Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

5 أوراق تبحث دور المثقف في الراهن العربي

$
0
0
دبي: محمد ولد محمد سالم

احتضن فندق البستان روتانا - دبي مساء أمس الأول الجلسة الثانية من الندوة المصاحبة لاجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، ونظمت الندوة تحت عنوان «دور المثقف في الراهن العربي» وشارك فيها كل من: اليامين بن تومي من الجزائر، عبد القادر عقيل «البحرين» وطلال الرميضي «الكويت» والدكتور صلاح الراوي «مصر» وخالد عمر بن ققه من الجزائر، وأدارها الدكتور فهد حسين «البحرين».
ورقة اليامين بن تومي جاءت بعنوان «الثقافة والقيم والعالم»، واستهلها بالقول: إنه قبل صياغة أي استراتيجية لا بد من تحديد الخلفية الابستمولوجية (المعرفية) التي تقف خلف هذه الاستراتيجية، وذلك من أجل فرز ما هو مفيد منها، وما يصلح أن يعزز معرفتنا العميقة بهويتنا كبشر، وبوجودنا كفاعلين في الراهن.
وأضاف اليامين: أن الثقافة العربية تعاني في خلفيتها الأبستمولوجية من عدة مشكلات يمكن فرزها إلى نوعين، أولهما مشكلات مخيالية تتعلق بالتصورات الماضية، والإحالة المعرفية على وجود ماض عربي انقضى ولم يعد له تأثير في الواقع، وثانيهما مشكلات استعمارية، تتعلق بمخلفات الاستعمار الذي رحل عنا جغرافياً، لكنه مازال يهيمن علينا بأفكاره معرفياً واقتصادياً، ولكي نستطيع اليوم أن نشيد استراتيجية ثقافية راهنة لا بد من التخلص من هذين النمطين من المشكلات، وتخليص الإنسان العربي من مثل هذا النمط من التفكير، وجعله يعيش قيم الراهن وقيم الإنسان المطلق العالمي، ويبني استراتيجياته من خلال تلك القيم.
عبد القادر عقيل استهل ورقته وهي بعنوان «أي دور للمثقف العربي في عالم اليوم» بعدة أسئلة حول إمكانية هذا الدور، ونوعه ومدى فاعليته في وجه التغيرات العنيفة والعميقة التي تجتاح المجتمع العربي، وتهز كيانه عميقاً.
وعرّف عقيل المثقف بأنه هو من يبشر بالعدالة والتحرر، وقد وجد هذا المثقف في الماضي العربي القريب، وكانت تسانده القوى التحررية وفئات المجتمع المناضلة التواقة إلى التغيير، لكن دوره اختفى بسبب تراجع دور تلك القوى، وفرض سلطة استبدادية وحيدة، ثم جاءت الثورة المعلوماتية لتقضي على ما تبقى من ذلك الدور، وتسلب المثقف دوره التثقيفي فاتحة المجال لكم هائل من المعلومات والمعارف أصبح مشاعاً للجميع، وعندما جاء ما يسمى ب «الربيع العربي» أدرك المثقف أنه بعيد كل البعد عن الجماهير الشابة، وعن تطلعاتها.
طلال الرميضي تحدث في ورقته عن أهمية دور المثقف في توجيه المجتمع، وكونه صاحب رسالة تثقيف وتوعية، يسعى من خلالها إلى غرس القيم النبيلة في أفراد المجتمع، ومكافحة الانحراف والفساد فيه، وإصلاح الأجيال والأخذ بأيديهم إلى جادة الصواب، وهذا الدور الخطير الملقى على عاتقه يتطلب منه أن يكون وطنياً أميناً يراعي المصلحة العامة، ويضعها فوق مصالحه الفئوية والشخصية الضيقة، لأنه مصلح وقدوة إذا استقام استقام من يقتدون به، وإذا انحرف انحرفوا.
الدكتور صلاح الراوي تساءل عن مدى أهمية وضع استراتيجية ثقافية الآن، مجيباً عن ذلك بكونها تبدو ملحة، لأن التجديد في أي خطاب يكون دائماً نابعاً من حدث يجري في التاريخ، وما يعيشه الوطن العربي اليوم من حالة احتراب يفرض على مثقفين ضرورة تجديد هذا الخطاب، والبحث عن صيغ ثقافية وآليات تستطيع الإجابة عن أسئلة الواقع وحل مشكلاته للانتقال نحو غد أفضل، وأشار إلى بعض الأطروحات والممارسات الثقافية التي تلقى الدعم اليوم، لكنها أنشطة محلقة في السماء ومنفصلة تماماً عن الواقع العربي، لأنها تنبع من عوالم ثقافية غربية تم استيرادها منها واستنباتها في الواقع العربي، ورغم أنها لا يمكن أن تجيب عن مشكلات هذا الواقع.خالد عمر بن ققه: تحدث في ورقته عن التعارض الحاصل بين الانتماءات الوطنية والفئوية الضيقة وبين الانتماء القومي العربي الشامل، وهو تعارض يعيق كل المشاريع التنموية الشاملة، ومنها المشروع الثقافي، وأكد بن عمر أن هذا التعارض الذي يبدو في ظاهره عميقاً هو في الحقيقة ظاهرة مفتعلة يمكن بكل سهولة التغلب عليها، وتجاوزها عندما تقتنع كل مكونات المجتمع العربي أنه لا تعارض بين الانتماءين، وأن الاختلاف في سمات الشخصية الوطنية أوالجهوية يمكن أن يشكل غنى للشخصية القومية، وأن الاعتراف بالخصوصيات الثقافية لا يشكل خطراً على الانتماء القومي العربي، بل يعززه ويدعمه، ما دمنا جميعا مقتنعين بأننا أجزاء صغرى في هذا الجسم الكبير.
وأشار بن ققه إلى ضرورة تجاوز الرؤية التقليدية التي تضع المثقف في مواجهة دائمة مع السلطة.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18097

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>