آنا أخماتوفا

آنا أخماتوفا «1889 - 1966» هي ذلك النهر الهادر الذي رفد بحار الشعر الروسي في القرن العشرين، هذه المبدعة التي تعتبر من أبرز شاعرات روسيا في عهد الاتحاد السوفييتي، وقد تخطت مكانتها المعتبرة في الاتحاد السوفييتي إلى العالمية، عندما تمت ترجمة أعمالها إلى الكثير من لغات العالم، لتجد قبولاً كبيراً حيثما حطت كلماتها، وقد أصبحت ملهمة للكثيرين في مختلف أنحاء العالم، نظراً للحياة التي عاشتها، والتي حفلت بالكثير من المآسي، كونها ظلت معارضة للثورة البلشفية التي اندلعت عام1917، وصعدت بالنظام الشيوعي إلى قمة سلطة روسيا والاتحاد السوفييتي، كما أصبحت ملهمة للرسامين، حيث كانت شديدة الجمال في شبابها.
واستخدمت الشاعرة اسم آنا أخماتوفا كاسم مستعار، فاسمها الحقيقي هو «آنا أندرييفنا غورنكو»، وقد أجبرها والدها على أن تكتب باسم مستعار، وعاشت حياة مخملية برجوازية، وربما ذلك سبب أساسي لمعارضتها للثورة البلشفية الروسية، فقد ولدت في بلشوي فونتان إحدى ضواحي أوديسا، لأبوين هما أندريه أنطونوفيتش غورينكو وإينا إيرازموفنا، وقد أكثرت من حياة التنقل والزواج حتى استقرت أخيرا مع الناقد نيكولاي بونين، وقد برعت في اللغة الفرنسية، وغاصت في عوالم الأدب والتاريخ، لكنها بشكل خاص أحبت عوالم الشعر حتى صارت من أجمل الأصوات الشعرية النسائية في روسيا، وقد بدأت في كتابة الشعر في وقت باكر في حياتها تحت اسم آنا أخماتوفا، وبعد سنوات قليلة انضمت إلى حركة «الأوجية» الأدبية التي مثلت اتجاها شعرياً روسيا في عام 1910، وقد عمل ذلك الاتجاه على مناهضة الرمزية وأشكالها، وفي ذات الوقت دعا ب«الموضوعية» ومن أبرز قادة هذا الاتجاه ومنظريه: نيقولاي غوميليف وسيرغي غروديتسكي.
اعتبرت آخماتوفا شوكة في حلقة النظام الستاليني القمعي، وقد كتبت أشعاراً تعبر عن مواقفها ضد البلشفية، وتعرضت للاعتقال والسجن ولقبت بعدو الثورة الروسية، وقد تسبب ذلك كثيراً في معاناتها التي انعكست على أشعارها، ولكنها اهتمت أيضا بالحب المأساوي، وقد وجد الناس في أشعارها متنفساً ضد عهد الاستبداد الستاليني.