Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

حكاية «علي ونينو»

$
0
0
باسمة يونس
لم أكن قد قرأت حكاية «علي ونينو» من قبل، وما فعله عشق المسلم الأذربيجاني للجورجية المسيحية «نينو» في باكو حتى بحثت قبل زيارتي العاصمة «باكو» عن روايات لمؤلفين من أذربيجان.
الرواية تكشف عن مشكلات الحكم الأوروبي في مجتمع شرقي، وقد جعلتني أحظى بزيارة مختلفة ل «باكو» مع ما سجله الكاتب عنها خلال فترة جمهورية أذربيجان الديمقراطية التي سبقت فترة حكم الاتحاد السوفييتي. لقد أظهرت لي زيارة المدينة روح الشرق في «باكو»، وبأن الغطاء الحديث يبرهن على أرجحتها بين الشرق والغرب.
وربما يكون أجمل من قصة الرواية المكتوبة، حقيقتها، فهي منشورة باسم كاتب مستعار «قربان سعيد» بينما مؤلفها بالأصل يهودي من أبناء الأغنياء الجدد الذين اشتغلوا في صناعة النفط واسمه (ليف نسيمبوم) والمولود عام 1905 في باكو، فر مع أسرته بعد ثورة 1918 إلى إسطنبول فباريس وبرلين، وأكمل (ليف) دراسته الجامعية باسم جديد وهو (أسعد بيك) بعد اعتناقه الإسلام.
كانت الرواية تختفي تحت أكداس كتب أخرى في أحد أكشاك بيع الكتب المستعملة في برلين، وعثرت عليها (جنيا جرامان) وبعد أن قرأتها ذهلت بروعتها، وسعت لنشرها لأول مرة باللغة الألمانية في فيينا وكتبت في المقدمة: «قرأتها وأعدت قراءتها أكثر من مرة، وأخبرت كل أصدقائي بمدى خسارتهم لعدم معرفتهم بالألمانية، وفي النهاية ترجمت الرواية إلى الإنجليزية ونشرتها (دار هتشنسن) ولم يكن أحد يعرف شيئاً عن (قربان سعيد)، لكن كل ما تعرفه أرملة الناشر الأول أنه اسم مستعار ولا أحد يعرف اسم المؤلف الحقيقي».
بعد نشر الرواية في أمريكا تلقت (جينا) رسائل من أصدقائه، أكدوا أن المؤلف الحقيقي لها هو (أسعد بيك) الذي فرت أسرته بعد اشتعال ثورة أكتوبر في وطنه إلى إسطنبول، حيث ماتت أمه المعلمة الألمانية وهو صغير.
من إسطنبول إلى برلين وفي مدرسة لأطفال المهاجرين الروس تعلم (بيك) والتحق بالجامعة وعمل في الصحافة، ونشر كتباً كثيرة مثل: «محمد»، «رضا شاه»، «نيقولا الثاني»، و«لينين» ونشر «علي ونينو» باسم «قربان سعيد» و«الفتاة ذات البوق الذهبي».
إن إسهام (جينا) في نشر الرواية تتابع مع صدورها لاحقاً بأكثر من 30 لغة فهي تسعى لتقديم الحقيقة بين متناقضات مختلفة مثل ممارسات المسلمين والمسيحيين، والشيوخ والشباب، ورؤية واضحة للغرب لفهم ما غمض عليهم في الشرق.قراءة الأدب ستبقى تفتح بوابات التاريخ والذكريات على وسعها، وأكثر مما تفعله زيارة المدن في الواقع.

basema.younes@gmail.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 18068

Trending Articles