عندما تلتقي الكلمة المعبرة مع الصورة الجميلة، سيولد، لاشك، عمل متميز متقن، هكذا هو كتاب «زوم المحبرة» من تأليف الكاتبة الإماراتية، خولة الطاير، وفكرة وتنفيذ وتصوير الفنان الإماراتي أحمد المازمي.
قدم الشاعر جمعة بن مانع السويدي، للكتاب بقوله «كان مشروعاً جميلاً بين الصورة والكلمة، فيه إبداع تصويري، واحترافية في التقاط الصورة، ورسائل مميزة مصاحبة للصور، كتبتها الكاتبة خولة الطاير».
وفي مدخل الكتاب تقول المؤلفة تحت عنوان «الحرف والكلمة والجملة»، سلسلة تنامي التعبير تتشكل في مخيلة الكاتب، وتخرج على هيئة نسيج مترابط يكشف قدرة كاتبها على التعبير، والتعبير فن لا يجيده إلّا القادر على نقلنا إلى ما عبر عنه، والصورة لقطة لم تجعلها الكاميرا عابرة، لأنها أوقفت حركتها لتحفظها لكامل جمالها وألقها، لذا، كانت الصورة أداة تعبير أخرى غير الكلمة، وبين الكلمة والصورة لقطة اقتنصها المصور بحسه الفني، لينقلها من زاويته عبر عدسته، ويوثقها الكاتب لينقل صورتها بحروفه، كثيرة هي الصورة التي حفظناها من زاوية مصورها، وكثيرة هي الجمل التي تصورنا واقعها من حروف الكاتب، وبين الكلمة والصورة، كانت روح هذا الكتاب، التي تتنفس برئتي الكلمة والصورة، كي تبقى روح التعبير على قيد حياة، تقف عند الجمال وتستنشق عبيره، بتعبيره.
احتوى الكتاب على 40 صورة للمازمي، كتبت على هامشها المؤلفة خولة الطاير 40 رسالة تراوح الواحدة ما بين 100 كلمة و110 في تناسق مدهش، لقاء واتفاقاً، بين كلمات المؤلفة وعدسة الفنان الذي من العدسة يستمد رشاقته، ومن المنظر يستمد طاقته، ومن الصمت يوجه كاميرته، يغرق في بعض اللحظات، يحبس أنفاسه ثم يطلقها، يضغط زراً ليعكس جمالاً يسلب الألباب، ثم يحررها، لتمتد بنا مساحات الذهول والإعجاب، فتتبعثر منا الكلمات، وتتبدل مواقع الأحرف، لكننا نجيد فن التصفيق الحار له.
تضمن صور الكتاب، لقطات تجمع ما بين الأم التي تغزل الخوص بيديها المخضبتين بالحناء وتعب السنين، والمناظر الطبيعية الجميلة من مختلف دول العالم، مثل النمسا، والهند، والإمارات، والسعودية، وألمانيا، وتركيا، وسويسرا، وفرنسا، كما عكست بعض اللقطات مواقف إنسانية راقية.
أبوظبي: نجاة الفارس