوزارية؛ ليصبح «المفوض الأول لرئيس الجمهورية لتطوير الذكاء». ورغم أن هذا التغيير قام بتعديل المسميات الوظيفية؛ لكنه لم يحجب فكرة أن الذكاء مهارة قابلة للتطوير.

basema.younes@gmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

Trending Articles