انطلقت مساء أمس الأول، في مقر مفوضية كشافة الشارقة، فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الكشفي، بحضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وأحمد أبو رحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة، وناصر عبيد الشامسي رئيس مفوضية الكشافة، والدكتور محمود الدرابسة عميد شؤون الطلاب في جامعة الشارقة، والقائد عادل كرم، ولجنة تحكيم مكونة من: الدكتور محمد يوسف ويحيى البدري ومجدي محفوظ.
شهد اليوم الأول تقديم عدد من العروض المتنافسة التي جرت في فضاء تم تصميمه بحيث يماثل في شكله المخيم الكشفي، وهي: «المصلحة» لجوالة مفوضية الشارقة «أ»، و«صاحب الحلول» لجوالة مفوضية الشارقة «ب»، و«الفلم» لجوالة الجامعة القاسمية، و«والله» لجوالة جامعة الشارقة.
حملت العروض أفكاراً بسيطة من الحياة العامة، وعكست الثقافات المتعددة للجنسيات المختلفة المشاركة في التمثيل، ما خلق مساحة للانفتاح على ثقافة الآخر، حيث حفلت العروض بلغات وثقافات مختلفة، من حيث الأزياء، والتقاليد، والتراث.
يقول هامي بكاروهو منشط مسرحي ل«الخليج»: إن العروض اعتمدت على طرح المشاكل الاجتماعية وطرق حلها من خلال معالجات مختلفة.
وجاء العرض الأول «المصلحة»، ليطرح عادات الزواج، وكيف يكون في بعض الأحيان من أجل المصلحة فقط، فيحكي عن زواج تم لفتاة بالإكراه، وكان عبارة عن صفقة تجارية بين والد العروس ووالد العريس، كما يحدث في بعض المجتمعات.
وجاء العرض الثاني «صاحب الحلول»، ليطرح مجموعة من القضايا عبر شخصية تسمى «صاحب الحلول»، وهو شخص يدعي امتلاك جميع الحلول لكل المشاكل، ويتناول العرض علاقة صديقين أحدهما لم يراع شروط الصداقة، واستثمر في أزمات صديقه النفسية، حيث كان يعاني مرضاً نفسياً، فاتفق مع مجموعة من أصدقاء آخرين على أن يخدعوا صديقه هذا، فيمثلوا له مرة دور الطبيب، وأخرى دور دجال، أو معالج روحي، حتى تتم عملية النصب، ويتحصلوا على أمواله. لكن الخير ينتصر في النهاية حيث ينتبه الصديق قبل فوات الأوان إلى خيانة صديقه له من أجل المال.
يطرح العمل في مجمله فكرة الخذلان الذي يتعرض له الأشخاص من أقرب الناس إليهم، وقد قدم شباب الجوالة عرضاً متميزاً من خلال الأدائية المتفاعلة مع الأدوار التي يقوم بها كل منهم، مبرزين قيم الوفاء والمحبة والعيش المسالم المشترك. وجاء عرض «الفلم» ليحكي عن مشروع لإنجاز فلم، لكنه يتحول إلى مشروع تجاري، يجمع بين مجموعة من الأشخاص قصدوا من ورائه الربح وشباك التذاكر أكثر من قيمة العرض، فالمخرج يجد نفسه مثلاً أمام مجموعة من الممثلين لا يعرفون شيئاً عن العمل الذي يراد تنفيذه، وهو رائعة شكسبير «يوليوس قيصر»، فالممثلون الذين يخضعون للاختبار لا يدرون من هو شكسبير، ولا يوليوس قيصر، ولا كيف مات، ولا في أي زمن عاش، بالتالي تتطرق قضية العرض، إلى ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة لدى المشتغلين بالعمل الدرامي والمسرحي والسينمائي.
أما العرض الأخير «والله»، فيتحدث عن طموحات شباب الأرياف في الهجرة إلى المدينة، والتناقضات التي يكتشفونها بين العيش في الريف والمدينة، حيث يتعرض شاب قرر الهجرة، رغم تحذيرات والده، لمعاناة كبيرة في تفهم نمط عيش المدينة، ويواجه مصاعب عدة في التعامل هناك، خاصة أنه بلا مؤهلات تمكنه من العمل فيها، فيقرر العودة أخيراً إلى القرية بعد أن ضيع أمواله، والقصة رغم بساطتها لكنها تشير كذلك إلى التباين الاجتماعي بين نمطين من العيش وطرق الحياة.
وفي ختام الأمسية تم إعلان الجوائز من قبل لجنة التحكيم، التي تلاها الدكتور محمد يوسف، وهي على النحو التالي: فازت مسرحية «الفلم» بجائزة أفضل فكرة، ومسرحية «والله» بجائزة أفضل معالجة للفكرة، وذهبت جائزة أفضل مجموعة لفيصل موسى من كشافة الشارقة «ب»، أما جائزة أفضل أربعة ممثلين فقد ذهبت إلى عتيق سيتنبي عن دوره في مسرحية «الفلم»، وبنجامين فجيلو لدوره في مسرحية «المصلحة»، ولاساني أوداجو لدوره في مسرحية «صاحب الحلول»، وداوود داوود لدوره في مسرحية «والله»، وذهبت جائزة أفضل مشاركة عائلية لعائلة الممثل جاسم سامي، وجائزة أفضل أصدقاء لأصدقاء الممثل فيصل داوود.
الشارقة: علاء الدين محمود