بينما أنا جالس على شاطئ البحر في ولاية كيرلا الهندية، مستمتعاً بشراب جوز الهند أو «النّاريل» كما نسميه باللهجة الإماراتية، نظرت إلى الأفق البعيد لبحر العرب والمحيط الهندي على امتداده، وتذكرت تاريخ هذه المنطقة الذي قرأته في كتب التاريخ والجغرافيا، خصوصاً في فترة النفوذ البرتغالي في منطقة الشرق.
فالتفت إليّ صديقي الشاعر الهندي في تي في دامودران، فسألني: بماذا تفكر؟ هل ذكّرك البحر ببلدك؟ فأجبته بالنفي، مطلقاً العنان لذاكرتي بأن تسرد شيئاً من تاريخ المنطقة التي استطاع من خلالها القائد البحري البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك احتلال مدينة غوا الهندية عام 1510 ميلادية، وهو الأمر الذي مكنه تدريجياً من إحكام سيطرته على معظم الطرق البحرية بين أوروبا وآسيا، وكذلك بين الهند ومنطقة الشرق الأقصى. محاولاً إغلاق جميع المنافذ إلى المحيط الهندي لتثبيت ملكية البرتغال له، ومنع النفوذ العثماني والإسلامي والحيلولة دون تحالف الهندوس معهم.
بدأت حملته الأولى عام 1503، نحو الشرق برفقة صاحبه وقريبه «فرانسيسكو» حيث أبحر حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند، ونجح بعد معارك عدة ضد جيوش مملكة زامورن في «كاليكوت» تثبيت (مهراجا) ملك كوتشي على عرشه، وسُمح له بالمقابل ببناء أولى قلاع البرتغاليين فيها، واضعاً بذلك حجر الأساس للإمبراطورية البرتغالية في الشرق. ثم توالت حملات البرتغاليين إلى أن سيطرت على أغلب المناطق الواقعة على سواحل ولاية كيرلا، وغيرها من مناطق الشرق والشرق الأقصى.
فعقّب الشاعر دامودران على حديثي قائلاً: نعم هذه المنطقة لها مع التاريخ ألف حكاية وحكاية خصوصاً لجهة الاستعمار الخارجي والتنافس بين دول الاستعمار الأوروبي والعثماني لفرض نفوذهم عليها، وبرغم ذلك لم تجد الاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية، فهناك الكثير من الأماكن الأثرية والتاريخية والطبيعية والسياحية لم تستثمر بالشكل الذي يليق بمكانتها الجمالية. قاطعت حديثه.. لكنها، يا صديقي، تبقى جميلة بأهلها وناسها الطيبين الذين لا زالوا على فطرتهم السليمة التي لم تخدشها سلبيات المدن الكبرى، ويكفي أنني لم أجد فيها شخصاً واحداً يتسوّل ويطلب المال، فالجميع هنا يعمل ويكد ويأكل من عرق جبينه، وهذه ميزة استثنائية لسكان كيرلا. فهزّ دامودران رأسه، كعادة الهنود، موافقاً على كلامي، ثم غادرنا متجهين إلى مكان إقامتنا في فندق «القصر الأخضر» بمنطقة كانور.
لقد كانت رحلة ثقافية موفقة وممتعة في الوقت ذاته، استكشفت من خلالها تاريخ المنطقة وتعرفت إلى أنماط جديدة من ثقافة شعبها وعاداته وتقاليده الضاربة في عمق التاريخ، كما أقمت علاقات ود وصداقة مع شعراء ومثقفين هنود من أمثال: إي بي جوبالان، وإيه سي سري هاري، ومادهافان بوراتشيري، وإيه في سانتوش كومار، وديفاكاران فيشنو منجالام، والشاعرة سي بي شوبها.
علاوة على ذلك، فقد تضمنت الرحلة مجموعة من الأنشطة والفعاليات الأدبية والثقافية في كل من مكتبة «سانجايان» العريقة التي تعدّ من أقدم المكتبات في ولاية كيرلا وجمهورية الهند عموماً، كما اشتملت الزيارة على ندوات ثقافية في مركز «جرامام براتيبا» الثقافي، ومؤسسة «سيلنكا» الثقافية، ومركز كيرلا للمعاقين، ومؤسسة تلفزيون كيرلا وغيرها من المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي.
