Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18107

التشكيل الإماراتي.. تعدد الخصوصيات بين اللون والتقنية والحركة

$
0
0
الشارقة: محمد أبو عرب

يقف تاريخ الفنون التشكيلية بمفهومها المعاصر أمام واحدة من الأزمات التي يعيشها الفنان نفسه، وتشكل المحور الحقيقي الذي يفرض حضوره وتؤكد حقيقته كفنان، إذ تتمثل هذه الأزمة في مفهوم الخصوصية الفنية، والهوية المتفردة، فهي المساحة التي تجعل أي لوحة لفان خوخ تشير إليه وإلى خصوصيته، وأي لوحة أو عمل لبوتيرو تعلن عن هوية بوتيرو الفنية، وكذلك مع أعلام الحركة التشكيلية العالمية على مر العصور.
تروي ذلك سير الكثير من الفنانين الذين عانوا طويلاً للاستقرار على هوية خاصة تعكس أرواحهم المتفردة، فأن تعيد إنتاج ما قدمه غيرك، كان ولا يزال العقبة الجوهرية في المشروع الإبداعي لأي فنان.
في موضوع الهوية الفنية والخصوصية، من الفنانين من اختار التجريب في اللون، ومنهم من اشتغل على الشكل، إضافة إلى الذين يجربون بالتقنيات للوصول إلى نتائج مغايرة.
فكيف يمكن قراءة الهويات البصرية للفنان المحلي؟ وهل حقق الفنانون الإماراتيون هويتهم المغايرة عن غيرهم في الوسط المحلي، والعربي؟ وإلى أي حد كانت هذه الهوية البصرية بمثابة حقيقة معبرة عن مشاريعهم الفنية؟.
الإجابات تقف عند تجارب لافتة في التشكيل المحلي، سواء الرواد، أو الجيل اللاحق، أو حتى الأجيال الشابة، فأنماط التباين في تجاربهم واضحة، وبعيدة عن بعضها، ويمكنها أن تشترك في مساحات واحدة، إن أعيدت قراءتها في سياقات جديدة.
ولا يمكن الحديث عن تماثل بصري أو هوية مشتركة بين تجربتي عبد القادر الريس ود. نجاة مكي، وكذلك بين الفنانين محمد القصاب، وعبد الرحيم سالم، أو د. محمد يوسف، وهذا ينطبق على تجربة الأجيال الجديدة، التي لا يمكن توحيد جهودها في قالب واحد، كأن نقارن بين أعمال مطر بن لاحج وابتسام عبد العزيز.
تتجلى الهويات الخاصة لكل فنان عند وضع عمله مع عشرات أعمال الفنانين المحليين والعرب، وبالمجمل يعلن العمل الفني عن صاحبه، ويكشف خصوصيته، الأمر الذي يجعل التساؤلات مطروحة حول جذور الهوية الخاصة للحركة الفنية المحلية.
يمكن تلمس تلك العلامات بالتوقف عند نماذج من هذه التجربة الرائدة منها، والشابة، فخصوصية وملامح تجربة د.نجاة مكي تبدت في أكثر من مسار، الأول: الاشتغال على المرأة بتكوين بصري متفرد، فظلت محافظة على خصوصية نسائها اللواتي تتطاول قاماتهن في اللوحة، ويظهرن غالباً في سياق مجاميع بشرية.
كما تبدت في ملامح عملها على الزخارف الدقيقة وتلمس جماليات التراث الإماراتي القديم، خاصة المرتبط بالزي النسائي المعروف بنقوش «التلي» التي تزين أكمام الأثواب.
بالوقوف عند هذه العلامات اللافتة في تجربة د. مكي، يمكن الحديث عن التراث الإماراتي بوصفه أحد المحاور التي شغلت الفنان المحلي لتحقيق هويته الخاصة، وأسلوبه الفني، وشواغله الفنية.
مسارات جديدة تتبدى في واقع التشكيل الإماراتي أنتجتها انزياحات المنظومة الاجتماعية المحلية، فها هي خصوصية فنية أخرى عند مطر بن لاحج تشكلت في أكثر من مسار، أهمها العمل النحتي التركيبي إذ أنتج علاقات جديدة بين الشكل الهندسي التجريدي والحروف العربية مشتغلاً على مفهوم الحركة في العمل الفني.
مفهوم الحركة في عمل بن لاحج يتجلى في ارتباطه بالزمن، فأعماله كأنها تجمد للزمن في لحظة مفارقة أحدثها انفجار كتلة معدنية، أو تناثر تكوينات ساكنة، فهو يلتقط اللحظة العابرة بين حالتي سكون، الأولى الشكل الثابت والثانية الشكل بعد انتهاء الحركة، موثقاً جماليات بصرية لا تتوقف عند الحركة رغم ثبوتها.
تحيل هذه التجارب الفنية وغيرها إلى أن الساحة التشكيلية حققت سلسلة من التفردات والخصوصيات الفنية، ونجحت في رسم مسارات وخصوصية تتجاوز الفنان إلى الحركة المحلية مقارنة مع غيرها من التجارب العربية أو العالمية.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18107

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>