الليبرالية ليست فلسفة واحدة أو إيديولوجية مغلقة، بل تيار عريض يشمل أفكاراً وفلسفات عدة اختلفت في كثير من تفاصيلها، لكنها قامت على مبادئ عامة أساسية تدور حول مسألة الحرية، وهي الفردية والعقلانية والعمل الحر والعدل أو حكم القانون والتعدد والتسامح وقبول الآخر والحوار، ويرى وحيد عبد المجيد في كتابه «الليبرالية نشأتها وتحولاتها وأزمتها في مصر» أن الليبرالية فكرة تعبر عن قدرة البشر على حل مشكلاتهم وتحسين شروط حياتهم عندما يمتلكون حريتهم،، فالحياة نفسها مشكلة تتفرع إلى مشكلات، لكن البشر قادرون عبر امتلاكهم الحرية واستخدام عقولهم بحرية، على تحسين الشروط التي تمكنهم من مواجهة هذه المشكلات والارتقاء بحياتهم.
يقول عبد المجيد: «لا بد قبل الدخول من باب تاريخ الليبرالية أن نتخلص من فكرة شائعة تربطها بالديمقراطية، وربما تعتبرهما مترادفين، فلا أساس لهذه الفكرة، كانت الليبرالية أسبق من الديمقراطية تاريخياً فالديمقراطية التي نعرفها اليوم عمرها قصير، إذ يصعب أن نجد أساساً قوياً لها وعلى نطاق واسع قبل منتصف القرن التاسع عشر، حيث تطورت في ارتباط وثيق مع حصول البرلمان على دوريه الرقابي والتشريعي، فقد كانت البرلمانات سابقة أيضاً على الديمقراطية، لكنها كانت تعني شيئاً آخر غير ما صارت تعرف به حين ثبت التطور الديمقراطي قدميه، فكان البرلمان في بدايته مقصوراً على ملاك الأراضي الزراعية في مرحلة انتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية، إلى جانب وجهاء المدن ونبلائها، وكان ذكورياً لا مكان للنساء بين أعضائه، ولا حتى بين ناخبيه».
يقول عبد المجيد: «لا بد قبل الدخول من باب تاريخ الليبرالية أن نتخلص من فكرة شائعة تربطها بالديمقراطية، وربما تعتبرهما مترادفين، فلا أساس لهذه الفكرة، كانت الليبرالية أسبق من الديمقراطية تاريخياً فالديمقراطية التي نعرفها اليوم عمرها قصير، إذ يصعب أن نجد أساساً قوياً لها وعلى نطاق واسع قبل منتصف القرن التاسع عشر، حيث تطورت في ارتباط وثيق مع حصول البرلمان على دوريه الرقابي والتشريعي، فقد كانت البرلمانات سابقة أيضاً على الديمقراطية، لكنها كانت تعني شيئاً آخر غير ما صارت تعرف به حين ثبت التطور الديمقراطي قدميه، فكان البرلمان في بدايته مقصوراً على ملاك الأراضي الزراعية في مرحلة انتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية، إلى جانب وجهاء المدن ونبلائها، وكان ذكورياً لا مكان للنساء بين أعضائه، ولا حتى بين ناخبيه».