أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن «مكتبة الإمارات الرقمية» تعد واحداً من أهم المشاريع الرائدة التي تطلقها الوزارة الرامية إلى إتاحة المضمون المعرفي الوطني عبر الشبكة العنكبوتية للجميع، لافتاً إلى أن المشروع يركز على أعمال المبدعين والمؤلفين والكتاب الإماراتيين حتى تتاح أعمالهم حول العالم، ولا يغفل الإبداعات العربية والعالمية لتكون متاحة والاستفادة منها، بالإضافة إلى تعزيز المهارات وبناء مجتمع معرفي، ودعم الثقافة وتشجيع الأجيال الجديدة على القراءة عبر الوسائط الإلكترونية التي تجيدها من خلال إتاحة مصادر المعلومات الرقمية بمختلف أشكالها.
جاء ذلك خلال إطلاق الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان صباح أمس في جناح الوزارة في المعرض مشروع «مكتبة الإمارات الرقمية» ضمن أجندة الوزارة لعام القراءة والتي أسستها وزارة الثقافة لدعم وتشجيع صناعة ونشر المحتوى الفكري والمعرفي في الإمارات، وتعزيز دورها في إرساء وبناء المجتمع المعرفي وتقديم خدمات معرفية بأحدث وسائل التقنية المتطورة، ويستهدف المشروع للوصول إلى توفير مليون كتاب في مختلف المجالات الثقافية والعلمية المحلية والعالمية.
ولفت الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أنه في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده العالم، واعتماد النتائج والمنجزات في مختلف جوانب الحياة على المعلومة بشكل أساسي، والانتشار الهائل لاستخدام شبكة الإنترنت، والذي أدى إلى تعزيز القنوات والوسائل المبتكرة لبث ونشر المعرفة باستخدام تقنيات النشر الإلكتروني، وحرصاً من الوزارة على مواكبة وتطبيق أفضل الممارسات العالمية لتكريس مكانة دولة الإمارات وإبراز موقعها كمركز للثقافة والمعرفة تم إطلاق مشروع «مكتبة الإمارات الرقمية».
وأشار إلى أن أهمية المكتبة تأتي من توفيرها أهم الكتب ومصادر المعلومات الرقمية المحلية والعربية والعالمية، وأتاحتها بشكلها الإلكتروني على شبكة الإنترنت للمستفيدين منها في شتى بقاع الدنيا، بما يحقق لهم سرعة الوصول للمعلومة، بالإضافة إلى إتاحة وتوفير منصة إلكترونية وطنية تفاعلية لإرساء وبناء البنية التحتية المعرفية لتشجيع صناعة ونشر المحتوى المعرفي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح وزير الثقافة وتنمية المعرفة أن المكتبة سوف تساهم في توفير مصادر المعلومات الإلكترونية، وبناء وسيط رقمي يواكب التطورات التقنية في صناعة النشر الإلكتروني، وهذا بدوره سيزيد من سرعة التواصل بين المثقفين والكتاب والمبدعين والباحثين في جميع مجالات الإنتاج والنشر، وسهولة الوصول للمحتوى المعرفي الإماراتي عبر منصة إلكترونية مبتكرة تساهم في زيادة التعريف والترويج له على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وتوفير جهد الباحثين وغيرهم فيما يخص البحث عن المعلومات والوصول إليها في البيئة الرقمية.
وأكد أن المكتبة ستساهم أيضا وبشكل فعال في إثراء المحتوى الرقمي العربي من خلال تعزيز صناعة النشر الإلكتروني للإنتاج المعرفي بالإمارات و المشاركة في مصادر المعلومات الإلكترونية بين أعضاء المكتبة وضمان الانتشار الواسع والسريع للإنتاج المعرفي الإماراتي وإتاحتها للمستفيدين من القراء، وكافة الشرائح الأخرى كل ذلك بجانب تجميع وتوثيق المحتوى المعرفي الرقمي لدولة الإمارات من خلال بناء أكبر قدر من المحتوى المعرفي الإلكتروني بأشكاله المختلفة من كتب، دوريات، بحوث ودراسات، رسائل جامعية، نصوص، صور، ملفات صوتية وفيديو وغيرها.
وأضاف أن الوزارة حريصة على توفير كافة المقومات الضرورية لضمان نجاح واستمرارية المشروع وتطويره حسب معطيات التقدم التقني والنشر الإلكتروني في هذا المجال، مع الحرص على تعزيز التعاون مع كافة المؤسسات المعنية، واتحاد الكتاب الإماراتيين، والاتحاد الكتاب العرب، ودور النشر لضمان استمرارية نجاح المشروع.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن المكتبة بالشكل الذي أعد لها أن تكون عليه، تعد واحدة من أهم المكتسبات الوطنية التي ستقود إلى مزيد من الثقافة والمعرفة، وستكون رافداً مهماً للجهات المعنية والباحثين، والمثقفين، والكتاب، والأدباء وجمهور الثقافة بشكل عام، كما أن من أهدافها اقتناء وتوفير أهم الكتب الرقمية باللغة العربية والأجنبية التي أنتجتها دور نشر عربية وعالمية في مختلف التخصصات بما يعود بالنفع على جميع الفئات المعنية بصناعة ونشر المعرفة في الإمارات.
وأشار إلى أن المكتبة تحقق النقلة الحقيقية في مفهوم المكتبات الافتراضية، وتنطلق بها إلى فضاء المعلومات وأفق المعرفة في بيئة رقمية، واضحة الأهداف، وسهلة الاستخدام لتجعل المعلومة في متناول الجميع، من خلال تجاوز حدود المكان والزمان، وبعدد هائل من الكتب الأدبية والثقافية والعلمية المتخصصة التي نشرت من دور نشر وجهات ومؤسسات مرموقة، وهو ما تحرص عليه الدولة.
ودعا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كافة المؤسسات والجهات المعنية ودور النشر للانضمام إلى «مكتبة الإمارات الرقمية» ودعم المحتوى المعرفي على المستوى الوطني، والإسهام في تقديم الخدمات المعرفية المقدمة بالمكتبة.