إنها رحلة عامرة بالأحداث التاريخية والثقافية والسياحية.
فالتفت إليّ صديقي الشاعر الهندي في تي في دامودران، فسألني: بماذا تفكر؟ هل ذكّرك البحر ببلدك؟ فأجبته بالنفي، مطلقاً العنان لذاكرتي بأن تسرد شيئاً من تاريخ المنطقة التي استطاع من خلالها القائد البحري البرتغالي ألفونسو دي ألبوكيرك احتلال مدينة غوا الهندية عام 1510 ميلادية، وهو الأمر الذي مكنه تدريجياً من إحكام سيطرته على معظم الطرق البحرية بين أوروبا وآسيا، وكذلك بين الهند ومنطقة الشرق الأقصى. محاولاً إغلاق جميع المنافذ إلى المحيط الهندي لتثبيت ملكية البرتغال له، ومنع النفوذ العثماني والإسلامي والحيلولة دون تحالف الهندوس معهم.
بدأت حملته الأولى عام 1503، نحو الشرق برفقة صاحبه وقريبه «فرانسيسكو» حيث أبحر حول رأس الرجاء الصالح إلى الهند، ونجح بعد معارك عدة ضد جيوش مملكة زامورن في «كاليكوت» تثبيت (مهراجا) ملك كوتشي على عرشه، وسُمح له بالمقابل ببناء أولى قلاع البرتغاليين فيها، واضعاً بذلك حجر الأساس للإمبراطورية البرتغالية في الشرق. ثم توالت حملات البرتغاليين إلى أن سيطرت على أغلب المناطق الواقعة على سواحل ولاية كيرلا، وغيرها من مناطق الشرق والشرق الأقصى.
فعقّب الشاعر دامودران على حديثي قائلاً: نعم هذه المنطقة لها مع التاريخ ألف حكاية وحكاية خصوصاً لجهة الاستعمار الخارجي والتنافس بين دول الاستعمار الأوروبي والعثماني لفرض نفوذهم عليها، وبرغم ذلك لم تجد الاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية، فهناك الكثير من الأماكن الأثرية والتاريخية والطبيعية والسياحية لم تستثمر بالشكل الذي يليق بمكانتها الجمالية. قاطعت حديثه.. لكنها، يا صديقي، تبقى جميلة بأهلها وناسها الطيبين الذين لا زالوا على فطرتهم السليمة التي لم تخدشها سلبيات المدن الكبرى، ويكفي أنني لم أجد فيها شخصاً واحداً يتسوّل ويطلب المال، فالجميع هنا يعمل ويكد ويأكل من عرق جبينه، وهذه ميزة استثنائية لسكان كيرلا. فهزّ دامودران رأسه، كعادة الهنود، موافقاً على كلامي، ثم غادرنا متجهين إلى مكان إقامتنا في فندق «القصر الأخضر» بمنطقة كانور.
لقد كانت رحلة ثقافية موفقة وممتعة في الوقت ذاته، استكشفت من خلالها تاريخ المنطقة وتعرفت إلى أنماط جديدة من ثقافة شعبها وعاداته وتقاليده الضاربة في عمق التاريخ، كما أقمت علاقات ود وصداقة مع شعراء ومثقفين هنود من أمثال: إي بي جوبالان، وإيه سي سري هاري، ومادهافان بوراتشيري، وإيه في سانتوش كومار، وديفاكاران فيشنو منجالام، والشاعرة سي بي شوبها.
علاوة على ذلك، فقد تضمنت الرحلة مجموعة من الأنشطة والفعاليات الأدبية والثقافية في كل من مكتبة «سانجايان» العريقة التي تعدّ من أقدم المكتبات في ولاية كيرلا وجمهورية الهند عموماً، كما اشتملت الزيارة على ندوات ثقافية في مركز «جرامام براتيبا» الثقافي، ومؤسسة «سيلنكا» الثقافية، ومركز كيرلا للمعاقين، ومؤسسة تلفزيون كيرلا وغيرها من المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي.
إنها رحلة عامرة بالأحداث التاريخية والثقافية والسياحية.
خالد الظنحاني
k.dhanhani@yahoo.com