ولد الشاعر خالد الظنحاني، في 24 مارس/آذار عام 1972م في مدينة دبا الفجيرة، وحصل على درجة البكالوريوس من كلية الدراسات العربية والإسلامية بدبي عام 2000 م مع مرتبة الشرف، وحصل بعدها على جائزة الشيخ راشد بن سعيد للتفوق العلمي الجامعي عام 2000م.
عمل في العديد من مؤسسات الدولة كوزارتي «الصحة» و«التربية والتعليم»، وتقلّد مناصب إدارية وثقافية عدة، حيث كان نائباً لرئيس مجلس إدارة «جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح»، وفي أثناء تلك الفترة أسس «بيت الشعر» في الفجيرة، كما حصل على اعتمادين أكاديميين؛ أحدهما في مجال الاستشارات، كاستشاري معتمد في التطوير المؤسسي من «كلية تورنتو الدولية لإدارة الأعمال» بكندا، بدرجة امتياز، والآخر في مجال التدريب كمدرب دولي محترف من «أكاديمية القيادة الأمريكية» (ALTA)، و«ميدكس» العالمية.
يرأس الظنحاني حالياً «منتدى الفجيرة الرمضاني»، كما يعمل كاتباً صحفياً وإعلامياً؛ حيث شارك في إدارة وتقديم برامج تلفزيونية في قنوات عدة، مثل: «mbc1» و«تلفزيون الشارقة» و«نجوم» و«قناة الجديد اللبنانية»، وكتب في عددٍ من الصحف والمجلات الإماراتية، مثل مجلة «999» و«جسور» وصحيفتي «الخليج» و«البيان»، وحصل على جائزة الرئيس الهندي الراحل الدكتور عبدالكلام للتميز الثقافي عام 2016.
شارك الظنحاني في العديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وأقام ندوات أدبية وشعرية في مختلف البلدان الأوروبية كإسبانيا وفرنسا وألمانيا والتشيك وهولندا، بالإضافة إلى الهند.
يقول الشاعر خالد الظنحاني في حواره ل «الخليج» حول مكتبته وعلاقته مع الكتب: بَدَأت مكتبتي بالتشكل منذ أن أدركت مدى أهمية القراءة كونها زاد الكتابة، وتخلق عند المرء المَلَكَة الفكرية الإبداعية التي تدفعه وتحفزه على الكتابة الخلاقة، وأذكر أنني دخلت مكتبة المدرسة وأنا في الصف السادس ابتدائي، فشعرت بحميمية الكتب بشكل مفاجئ، برغم أنني دخلتها قبل ذلك كثيراً ولم أعرها الاهتمام نفسه، لربما كانت تلك اللحظة النورانية التي ألقت في نفسي حب الكتب، وقد عرفت من خلالها أن القراءة هي النور الذي أستضيءُ به طريقي إلى المستقبل، وبدأت بعدها في بناء مكتبتي الخاصة التي تطورت بطبيعة الحال مع تقادم الزمن، وهي الآن تحتوي على مئات العناوين.
وعن الكتاب الأول الذي تأثر به يقول: «النظرات» لمصطفى لطفي المنفلوطي، وهو كتاب يتألف من ثلاثة أجزاء يضم مجموعة من المقالات المتنوعة في الأدب الاجتماعي والنقد والسياسة والدين وغيرها، كتبها المنفلوطي بأسلوب أدبي متفرد وعميق، أسرني وجعلني لا أنفك من قراءته إلى حين، بحيث أعود إليه بين الفينة والأخرى.
وتابع: لدي كتب في التاريخ الإنساني والحضاري والإسلامي، لابن خلدون، وابن الأثير، وعبد العزيز الدوري، وكتب الفيلسوف الألماني فردريك هيجل، والمؤرخ ول ديورانت، وفي الشعر العربي القديم كديوان أبي الطيب المتنبي والبحتري، والشعر الحديث والمعاصر كقصائد محمود درويش وأدونيس، وفي الأدب العالمي لكتّاب عالميين، منهم: ماركيز، وكويليو، وغونتر غراس، وفي الشعر الغربي للوركا وغوته، وفي الفلسفة لأبي نصر الفارابي ورينيه ديكارت، بالإضافة إلى تشارلز داروين، وفي الشعر النبطي لراشد الخضر، ومحمد أحمد السديري، وأحمد بوسنيدة وحمد بوشهاب وغيرهم، وفي السياسة وفي الثقافة الأَمنية أيضاً.
