«أحجار لها تاريخ» عنوان الكتاب الذي أنجزه د. محمد فتحي عوض الله، بعد حصيلة زيارات قام بها إلى عدة متاحف في العالم العربي وأوروبا، ليجيب عن السؤال: أين كانت النبتة الأولى لحضارات البشر؟، كلام كثير يقال في ذلك، ومنه مثلاً ما قال به: «ويل ديو رانت» إنه في حوض نهرين عظيمين هما النيل والفرات، كان مهد المدنية، مهد النظم المدنية، لا مهد النوع البشري، فهنا نظم الناس المجتمعات لأول مرة في نطاق واسع، وخلفوا عن قصد المجتمعات لأول مرة في نطاق واسع، وخلفوا عن قصد سجلات دائمة لأعمالهم، استفاد منها من جاء بعدهم. يوضح الكتاب أن التنظيم في وادي النيل كان قد قطع رحلة عظيمة بعيدة المدى، شاملاً مساحة كبيرة جداً حين دوّن أول ما كشف لنا من سجلاتهم، وتبدأ هذه المدونة من الوقت الذي أتحدت فيه تحت حكم فرعون واحد مملكتا الشمال والجنوب، أو مصر السفلى ومصر العليا، أي عندما ظهرت الأسرة الأولى منذ نحو 3400 سنة قبل الميلاد، ذاك هو فجر التاريخ المصري، وهو سابق لمدونات حضارة ما بين النهرين بنحو 400 سنة تقريباً، يقول ديو رانت: «وبهذا الاعتبار على الأقل فيكون تاريخ الإنسان المتمدين قد بدأ في مصر وفي وادي النيل».
↧