Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

«جمعية التشكيليين»تُجسِّر المسافة بين الرواد والشباب

$
0
0
الشارقة: محمدو لحبيب

في إطار معرضها الخامس والثلاثين والذي افتتح منذ أيام قليلة، تحاول جمعية الإمارات للفنون التشكيلية أن تجيب بشكل عملي عن سؤال مهم وهو: كيف يمكن أن يستوحي الفنان الشاب من أي عمل فني سابق عليه، عملاً خاصاً به ويحمل سمات فكره الإبداعي؟،
لذا فقد قررت الجمعية فعل ذلك بطريقة مبتكرة وتجربة جديدة، وهي أن تفتح المجال أمام طلاب الجامعات وكليات الفنون في الإمارات للاستلهام من أعمال عدد من رواد الفن في الإمارات، ودراسة مميزات أعمالهم وتجاربهم، ومن ثم البناء على نمطها بأعمال مختلفة وتعبر عن أولئك الشباب حديثي التخرج من مقاعد الدراسة في الكليات الفنية.
«الخليج» استطلعت بعض التجارب الشبابية في المعرض، وتعرفت إلى الأبعاد المفاهيمية للفكرة من خلال ناصر عبد الله رئيس الجمعية، وتعرفت عن كثب إلى تلك التجربة الجديدة والمتميزة.
الإماراتية فاطمة إبراهيم العلي طالبة في كلية الفنون الجميلة جامعة الشارقة السنة الأخيرة، تقول إنها شاركت بثلاث لوحات عبارة عن «بلاستر» على خشب، و تضيف واصفة أسلوبها: «اشتركت بمادة تعطي الانطباع لدى المتلقي حين يراها بالعين المجردة بأنها خفيفة، لكنها عند اللمس يتبين أنها جامدة وصلبة، ويظهر ذلك الانعكاس بين الخفيف والصلب والتمازج بينهما، ولوحاتي هي استلهام من أعمال الفنان عبيد سرور».
الطالبة الفنزويلية ماريا فيفاس انتهزت الفرصة لتعبر عن هواجسها الشخصية، واهتمامها بأمور وطنها، فاشتغلت كما تقول على إظهار نمط الفساد السائد هناك، حيث قالت معبرة عن ذلك: «شغلي سياسي تقريباً، وأنا أتحدث عن هواجس بلدي، الجميلة شكلاً، لكنها تعاني الفساد والغبن وسوء توزيع الثروات، أردت من خلال لوحاتي أن أبين أن ذلك الجمال الظاهر يخفي داخله أشياء سوداء وغير جميلة ومؤذية للناس». وتضيف ماريا عن تجربتها في المشاركة في المعرض قائلة: «هذه أول مرة أعرض هنا، وأنا فخورة جداً، باستلهام عمل الفنان محمد يوسف الذي درسني في الجامعة، وفخورة بأن أعرض عملي مع أستاذي في المكان نفسه».
ومن جامعة زايد في دبي تقول الإماراتية مريم الغيثي الخريجة من الجامعة، إنها استوحت أعمالها من تجربة الفنان عبيد سرور، و تضيف شارحة تجربتها: «هو يستوحي أعماله وأفكاره من الماضي والحاضر، نظام «الخلايا» عند عبيد سرور يتدرج من البني إلى اللون الأبيض، فالبني يرمز للماضي ، ومن ثم يتدرج شيئاً فشيئاً إلى مرحلة أخرى هي الامتزاج بين اللون البني والأبيض، وهو الذي يرمز لتقدمنا وتطور الإمارات والحداثة الكائنة على أرضها، ثم يتدرج إلى مرحلة يتغلب فيها الأبيض ولكن تبقى هناك نقاط بنية وذلك دلالة على أننا مهما تقدمنا سنظل نحافظ على أصالتنا ونقائنا وفطرتنا السليمة»، وعن مشاركتها في المعرض ومدى استفادتها منه تقول الغيثي: «هذه أول مشاركة لي في هذا المعرض تحديداً، ويسرني أنني تعرفت إلى عدة فنانين واستفدت منهم».
رئيس الجمعية ناصر عبد الله، شرح بشكل مفصل أبعاد هذه التجربة الجديدة مع الجامعات وطلابها، فقال: «نحن نحتفي هذه السنة بمرور خمسة وثلاثين عاماً على هذا المعرض الذي يعتبر أقدم معرض في الدولة والمنطقة بشكل عام، وهذه السنة سعينا إلى أن نربط التاريخ العريق للجمعية على امتداد مسيرتها التي انطلقت من 1980 إلى الآن، بكليات الفنون التي تشكل رافداً جديداً للفن التشكيلي في الدولة من خلال خريجيها، وتواصلنا من سبع جامعات وكليات في كل الإمارات، في محاولة لدمجهم وإشراكهم في المعرض، وكانت الفكرة الأساسية أن نكلف كل مجموعة من الطلاب بواحد من الفنانين الرواد، وأصحاب التجارب المتميزة، ونطلب منهم أن ينجزوا عملاً من خلال الاستلهام من أعمال صاحب تلك التجربة المتميزة، فكان ذلك يتطلب منهم أن ينجزوا بحثهم الشخصي والعثور على إلهام معين من أعمال الفنان الرائد، وكان نتاج هذا التعاون هو مشاركة 40 طالباً يشاركون في هذا المعرض وتم ربطهم بقرابة 15 فناناً من الرواد التشكيليين في الدولة».
وأضاف: «ثمة ملاحظة مهمة وهي ذلك التنوع الذي ظهر في الأعمال ضمن المجموعة الواحدة التي تكلف بأحد الرواد، مما يعكس الجدية في البحث و محاولة إبراز المواهب، وبحث كل منهم عن زاوية محددة، لسنا مضطرين إلى أن نبدأ من البداية، فالحركة الفنية هي حركة تراكمية، لذلك قررنا القيام بهذه التجربة بغية دمج الأجيال الجديدة مع جيل الرواد وخلق نوع من التواصل يسمح للشباب بالاستفادة ممن سبقوهم في مجال الفن التشكيلي».



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>