«الشارقة للفنون».. فضاء لتنمية الذائقة واكتشاف المواهب

تحتضن مؤسسة الشارقة للفنون جملة من الفعاليات الفنية التي تستهدف شرائح واسعة من الجمهور، وإلى جانب برنامج معارضها الذي يستضيف تجارب إبداعية من كل أنحاء العالم وفي كافة المجالات التشكيلية، فإنها تقدم سلسلة من البرامج والدورات والورش الفنية المتخصصة التي تتوجه إلى الفئات العمرية المختلفة، والمستويات الفنية المتباينة بإشراف مجموعة من الفنانين المحترفين ذوي الخبرة والتجربة في مجالاتهم.
تقدم المؤسسة سلسلة متنوعة من الورش التي تستمر حتى نهاية عام 2016، وتشمل هذه الدورات التدريبية العديد من المجالات الفنية، والمتمثلة في الرسم، والتلوين المائي، وفن الطباعة والكولاج، والنحت، والخزف، وتاريخ الفنون، حيث تسعى المؤسسة إلى صقل الطاقات الإبداعية ودعمها، وخاصة لدى الأطفال في محاولة لتحفيز الحس الفني الإبداعي لديهم، بينما تكون البرامج الأخرى في إطار احتضان وتشجيع الطاقات الشابة وتنميتها بأسس وطرق أكاديمية مهنية، كما تحرص المؤسسة على أن تكون كافة الدورات مجانية ومتاحة للجميع.
تقدم الورش الفنية فرصة كبيرة للمشاركين فيها بتطوير مهاراتهم وتوسيع دائرة معارفهم الفنية، كما تخلق حالة من التواصل والتفاعل الإيجابي بينهم وبين مختلف أنواع الفنون، ومن الدورات التي تقدمها المؤسسة لهذا العام ورشة «رسم جدارية» حيث يرسم المشاركون مواضيع مختلفة بأسلوب تجريدي، وسيتم تشجيعهم على إجراء بحث بصري عن المباني التقليدية في الشارقة، بغية استلهام موضوع لابتكار جدارياتهم الخاصة. أما ورشة «أساسيات الخزف» فتركز على تعليم المهارات الأساسية للخزف، و كيفية صنع الشريحة الخزفية، والتشكيل اليدوي للخزف وتقنيات تلميع الخزف لعمل قطعة خزف خاصة بهم.
وتقدم دورة «أساسيات النحت» المهارات الأساسية اللازمة لعمل المنحوتة ولبناء مجسم، كما تشمل تعلم تقنيات مختلفة لتطوير الأفكار وتحسين التصاميم وكيفية إعداد مجسمات لاستخدامها في أعمال ثلاثية الأبعاد، وفي «أساسيات الخط العربي» ثمة نافذة على أساسيات الخط العربي والتقنيات والخطوط المختلفة، بالإضافة إلى نبذة عن الأدوات المستخدمة في فن الخط.
وتركز ورشة «الألوان الزيتية - مستوى متقدم» على المبادئ الأساسية للوحات الزيتية، وتبدأ الورشة بمقدمة عن تاريخ الرسم، ثم يتعرف المشاركون إلى المواد المستخدمة وإلى التقنيات اللازمة لعمل ضربات مختلفة بالفرشاة، أما «دورة الألوان المائية» فتتطرق إلى جميع نواحي الرسم بالألوان المائية، حيث سيتعرف المشاركون إلى أنواع الورق، الفراشي، الألوان، التكوينات، وكيفية استخدام تقنيات مختلفة لإحداث تأثيرات متنوعة.
في ورشة «مبادئ الرسم» فضاء مفتوح على مفاهيم الرسم وأساسيات الرسم الواقعي، كما يتعلمون كيفية إبراز الموضوعات أو الأشكال من خلال تدرجات الظل والضوء وتقنيات اللون وتكنيك الفرشاة وطرق تحضير اللوحة ومراحل تكوين الموضوع بشكل فني متكامل.
في ورشة «الرسم بالفحم» يتعلم المنتسبون كيفية الرسم باستخدام الفحم، باستخدام عناصر مبسطة من الطبيعة الصامتة بأقلام الفحم المصنوعة من شجر الصفصاف، ثم ينتقلون إلى رسم عناصر أكثر دقة باستخدام أقلام وأعواد الفحم.
وتغطي ورشة «صناعة قوالب والصب» التي تستمر يوماً كاملاً مبادئ صناعة القوالب والصب، حيث يحضر المشاركون غرضاً صغيراً ومبسطاً للقولبة.
أما في ورشة «النقاط الملونة» فثمة فضاء حول كيفية إنجاز الأعمال الفنية باستخدام تقنية «التنقيط» (وهي تقنية رسم تستخدم فيها النقاط لتشكيل الأنماط)، ثم يطبق المشاركون ما تعلموه مسبقاً عن هذه التقنية لإنتاج لوحة تحتوي على مناظر طبيعية باستخدام أدوات وألوان مختلفة. وتنقسم ورشة «لمس الأشكال» إلى قسمين، حيث يتعرف المشاركون خلال القسم الأول إلى فن التثقيب، ثم يشاركون في القسم الثاني من الورشة في عدة فعاليات تتيح لهم فرصة استكشاف الأعمال الفنية التي أنتجوها من خلال حاسة اللمس.
وتطرح ورشة «صناعة ملف أوراق» أساسيات ومبادئ صنع ملف أوراق مهني، وتتضمن كذلك نماذج مختلفة من الملف لتعريف المشاركين بمكوناتها وكيفية تطوير الملف لعرضه على أسواق مختلفة، كما ستغطي الدورة مبادئ توثيق عملهم وعرض ملفهم بأفضل صورة ممكنة، حيث ينتج عن ذلك تطوير مهاراتهم في مجالات عدة وإنعاش أفكارهم لتوليد أفكار مشاريع جديدة وتطوير طرق جديدة للعمل.
في ورشة «الرسم على الحرير» يتعلم المشاركون تقنيات الرسم على الحرير، والطباعة بواسطة الاستنسل، والطوابع، وتقنيات فن الشيبوري، بالإضافة إلى ذلك سوف يستخدمون تقنية المبلل على المبلل واليد الحرة.
من خلال دورة «أساسيات دراسة اللون» يتعرف المشاركون إلى أنواع الألوان الأساسية وكيفية مزجها وكذلك التعرف إلى أنواع الأصباغ الملونة وتكوينها وكيفية استخدامها واستخدام الخامات والمواد التي تناسب الألوان وإجراء تجارب على أسطح مختلفة من اللوحة واكتشاف تقنيات لونية جديدة.
إن الجهد الكبير الذي تبذله مؤسسة الشارقة للفنون، يأتي في إطار نشر وترسيخ ثقافة الفنون بين أفراد المجتمع، والسعي الدؤوب إلى تحريض الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد.