يشعر المرء بفرح غامر، حين يجتمع الكُتّاب العرب في أي مكان في العالم، فاجتماع الكتاب بحد ذاته مناسبة كبرى تستحق الاحتفال، والانحياز للثقافة والأدب والشعر والخيال والطموح والأمل بمستقبل مشرق، في ظل حالات الشتات التي تعيشها الأمة العربية في هذه اللحظات العصيبة الراهنة.
مناسبة هذا الكلام، هو استضافة دبي ، هذه المدينة العالمية الزاهية لجمهرة الكُتّاب ضيوف المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، غداً الأحد، في احتفالية ثقافية، من المتوقع لها أن تكون كبيرة، لاسيما مع هذه الوفود التي تمثل طيفاً واسعاً من الأقطار العربية من المحيط إلى الخليج، وعدد كبير من المثقفين بين روائيين وشعراء وباحثين ونقاد.
أعد الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العرب، برنامجاً ثقافياً يتضمن فعاليات مختصة تبحث في الشأن الثقافي الذي يجمع بين الذاتي والعام، من بينها؛ ندوة كبرى تحت عناوين مهمة: «نحو استراتيجية ثقافية عربية»، و«دور المثقف العربي الآن»، و«السياسات الثقافية في الوطن العربي»، وتعقد على مدى ثلاث جلسات، ويشارك فيها كتاب وباحثون من جميع أرجاء الوطن العربي.
وإن كانت مثل هذه العناوين، قد سبق طرحها في اجتماعات ثقافية عربية سابقة، فمن المهم التأكيد عليها، والإصرار على بلورتها حتى يتحقق شيء لمصلحة المثقف العربي، الذي يوصف دائماً بأنه العنصر الأهم في مواجهة التحديات العربية بمختلف أشكالها.
يتوقف المرء عند عنوان «الاستراتيجية الثقافية العربية».. والحقيقة أننا بأمس الحاجة لاستراتيجية ثقافية تواجه التطرف بأشكاله كافة، ونحن بحاجة أيضاً للتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التي من غاياتها وأهدافها الكبرى التمكين لوحدة فكرية بين أجزاء الوطن العربي عن طريق رفع المستوى الثقافي للمثقف ليؤدي واجبه على نحو مشرف.
نحن بحاجة لتنمية وتطوير الثقافة، وهذا يتطلب استراتيجية ثقافية حقيقية، تنتشل المثقف من بؤسه، وعزلته، وفقره، لكي يطمئن إلى مستقبل أطفاله وعائلته.. فلا ثقافة مع الفقر، ومن المؤكد أن الكاتب العربي، والمثقف العربي بوجه عام، لا يستعذب الفقر والعزلة والخوف واللامبالاة.. لاسيما وهو يقف مع الحرية والكرامة لجميع البشر، من دون استثناء.
فمرحباً بالكُتّاب العرب في دبي الحالمة، وشكراً «لاتحاد الكتاب العرب» سعيه لهذا الاجتماع، ومناقشة كل ما يتصل بالثقافة العربية، والتحديات التي تواجهها.
Ohasan005@yahoo.com