Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18126

روائيون : قضايا المهمشين وأحلامهم تهيمن على الكتابة العربية اليوم

$
0
0
أبوظبي:رند حوشان

أكد عدد من الروائيين والكُتّاب، أن جزءاً كبيراً من القصص والروايات في الوقت الراهن أصبحت تستحوذ على فئة المهمشين، كالفقراء والجُياع، وغيرهم من الفئات الذين لم يحظوا من قبل بكل هذا الحضور داخل تلك النصوص الأدبية، هؤلاء أصبحوا مهمشين بسبب الأوضاع العربية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية الراهنة معتقدين أنه بذلك يمكن لهذه الروايات والقصص أن تصل إلى عدد كبير من القراء والمشجعين.
التقت «الخليج» عدداً من الروائيين لرصد آرائهم حول أبعاد ظاهرة رواية المهمشين، وما إذا كانت تعبر عن واقع المجتمعات العربية، وأكد علي أبو الريش، أن المجتمعات العربية والإسلامية أصبحت بكاملها مهمشة، فظاهرة المهمشين هي تعبير واقعي على كل ما يحدث في تلك المجتمعات من حروب، ومجازر، وتهشيم للأوطان إذ إن التاريخ أصبح يعيد ويكرر نفسه مثلما حدث في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن من يقرأ رواية «الغثيان» للكاتب جان بول سارتر سيلاحظ من خلالها أن التعبير واضح وواقعي على ظاهرة المهمشين الذين أصبحوا بلا مأوى وبلا مأكل.
وأضاف أبو الريش، لا يمكن الفصل بين ما يكتب في الرواية العربية وما يحدث في أي دولة عربية أخرى، كسوريا، وليبيا، التي أصبح شعبها يعيش حالة من الحزن والعذاب اليومي، بسبب ما يحصل من قتل، ودمار، وتخريب، وكل ذلك يعود إلى الجماعات الإرهابية التي تحوّل هذه الساحات إلى ساحات معارك ودماء، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء الروائيين يعتقدون أنهم من خلال كتابة هذا النوع من القصص أو الروايات ينالون الشهرة السريعة والواسعة.
وأشار، إلى أن المجتمعات العربية والإسلامية في مرحلة من الهبوط، ولكن هذه الظاهرة ستنتهي يوماً ما، متمنياً أن يصحو الضمير العربي والإنساني، حتى يعود الأمن والأمان والسلام لجميع هذه الشعوب التي هي بحاجة ماسة له.
ومن جانبه، قال أنور الخطيب: «إن رواية المهمشين ازدهرت في السنوات العشر الماضية، حين كشفت التحركات الشعبية في العديد من الدول العربية عن الشرائح الفقيرة، والعاطلة عن العمل، والفئات المنبوذة في مجتمعاتها، وعن شرائح كانت تعاني التمييز، في بعض المجتمعات العربية، وتلك الفئات المعارضة المثقفة التي كانت تنحاز للمعارضة في وجه الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية، كما كشفت عن شرائح تعاني التمييز العنصري والتهميش بسبب اللون، موضحاً أن مشهد العشوائيات وسكان المقابر في كل بلد عربي يؤكد وجود المهمشين، ناهيك عن ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يتعرضون للتهميش منذ 76 سنة، ومنذ خمس سنوات، ملايين اللاجئين من أكثر من دولة عربية ليشكلوا شريحة ضخمة يفوق عدد سكانها عدد سكان بعض الدول، ما يؤكد اتساع رقعة التهميش والمهمشين في العالم العربي.
وأكد الخطيب، أن الرواية العربية تطرقت للمهمشين منذ زمن، من خلال المغربي محمد شكري، ونجيب محفوظ، ومحمد البسطامي، وصنع الله إبراهيم وإبراهيم أصلان من مصر، وإميل حبيبي وغسان كنفاني من فلسطين، إلا أن الرواية العربية المكتوبة ما بعد 2010 أخذت منحى آخر للحديث عن المهمشين، وركزت على جانب العدالة الاجتماعية والقهر السياسي، حيث إنه وفي الأعوام الثلاثة الماضية ركزت على الاضطهاد الديني والسياسي، التي تكاد تكون ملحوظة في أكثر الروايات العربية الصادرة في هذه الفترة.
أضاف أنور الخطيب: فازت بعض هذه الروايات بجوائز عالمية مثل «البوكر»، لتواكب المتغيرات في المجتمعات العربية، وأهمها، الحروب الدينية، والطائفية، والمذهبية.
وأشارت فاطمة الجلاف، إلى أنها تعتبر رواية المهمشين تتبع أسلوباً لإظهار الواقع الأدبي الذي يمتاز بقيمة ذات أصل، حيث إن الأدب بكافة تفرعاته الجديدة لا يمكن حصره، كما أن فك الحصار عن الرواية العربية في السنوات الأخيرة أدى إلى أن تحلق في سماء كل دولة، وتجوب أرجاء العالم بضعفها وقوتها، موضحةً أنه من خلال هذا الانتشار شعر الكتّاب والرواد العرب بالتهميش، لأن في عهدهم لم يلعب التسويق دوراً مهماً، كما أن الكاتب المخضرم لم يحرك قدرته في تسويق ذاته، أما في الوقت الحاضر فإن الكاتب يلعب دوراً كبيراً في تسويق ذاته وإن لم يكن المحتوى يستحق ذلك.

أما لولوة المنصوري، فرأت أن رواية المهمشين اليوم هي رواية الواقع العربي بامتياز، بما خلفته التحولات الكبرى والحروب والثورات في المجتمعات العربية من تناقض وتفاوت في المستوى المعيشي وبروز واقع قاس ومؤلم ومشتت يمثله الإنسان العربي المغترب أو المهمش في بلاده، والذي يعاني وطأة الفساد والفقر والمحسوبيات وفحش ثراء الأغنياء، لافتةً إلى أن حضور المهمشين في بعض الروايات العربية بات بارزاً جداً وقد تمكنت بعض الروايات من الوصول السريع للقراء وبترويج لافت، خاصة حين تنال جائزة ما، كما حدث مع رواية «ساق البامبو» لسعود السنعوسي، و«ترمي بشرر» للكاتب السعودي عبده خال، فقد نالت هاتان الروايتان جائزة البوكر العربية، وتعتبران صوتاً واضحاً للطبقة السفلى في المجتمع والتي لا يلتفت إليها الآخرون، كذلك في رواية «الخبز الحافي» لمحمد شكري والتي تمثل شخصية تائهة مغيبة وممعنة في الفقر والجوع والإدمان، فشخصيات رواية المهمشين عامة هي شخصيات بائسة، مشوهة، وشبه معدمة، وتقدم نمطاً مغايراً تماماً للمتوقع في مجتمع ارتبط اسمه بالثراء والروح المحافظة.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18126

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>