الأنثروبولوجيا البصرية أو المرئية ميدان حديث نسبياً من ميادين التخصص الأنثروبولوجي، وموضوعها واسع ومتنوع، حتى قيل إنها تتناول بالدراسة الأبعاد البصرية للسلوك الإنساني، كما تتولى تطوير الوسائل البصرية التي تزداد كل يوم دقة وتعقيدا، وذلك بهدف توظيفها في البحث الأنثروبولوجي. ويمر علم الأنثروبولوجيا اليوم برحلة نقدية تقوم على مراجعة تراث العلم من المفاهيم والنظريات والمناهج وأدوات البحث، وبدأ هذا العلم يراجع مواقفه من الدول الاستعمارية من ناحية، ومن الدول النامية من ناحية أخرى.
ويوضح كتاب «السينما الإثنوجرافية.. سينما الغد» لجان بول كولين وكاترين دو كليبل أن التصوير السينمائي الاثنوجرافي قد اكتشف في نفس الوقت الذي اكتشفت فيه السينما العادية، ولندرك هذا المعنى علينا أن نراجع الأفلام القديمة التي تصور لنا المستعمرين في تلك السنوات البعيدة وهم يرتدون الملابس البيضاء والقبعات، ومحمولين على المحفات العالية، ثم أخذ الفيلم الاثنوجرافي في التعرض لبعض المحن بسبب طبيعته الخاصة كأداة للتوثيق وللتأثير القوي، حيث تحول إلى أداة للدعاية السياسية.