نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول جلسة نقاشية لرواية «سأشرب قهوتي في البرازيل» لسلمى حدّاد، حللت فيها ساجدة الموسوي الرواية متتبعة مساراتها الفكرية والفنية، ومقيمة المنجز في إطار أعمال سلمى حدّاد التي سبق وأن أصدرت ست مجموعات شعرية، ورواية بعنوان «سكينة ابنة الناطور»، وهي تواصل بدأب تجربتها الكتابية، وأدار الأمسية الشاعر محمد إدريس، بحضور سلمى حداد.
استهلت الموسوي حديثها حول الرواية بإعطاء ملخص للحكاية التي تدور فيها، وهي حكاية أسرة سبق وأن هاجرت من سوريا إلى البرازيل ثم عادت، وكون أخوان منها مشروعاً تجارياً ناجحاً، وأصبحا من الأثرياء، كان لأحد الأخوين ابن من أم برازيلية، لم يلبث أن رجع البرازيل، ليقيم مع جده لأمه، وللثاني ابنة، تعلمت في سوريا وسافرت إلى البرازيل لمواصلة تعليمها، وهناك التقت ابن عمها الذي كانت قد اشتركت معه، أيام الصبا، ونشأت بينهما علاقة حب، وقد توفي والدها في تلك الأثناء، وسعى عمها للانقضاض على تركته، فاضطرت إلى العودة للحفاظ على حقها، وكان ما يزيد في صدمتها، امتناع ابن عمها عن التقدم للزواج بسبب خوفه من أن يضيع إرثه من جده لأمه الذي لا يريده أن يتزوج تلك العربية، وفي النهاية سوف تجد أملا في الخروج من أزماتها مع ابن محاميها الذي وكلته لاسترجاع حقها من عمها.
وقالت الموسوي إن الرواية تميزت بحبكة سلسة مسترسلة، تتوالى بشكل ممتع، مؤلفة بإحكام تفاصيل حياة تلك الفتاة الحالمة التي تبحث عن الحب والقيم الإنسانية في عالم يصطرع على المال، ويضمر أفراده لبعضهم بعضاً الدسائس والمؤامرات، مضيفة أن الانتقال بين الأزمنة لدى الكاتبة كان انتقالاً سلساً تمكنت منه من خلال استخدام عدة تقنيات روائية، كالاسترجاع، والتخيل والذكريات، والحوار، وغير ذلك، كما استطاعت أن تتنقل بين الأمكنة أيضا بسلاسة، مستخدمة عدة تقنيات لذلك، ولفتت الموسوي إلى جدة التناول في انعكاس آخر ما توصلت له التقنية الحديثة من وسائل الاتصال بين البشر داخل عالم الرواية، فالشخصيات تعيش الآن، وفي لحظة الراهن من خلال استخدام أجهزة الاتصال الحديثة، وتطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، وغيرهما.
أضافت الموسوي: إن الرواية تكشف عن مستويات مضمونية، يتداخل بعضها ببعض لكنها بارزة بشكل مميز
وقد شهدت الجلسة عدة نقاشات أثرت الأطروحات التي قدمتها الموسوي، كما تحدثت الكاتبة سلمى حداد عن ظروف كتابتها للرواية والأفق الذي تنطلق منه في نظرتها إلى العمل الأدبي، حيث ترى أن له وظيفة عميقة وهي الدفاع عن القيم الإنسانية النبيلة.