وفي مكتبتي نسخة لمخطوطة عربية في الفلسفة الإسلامية مجهولة المؤلف، أهداني إياها وفد من المكتبة الوطنية الإسبانية جاء لزيارة الجناح الإماراتي في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2010 وقد حضر في الوقت ذاته أمسيتي الشعرية التي أقيمت في المقهى الثقافي للمعرض، وحسب علمي أنه يجري الآن العمل في تحقيق مجموعة كبيرة من المخطوطات العربية التي تزخر بها المكتبات الإسبانية منذ عقود طويلة، كما أنني أمتلك الطبعة الأولى التي صدرت عام 1980 لديوان «تراثنا من الشعر الشعبي» الجزء الأول والجزء الثاني للأديب الإماراتي حمد بوشهاب، وهي بطبيعة الحال من النسخ النادرة.
وقال: توجد قصة لا أنساها مع الكتب، أذكر أنني كنت أراجع طبيباً في مستشفى دبا الفجيرة في بداية ثمانينات القرن الماضي، فسألني هل تحب القراءة؟ فأجبته بنعم، فقال: إن لديه الكثير من الكتب التي لا يجد من الوقت ما يمُكنه من قراءتها، ويريد أن يهديها لي، لأستفيد منها، فاصطحبني أبي إلى بيته وأخذت الكتب، وكانت كثيرة وكلها في الشعر، والعلوم الإسلامية، وقد كان لتلك الدواوين أثر في تكويني الشعري.
وأضاف: أما الكتاب الذي غيّر حياتي فهو «أيقظ حواسك الخفية» لأنطوني روبنز، حيث أسهم في تغيير الكثير من عاداتي وسلوكي في الحياة والكتابة والعمل والعلاقات الاجتماعية وغيرها، أهداني إياه أحد الأصدقاء ونصحني بشدة على قراءته وأخذت بنصيحته، فوجدت نفسي أمام كتاب ممتع سهل، يحرك الراكد في قدراتي، ويدفعني، ويشحذ طاقاتي.
وحول علاقته مع الكتاب الإلكتروني، يقول: تشتمل مكتبتي على الكثير من الكتب الإلكترونية خصوصاً أننا في زمن التكنولوجيا لغة العصر، في حين أن هناك الكثير من المواقع الإلكترونية اليوم توفر كتبا عربية وعالمية بالمجان.
ويتابع: كثيرة هي الكتب المترجمة التي أقتنيها، ومن أهمها «الإلياذة» لهوميروس و«قصة تجربتي مع الحقيقة» للمهاتما غاندي، و«اكتشافات وآراء جاليليو جاليلي»، و«مئة عام من العزلة» لغابرييل غارسيا ماركيز، و«الخيميائي» لباولو كويلو.
وأشار إلى أن لديه رفاً بمكتبته يتضمن مؤلفاته، وقال أما الكتاب الذي أعتز جدا باقتنائه في مكتبتي فهو كتاب «حديث الذاكرة» الجزء الأول، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فهو كتاب ذو قيمة أدبية وفكرية عالية، أضاء على أهم المحطات في تاريخ وميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، والإرهاصات التي واكبت تلك الولادة، وقد أهداني إياه سموه موقّعاً أثناء اللقاء به في إحدى المناسبات الأدبية، لذلك فإنه كتاب عزيز على قلبي وفكري ووجداني.
هناك العديد من الكتب التي أعاد الظنحاني قراءتها أكثر من مرة، كان آخرها، رواية «قواعد العشق الأربعون» لإليف شافاق وترجمة خالد الجبيلي، ذلك أنها رواية تتميز بحبكة أدبية مدهشة، مطرزة بالإمتاع الباذخ والمعرفة الصوفية الثرية، هي سفر في الزمان والمكان، في العقل والوجدان، بالإضافة إلى جدلية شخصية الأخير وما رافقها من غموض وغرابة، الأمر الذي شدني للرواية كثيراً وجعلني أقرؤها أكثر من مرة.
إن التعايش الجميل مع الكتب يستفز الملكة الإبداعية التي في داخلي، فتنطلق شرارة متوهِّجة تتحوَّل مبتهجة إلى نجمة شعرية أو نثرية لامعة في سماء الأدب، بعضها يبقى في ذاكرة الوجود الأدبي لأستعين بها في لحظات أخرى تأتي على حين غرة، فلا أملك إلا أن أطلقها، وأوضح أنه لا توجد لديه طقوس محددة في القراءة أو الكتابة.
حوار: نجاة الفارس