Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18073

الريس: أمزج بين التأثيرية والتجريد

$
0
0
حوار: نجاة الفارس

ولد الفنان عبد القادر الريس في دبي عام 1951، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة الإمارات عام 1982، وأمضى سنوات الدراسة في الستينات إلى بداية السبعينات من القرن الماضي في الكويت، احتك في ساحتها بالكثير من المثقفين والفنانين، وفيها كانت له أول مشاركة في معرض تشكيلي جماعي.

أسهم الريس في تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وتولى منصب نائب الرئيس في إحدى دوراتها، وكثف من مشاركته في كل معارض الجمعية خلال الأعوام 1980- 1995، وشارك في أكثر من 100 معرض فني شخصي وجماعي خارج الدولة، وكانت أولى مشاركاته في معرض الربيع في الكويت عام 1965، ونظم مجموعة من المعارض الشخصية في كل من بيروت وواشنطن وألمانيا وتشيكوسلوفاكيا السابقة.

وتقديراً لمسيرته الفنية المثابرة والمتجددة وإسهاماته الدائمة في اللجان التحكيمية المحلية والعربية والعالمية، فقد استحق جائزة الدولة التقديرية للعلوم والفنون والآداب في مجال التصوير والرسم في دورتها الأولى.
مؤخراً نظم غاليري الاتحاد في أبوظبي المعرض رقم 40 لعبد القادر الريس، بمشاركة أبنائه، الفنانين: مصعب الريس، وسمية الريس، وهو حدث جمع أعمالاً تشكيلية لعائلة إماراتية في معرض واحد، ويعتبر حدثاً فريداً ويبعث على الفخر والسعادة.

*أسهمت أعمالك في التأسيس لاتجاهات جديدة، كاتجاه ما بعد التأثيرية، على ماذا يعتمد هذا الاتجاه، وما هي أهم سماته؟

بالنسبة إلي أمزج في أعمالي بين التأثيرية والتجريد في لوحة واحدة، وهو اتجاه يدخل ضمن المدارس الحديثة في الفن، وأحياناً استخدم الحرف العربي مع التجريد، إضافة إلى لوحاتي شبه الواقعية، مثل لوحة الباب.

*يرى عدد من النقاد أن أعمالك الفنية تمثل مدرسة قائمة بذاتها؟.

أعتقد أن المتلقي المتذوق للفن والمتابع لأعمالي يستطيع أن يميز هذه الأعمال ويتعرف إليها، حتى لو لم تكن تحمل توقيعي، وذلك من تكرار المربعات والمعينات في جميع اللوحات.

*هل هذه المربعات والمعينات ترمز للنوافذ، وكيف بدأت بإدخالها في لوحاتك ورسومك؟

بدأت معي سنة 1987 عندما كنت أرسم قصر الشيخ سعيد آل مكتوم، جد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وكان بيتاً قديماً في الشندغة، تم ترميمه من جديد، وكانوا في الماضي يستخدمون أحجاراً شبه مربعة في البناء، وقد استوحيت الرمز من ذلك المنظر، وبدأت أرسمه في جميع لوحاتي، وأصبحت بصمة لي في جميع أعمالي، وهي بالمجمل مستوحاة من واقع التراث المعماري الإماراتي الأصيل، ولم تأت من عدم.

*ما هو شعورك تجاه مشاركة أبنائك معك، في معرضك الأربعين؟

هذا حدث يحصل لأول مرة، بأن يشارك الأب وأبناؤه في معرض واحد، ولا أعتقد أن ذلك سبق وحصل في عالمنا العربي، والحمد لله، كانت فرصة جميلة ومرت بنجاح، أبنائي امتداد لي، رغم أن كثيرين تأثروا بأعمالي، ولكن كون أبنائي يعيشون معي في البيت والمرسم، فمن الطبيعي أن يستفيدوا ويتأثروا بي، وبالطبع، فإن موهبتهم موهبة فطرية، ولا شك في أنهم صقلوها أكثر بالتعلم.

