Quantcast
Channel: صحيفة الخليج | ثقافة
Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

أجمل عشر تجارب في تاريخ العلوم والبشرية

$
0
0
الشارقة: علاء الدين محمود

في مرحلة ما قبل الاكتشافات العلمية المهمة، كان العالم يتوه في ظلمات بدت غامضة جداً بالنسبة للإنسان، وكان من الصعب تفسير ظواهرها التي تحال في الغالب إلى قوى غير معلومة، فتنشأ القصص والأساطير المتعلقة بالظواهر الطبيعية، غير أن حركة الكشوف العلمية بددت قروناً من الظلام، وأعادت من جديد تفسير الظواهر الخارقة والغامضة في الطبيعة، وصار الكون ذلك المجهول يكشف عن نفسه وأسراره شيئاً فشيئاً، ليثبت العلم في كل مرة قدرته وجدارته على كشف أسرار الطبيعة.

يحتوي كتاب «أجمل عشر تجارب على الإطلاق» للمؤلف جورج جونسون، والذي قام بإصداره مشروع «كلمة» للترجمة، بترجمة الكاتب طارق عليان، على تجارب علمية عديدة ورائدة في مجال العلم التجريبي، ويحيلنا إلى عوالم ما قبل تلك الاكتشافات، في زمن كان فيه العالم ممتلئاً بالقوى الغامضة والغريبة، وتسود فيه الأساطير، حيث كان البشر يخافون من الظواهر الطبيعية مثل البرق والرعد والضوء والكهرباء، وجسد الإنسان، وينفتح الكتاب على مشاهد من عمل العلماء وهم يجرون اكتشافاتهم؛ فنرى جاليليو وهو يدرس الفلك، ونيوتن وهو يحلل الجاذبية، وبافلوف وهو يجري دراسات على كلابه الشهيرة، هذا هو العلم في شكله الأكثر إبداعاً عندما تكون براعة العقل أداة مفيدة للغاية في المختبر، ويتم عرض نتائج هذه التجارب عرضاً بديعاً، يكشف عن عبقرية فذة لهؤلاء العلماء.
يركز المؤلف على ما يطلق عليه أجمل عشر تجارب في تاريخ العلوم، وهي التجارب التي شكلت منعطفاً كبيراً في تاريخ البشرية، وقادت إلى خروجها إلى نور المعرفة والعلم بعد طول تخبط في ظلامات الجهل، وكل تجربة من هذه التجارب هي بمثابة حالة قائمة بذاتها، حيث أسهمت كل تجربة في معرفة الإنسان كيفية طريقة عمل الطبيعة، وربما هذا ما دعا المؤلف إلى الاكتفاء بهذه التجارب دون غيرها، رغم وجود الكثير من المكتشفات المهمة في التاريخ، والتي طورت البشرية وغيرت من حياة الناس ومفاهيمهم نحو الحياة، غير أن المؤلف يرى أن هذه التجارب تحديداً هي الأبرز وسط كل المكتشفات والمخترعات العلمية.

وتأخذ المؤلف حماسة كبيرة في إشراك القراء ومحبي العلوم والهواة في كيفية عمل هذه الاكتشافات، فهو لا يقدم الوصف فقط، بل أيضاً يوضحها عبر الرسوم، حيث يحتشد الكتاب بالكثير منها، وربما ما دفع الكاتب إلى ذلك هو تخفيف الحمولة الثقيلة التي تبرز عند الكتابة في العلوم، فهو قد سعى إلى إبراز قصة هذه الاكتشافات لحظة بلحظة، وتأثيرها في حياتنا، كذلك تناول سيرة ذاتية موجزة للعلماء أنفسهم، وحتى يضيف شيئاً من المتعة للقراء، فهو قد أورد صوراً للعصور التي عاشوا فيها، بحيث يضع القارئ في قلب الحدث وفي الواقع الذي عاش فيه هؤلاء العلماء، وكيف أنهم كانوا في صراع يومي من أجل الاكتشاف، عبر طرح الكثير من الأسئلة، والتي طوروها فيما بعد إلى مكتشفات ومنجزات علمية خالدة.
وفي عشرة فصول، نتعرف عن قرب إلى أعمال جاليليو، إسحق نيوتن، لافوازييه، فاراداي، مايكلسون، بافلوف، أنطوان لوران، لويجي جالفاني، ومايكل فاراداي، جيمس جول، وروبرت ميليكان. حيث نتعرف إلى أهم مكتشفاتهم العلمية التي نقلت العالم نقلة كبيرة، ويتبع المؤلف في هذا السرد أسلوبية ماتعة تميزت بالسهولة والمرونة، ما جعل الكتاب شيقاً تسهل قراءته لغير المختصين.
الكتاب يوفر المتعة بعكس المؤلفات العلمية الجافة، فقد عمد المؤلف على أن يبرز منجزه سهلاً في متناول الجميع، وهو يقرّب القراء العاديين من هذه العوالم الشائكة الصعبة، ويكشف عن الاهتمامات الإبداعية والأدبية لدى هؤلاء العلماء، واهتمامهم بالفلسفة والفكر، ومن هنا تأتي أهميته.



Viewing all articles
Browse latest Browse all 18080

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>