Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

«الموريسكي الأخير».. ماضي الأندلس الأليم

$
0
0
الشارقة: محمدو لحبيب

في روايته «الموريسكي الأخير» التي صدرت عن الدار المصرية اللبنانية سنة 2015 ودخلت القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب سنة 2016، يبدو الكاتب صبحي موسى شغوفاً باستعادة التاريخ من أجل مساءلة الحاضر، وتفكيكه، واستكناه نقاط القوة والضعف فيه.
يستعرض موسى في روايته تلك أحوال المسلمين الذين ظلوا في الأندلس بعد سقوط غرناطة، والذين اضطروا إلى التظاهر بدخول المسيحية بعد صدور قرار من قبل الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا وفرناندو بتنصير كل من على أرض مملكتهما، وحرق كل الكتب العربية، ومنع ارتداء الزي العربي، أو التحدث باللغة العربية، أو حمل ألقاب أو أسماء عربية، ومن ثم بات أولئك المسلمون يعرفون بالموريسكيين، وأصبحت حياتهم عرضة لمحاكم التفتيش الإسبانية التي صارت تراقب أحوالهم اليومية للتأكد من أنهم يمارسون الشعائر الدينية التي أجبرهم عليها الحكام الإسبان، وتعرض الكثير منهم جراء ذلك للتعذيب ومصادرة الأراضي والتهجير، وجملة انتهاكات كثيرة مازالت حتى الآن لم تلق أي مساءلة ولا محاكمة، ولا حتى اعتذار لأولئك الذين قرروا أن يعيشوا هناك في أرضهم ويتحملوا عسف وجور السلطة الإسبانية التي فرضت عليهم ثقافة غير ثقافتهم.
يغوص صبحي موسى في أجواء محاكم التفتيش تلك، ثم يعرج في ثنائية محبوكة سردياً إلى عصرنا الحاضر ليمزج بين ثورة الموريسكيين هناك في عمق الماضي الأندلسي وبين الواقع السياسي العربي الحالي وخصوصاً في مصر إبان ثورة 25 يناير.
حظيت الرواية بقراءات تفاعلية على مواقع القراءات في الشبكة العنكبوتية، وتباينت طبعاً آراء القراء حولها، فهذه إحدى القارئات بعد أن أنهت قراءتها تقول عنها: «انتهيت للتو من رواية الموريسكي الأخير، لم يجتذبني عنوانها الغريب علي في البداية، غير أن صديقتي المهتمة بالتاريخ و تاريخ الأندلس بالتحديد شجعتني على قراءتها، في بداية الرواية كنت أقرأ و يمر علَيّ مصطلح الموريسكي ولا أدري ما هو، فتوقفت عن القراءة إلى أن دخلت محرك البحث (غوغل) وبحثت فيه عن مصطلح (الموريسكي) فعلمت أنهم فئة مسلمة كانت تعيش في الأندلس، وأجبرهم المسيحيون الإسبان الذين استولوا على الأندلس على خيارين أحلاهما مُر: إما أن يهاجروا من أرضهم، و بلاد أجدادهم، أو أن يغيروا دينهم ويعتنقوا المسيحية».
غير أن بعض القراء الآخرين لا يرون في الرواية كل ذلك الزخم خصوصاً في معالجتها للتاريخ، فيقول أحدهم: «الرواية مرهقة جداً عند قراءتها، في البداية أعجبتني فكرة أن يمسك الكاتب بطرفي التاريخ فتتناوب الحكاية من العصر الحديث على لسان آخر المورسيكيين، مع رواية أول التاريخ على لسان محمد الجهور، إلا أن الكاتب فشل في إيجاد الصلة السحرية التي تفسر لنا استخدامه ذلك الرابط من جهة، وفشل في جعله سلساً بحيث لا ينقطع القارئ عن الحكاية، فأصبحت كأني أقرأ كتابين منفصلين أحاول جمع أجزائهما في ذهني».
ورغم ذلك يثني بعض القراء الآخرين على الرواية من منطلق كونها قدمت بشكل جذاب نفسها عبر عنوانها وعبر طريقة تصميم الغلاف، وكذلك عبر محاولة ولوجها إلى الحدث المعاصر من خلال الماضي الأندلسي المؤلم.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>