ليست كل الكتب جيدة، وليس كل كتاب يمكن أن تفيدنا قراءته، وهناك مؤلفات لا تعد ولا تحصى، لكنها لم تعد تستحق البقاء في المكتبات ومشاركة الكتب الجيدة أرففها.
تقوم المكتبات في فترات دورية ومستمرة بعملية يطلق عليها «التعشيب» وهي عملية ضرورية، ومهمة للمراجعة المستمرة للكتب وأوعية المعلومات المتوافرة في المكتبات.
إن أفضل ما في التعشيب أنه يسهم في تنقية المكتبات ويعمل على تخليصها من المصادر التالفة، والتنقية تعني اختيار ما يستبعد من الكتب الممزقة أو التالفة، أو التي تعاني ضعفا في مضامينها ومحتوياتها.
أما التعشيب الإلكتروني، فآليته تختلف عن آلية التعشيب الواقعي الذي يقوم فيه المكتبي باستبعاد الكتب الرديئة من أرففها والمحافظة على الكتب الجيدة في أماكنها، لكنه يؤدي الغرض نفسه، كما أوضح موقع إلكتروني مصمم لتنقية المكتبات من كتبها الفظيعة، ولكن ليس من خلال تقارير موظف في مكتبة أو لجنة تحكيم، بل بواسطة جمهور القراء والكتاب في كل وأي مكان في العالم.
أما من قام بابتكار هذا الموقع فهما: ماري كيلي وهولي هبنر، اللتان عملتا سويا في المكتبات العامة في ولاية ميشيغان منذ عام 1999 وهما شغوفتان بالكتب وقد أنشأتا هذا الموقع كما تقولان «لتبادل الآراء اللطيفة، ولكي نكون أكثر صدقا».
يعنى هذا الموقع بكل ما يتعلق بالكتب القديمة، التي تزين رفوف المكتبات في كل مكان، إضافة إلى خدمات التخطيط للتعشيب، ومعاونة المكتبات في تدريب الموظفين على أفضل آليات التخلص من الكتب الفظيعة.
والموقع الذي يحمل اسم «مكتبة الكتب الفظيعة» يجمع في صفحاته عناوين وصور أغلفة لكتب يظن قراؤها بأنها لم تعد تستحق البقاء في المكتبة، ويناقش الأسباب التي تدعو إلى التخلص منها.
ومن شروط المشاركة في الموقع أن تكون هناك كتب موجودة فعلياً في مكتبة ما، وعلى صاحب المقال إرفاق صور لخمس صفحات لا أكثر من الكتاب المقصود مع مقالته النقدية التي تذكر سبب اتهامه الكتاب بالفظاعة، وبأنه لا يستحق البقاء في المكتبة.
انتقد الموقع -على سبيل المثال- كتاب أطفال، مرسوم على غلافه الخارجي صورة قرد يرتدي فستانا، كما ضم قوائم ملأى بأسماء بالغة الغرابة من بينها كتاب نصائح (المرأة الكاملة) الذي يقدم نصائح بالية للنساء في زمن تغير فيه كل شيء حتى مفهوم الكمال نفسه.
basema.younes@gmail.com