سناء الصابرية، تشكيلية عمانية مميزة انضمت لعضوية الجمعية العمانية للفنون التشكيلية منذ سبعة عشر عاماً، مارست خلال تلك السنوات الفن التشكيلي بكل مدارسه، كما برعت في النحت على الخشب، ومثلت السلطنة في عدد كبير من المشاركات والمعارض الخارجية.
تكره الصابرية القيود، كما تكره أسر نفسها في مجال أو مدرسة فنية واحدة، فهي عاشقة للحرية، تهوى التعبير بكل الاتجاهات والمذاهب من الواقعية إلى التجريد، فالسريالية والعبثية وغيرها.
إنها الفنانة التشكيلية سناء عبدالرحيم سليمان الصابرية التي نحاول من خلال هذا الحوار فتح نافذة صغيرة على تجربتها الفنية.
تعود سناء بالذاكرة سنوات إلى الوراء عندما كانت طالبة تميزت عن أقرانها بموهبة الرسم، وتقول: «بدأ ذلك في المرحلة الابتدائية، حيث كنت أتميز برسوماتي دائماً بين زملائي الطلاب، وفي الصف الخامس تم تكريمي لحصولي على أفضل مستوى لأجمل لوحة فنية بمناسبة يوم الشجرة، موهبتي هذه استرعت اهتمام مدرسة الرسم التي وضعت كل جهودها معي لتطوير الموهبة وصقلها ولها فضل كبير في ذلك».
وتضيف: الرسم أيام المدرسة يبقى في إطار ضيق، ولا يفسح المجال لخيال الطفل لكي يعمل ويبدع، لذلك فإن التطور في موهبتي جاء بعد المدرسة من خلال اهتمامي الذاتي بقراءة كل ما يتعلق بالفن التشكيلي، إلى جانب حضوري أنشطة ومعارض فنية كانت تقام في تلك الفترة، وهكذا، اعتمدت على نفسي في تطوير موهبتي وتحسين مستوى رسومي.
التطور النوعي في تجربة الصابرية تميز من خلال أسلوبها الفني خلال المرحلة الثانوية، حين انضمت إلى عضوية الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، ومارست من خلالها الفن بأسلوب جديد بعيد عن النشاط المدرسي. تقول: «انضمامي لجمعية الفنون كان له أثر إيجابي كبير، جعلني أهتم بالفن أكثر، وأعرف عنه أكثر بخصوص المدارس الفنية وطرق التعبير الفني المختلفة، ومن خلال هذا التراكم الثقافي والفني بدأت رحلتي تسير في اتجاه مختلف من حضور المعارض الورش والمشاركة في المعارض الفنية المختلفة».
تقول: «الفن لدي موهبة وشغف ومتعة، ولكي استمتع بممارسته، يجب أن أشعر بأنني حرة، يمكنني الانتقال من مكان إلى آخر في فضاءاته من دون قيود، فأنا لا أحصر نفسي في مدرسة بذاتها، وقد انطلقت من الواقعية مروراً بالتجريدية والتكعيبية، كما انتلقلت إلى الضفة الاخرى حيث مارست النحت على خامات مختلفة، منها الخشب والرخام، وعملت في الحروفيات ثم اتبعت فن الكولاج من وحي الخامات الموجودة في البيئة العمانية.
وتضيف: «هذه أنا أتبع شغفي إلى حيث يأخذني»، وعن منحوتاتها على الخشب والمواضيع التي تنفذها تقول: «أحب جداً فن النحت على الخشب وأرى فيه مساحة كبيرة من حرية العمل والإبداع، وهذا ما يقدمه فن الكولاج أيضاً، لأنني أستخدام من خلاله خامات مختلفة من البيئة والطبيعة، أشياء لا يتوقع الإنسان أنها ذات فائدة في شيء، ولكن بالنسبة إلي هي مواد جميلة يمكنني أن أنتج منها لوحة فنية رائعة أو قطعة فنية جميلة.
مسقط: «الخليج»