*شاركت في أكثر من 100 معرض فني شخصي وجماعي على المستويين العربي والعالمي، هل تجد أن قوة حركة النقد للفن التشكيلي لها تأثير في مسيرة الفنان؟

هناك نوعان من النقد، نقد بنّاء ونقد هدّام، وكمثال على ذلك، فأنا لم ألتحق بكلية للفنون، وتنقلت كثيراً بين مدارس عدة، ومن ينتقد ويوجه نستطيع أن نميز مقصده، في أحد المعارض التي شاركت فيها، ذكر أحد الكتاب جميع الأعمال المشاركة في ذلك المعرض ومدحها، ثم وصف أعمالي وقال «إن الأفضل لصاحبها أن يعلقها في منزله حتى لا يزعج الناس»، ولكني لم أنزعج منه، لقد جعلني أسير إلى المنزل وأشتغل أكثر، وبعد فترة وجيزة، حصلت على المركز الأول عن المجموعة نفسها.

*ما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها؟

جائزة الإمارات التقديرية، وحصلت عليها من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأنا أعتبرها أهم جائزة في حياتي، وكانت في الدورة الأولى عام 2006.

*كيف تقيم حضور الفن التشكيلي في الإمارات وعلاقته بالمتلقي؟

يوجد تطور واضح على مستوى الوعي العام لدى الناس، وكثيراً ما التقي أناساً في أماكن عامة، يتحدثون معي عن أعمالي، وأجد أن عدداً منهم لديه خلفية عن المدارس الفنية، مع العلم بأنهم أناس غير متخصصين بالفن، لدينا أشخاص متخصصون مثل الأديب والفنان محمد المر، الرئيس السابق للمجلس الوطني الاتحادي، فهو بالفعل موسوعة في مجال الفن، وليس الأدب فقط، وقد سافرت معه مرات عدة وزرنا المتاحف، ووجدت أن معلوماته جداً ثرية، فهو قارئ نهم ولديه ملكة الحفظ.

*من لوحاتك المميزة في غاليري الاتحاد، لوحة شكراً محمد بن راشد، حدثنا عن هذه اللوحة؟

هذه من كلمات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة مرور عشر سنوات على تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، رئاسة الوزراء، وقد أسميت هذه اللوحة (سنوات السعد من السعادة)، وقد كتبت في وسطها الرقم 10 بطريقة فنية، ومزجت بعض الألوان المائية بطريقة مبتكرة، ليس من السهل تشكيلها، فهي بحاجة إلى خبرة طويلة، وصبر حتى يصل الفنان إلى درجة إتقان عالية.

*كم استغرق العمل في لوحة سنوات السعد؟

قبل مدة كان لدي معرض في دبي بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، فسألني سموه كم استغرقت من الوقت لتنفيذ لوحة سنوات السعد؟ فأجبت سموه 35 عاماً خبرة، لأنه من دون هذه الخبرة الطويلة والجدية، لم أكن لأستطيع أن أنفذ اللوحة بدرجة الإتقان التي أشاد بها الجميع.

*بماذا يلهمك الحرف العربي، وما هي الحروف التي ترسمها غالباً في لوحاتك؟

عادة أبتدئ اللوحة بالتجريد، ثم أجمّلها بالحرف العربي، لأن للحرف تأثيراً جمالياً كبيراً في اللوحة، في بداياتي ركزت على حرف الواو، ثم جربت حرفي الهاء والحاء، لأني أجد لهذه الحروف لمسة فنية مختلفة عن بقية الأحرف.

*بماذا ألهمتك الملحمة البطولية التي يقوم بها أفراد قواتنا المسلحة في اليمن؟

لقد عرضت لوحتين في آرت أبوظبي، كانتا مباشرتين عن الملحمة البطولية لجنودنا في اليمن، عبارة عن جذع نخلة رمزت به للإمارات في بداية بدء «عاصفة الحزم»، ثم ربطتها بجميع الفتوحات التي تمت عقب ذلك، بلا شك أن الواقع الذي تعيشه الدولة له تأثير كبير في عمل الفنان.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18073

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>