الشارقة: «الخليج»
تحتفي أيام الشارقة المسرحية التي تنظم في مارس/آذار المقبل، بالفنان محمد العامري تقديراً لما بذله من جهد إبداعي مميز خدمةً للمسرح المحلي والعربي.
والعامري من مواليد الشارقة 1971، ويعتبر من أبرز الأسماء التي ظهرت في العقدين الأخيرين في المشهد المسرحي، وهو يعد من تلامذة رائد حركة التجريب المسرحي في الإمارات الفنان عبد الله المناعي، الذي قدمه للمرة الأولى، كممثل، في مسرحية «كوت بومفتاح» 1989. وبالنسبة للعامري فإن أيام الشارقة المسرحية، التظاهرة الفنيّة التي تأسّست سنة 1984، والتي تابعها منذ بداياتها، هي الأكاديمية التي صقلت خبرته الفنية وعلمته أبجديات العمل المسرحي.
يجيء تكريم العامري بحسب بيان صادر من دائرة الثقافة في الشارقة «ليجسد وفاء الشارقة للمبدعين ويعكس حفاوتها بتجارب كل من أسهموا في مسيرة أيامها المسرحيّة، سواء من الرواد أو جيل الوسط أو الشباب».
وذكر البيان أن العامري «أحدث نقلة نوعيّة في أسلوبية الإخراج المسرحي، وهو مبعث فخر واعتزاز لكثير من رواد المسرح الإماراتي الذين تأثّر بهم في المشهد الجديد للمسرح الإماراتي» وأضاف: يمكن عدّ تجربته فاصلةً بين مرحلة وأخرى في تاريخ المسرح الحديث بالدولة، لقد طوّر تجربته بالالتزام والمثابرة، واستمرّ بلا انقطاع وآمن بمشروعه، وعمل بمسؤولية وحرص شديد على الارتقاء بخبراته المهنية ووسائل عمله حتى وصل إلى هذا الموقع المميز، محلياً وعربياً».
ويكرم العامري في حفل افتتاح الدورة 28 من أيام الشارقة المسرحية التي ستنظم في الفترة من 13 إلى 22 مارس 2018 كما سيصدر المهرجان كتيباً يتضمن قراءات وإفادات حول تجربته، كما سيتكلم العامري في حوار حول تجربته عن مساره المسرحي بمحطاته المتنوعة.
وعلى مدار ثلاث عشرة دورة من أيّام الشارقة المسرحية شارك بها العامري، قدم 16 عرضاً، حاصداً عشرات الجوائز في مجمل فنيات العرض المسرحي، وذلك منذ ظهوره للمرة الأولى عبر مسرحية «خطبة التوبة» 2001، ومن خلال مسرحية «آه قلبي» تأليف أحمد بورحيمة، التي قدمت 2005، ظفر العامري بجوائزه الأولى في هذه التظاهرة من بينها جائزة أفضل عرض.
ومن أبرز العروض التي أخرجها العامري مسرحية «داعش والغبراء» من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وتتسم تجربة العامري، الحائز على أكبر قدر من الجوائز في تاريخ مسرح الشارقة الوطني، بالتنوع والتعدد، فإلى جانب شغله في الإخراج المسرحي، توّج بجوائز عدة في مجال السينوغرافيا، كما شارك ممثلاً في العديد من العروض المسرحية مثل «عودة هولاكو»1998، و«الواقع صورة طبق الأصل»2001، و«الإسكندر الأكبر». 2007 من تأليف صاحب السمو حاكم الشارقة، وفي أول مشاركة له على الصعيد العربي، عاد بجائزة أفضل تمثيل عن دوره في مسرحية كوكتيل التي قدمت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي. وفي مجال التأليف كتب العديد من نصوص أعماله، مثل «تراب» و«الشهادة» و«خطبة التوبة» و«هبص» كما شارك في تأليف بعض النصوص التي أخرجها.
وعلى الصعيد العربي، حقق حضوراً لافتاً خاصة عبر مهرجان المسرح الخليجي، إذ فاز بجوائز عدة في دورات مختلفة منه، فلقد حصدت مشاركته الأولى سنة 2009 عبر مسرحية «اللوّال» من تأليف إسماعيل عبدالله، ست جوائز، وفي عام 2012 عاد بجوائز عدة عن مشاركته بمسرحية «صهيل الطين» تأليف إسماعيل عبدالله، من بينها الجائزة الكبرى.
وفي دورتي مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، حديث التأسيس، ظفر العامري ب «جائزة أفضل عرض» عن مشاركته الأولى عبر مسرحية من تأليف إسماعيل عبدالله بعنوان «لا تقصص رؤياك» 2015، كما نال ثلاث جوائز في مشاركته الثانية بالمهرجان ذاته، عبر مسرحية «غصة عبور» من تأليف تغريد الداوود 2017.