نظّم المجلس الوطني للإعلام ندوة «الإعلام في زمن التواصل الاجتماعي» بمشاركة كل من حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب رئيس التحرير المسؤول في دار الخليج للصحافة والنشر، ومحمد الحمادي رئيس تحرير جريدة الاتحاد، أدار الندوة الإعلامي ماجد الفارسي بحضور عدد كبير من الكتّاب والإعلامين وزوار المعرض.
وقال الصايغ أشكر المجلس الوطني للإعلام على أنه يدخل معنا اليوم كشريك في العمل الثقافي، وأضاف لدينا في الإمارات إعلام تقليدي وآخر جديد يتطور وتنقصه التشريعات لذلك نجد هنالك بعض الفوضى، ولا نستطيع أن نفضل إعلاماً على الآخر، ولكن في موضوع المصداقية ونقل الأخبار والآراء، لا أتفق مع الرأي القائل إن الثقة في الإعلام التقليدي أفضل لأننا نجد بعض القنوات الفضائية والتي تمتلكها دول، للأسف تنشر الفتن والأخبار المضللة، وبإمكان المتابع أن يعثر على حساب صغير في الفيس بوك أو تويتر يتميز بالمصداقية والموضوعية أكثر من بعض الفضائيات. وأوضح أن لدينا أزمة قراءة عامة في الصحف، فهناك عدد قليل يقرأ الصحف، وربما عدد من يتابع الإعلام الجديد أكبر، المهم ما الذي تتم قراءته، فمعادلة التلقي اختلفت تماما في الإعلام الجديد، فالكاتب ليس وحده من يكتب، فالمتلقي يقرأ الأصل والتعليقات الموجودة عليه، حيث باتت الكتابة عملية جماعية، فالمسألة مختلفة تماما ولا يمكن أن تقارن بالصحافة التقليدية، وكذلك أصبحت الصحافة الورقية تقرأ عبر الوسائل الإلكترونية أكثر مما يحرص متابعوها على الحصول على نسخة ورقية، في الغرب اليوم كثير من الصحف الإلكترونية تستغني عن نسخها الورقية وتكتفي بمواقعها الإلكترونية.
وأشار إلى أنه غير متشائم حول مستقبل الإعلام الورقي في الإمارات واستمراريته، حيث إن مجتمعنا ما زال غير مقتنع بالإعلان عبر الصحف الإلكترونية، وأضاف أن جميع صحف الإمارات تمتلك مواقع إلكترونية ولكننا ما زلنا نتعامل كما لو أن تلك المواقع تترجم الجريدة، وهذا خطأ فهناك أمور تتيحها الصحافة الإلكترونية بشكل أفضل مثل التحقيق الاستقصائي، ومثل التفاعل مع الجمهور.
من جهته قال محمد الحمادي، إن البعض يعتقد أن هناك الكثير من الاختلافات والتناقضات بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد وهذه نظرة غير واقعية، نحن في الإعلام التقليدي نستفيد كثيرا من التكنولوجيا ومن وسائل التواصل الاجتماعي، وغير صحيح أننا نحارب هذه الوسائل، حاولنا قدر الإمكان أن نطوع أداءنا حتى نحافظ على وجودنا، ولكن مصداقية وسائل الإعلام التقليدي ما زالت هي الأفضل وقادرة أن تحافظ على جمهورها، ولكن التحدي الحقيقي هو أن الإعلام الجديد قادم بقوة كبيرة، والتغير هو أن تواصل وسائل الإعلام التقليدية مشوارها وتقدم الجديد في ظل هذا التطور التكنولوجي الرهيب، فدوري أن أطيل عمر جريدتي قدر الإمكان لا أن أحارب التكنولوجيا، وأعتقد أن الصحيفة الورقية باقية وستبقى، فمعظم الصحف التي ألغت نسخها الورقية بسبب أزمات مادية، نحن الآن في مرحلة انتقالية، وبلا شك فإن مساحة الحرية والإبداع في وسائل التواصل الاجتماعي كبيرة ويجب أن نستفيد منها، ولكن نحن كبشر بحاجة إلى وسيلة تتميز بمصداقية أكبر.