القصيدة التالية نُشرت صوتياً ولم تنشر ورقياً من قبل وقد أرسلها الشاعر إلى «الخليج» حتى تأخذ حظها في المزيد من الانتشار.
شُدَّ الخناقَ عليهم إنهم ورقُ
لو مرتْ النارُ في جنبيه يحترقُ
شُدَّ الخناقَ ولا تثنيكَ مرحمةٌ
فالخيلُ إن لانَ لا يدري به السبقُ
واغلظْ عليهم إذا ما ظلَّ يحضنهم
داعٍ إلى الغدرِ من أحضانه انطلقوا
محمد الدار مدَّ الشعب بيعته
وتعرف الشعب إن قالوا فقد صدقوا
أغلظ فإنك قد أعطيتَ من شيمٍ
صبراً جميلاً لعلَّ الصبرَ يأتلقُ
أمامك الآن جارٌ خان دوحته
وعاث في الأرض كالديدان ينبثقُ
وكنتَ ترعاه في حبٍ وتضحية
وكان يحميه منك الجفنُ والحدقُ
وكنتَ والله تنسى جرمَ زلته
كي لا تراه بدربِ الذلِّ ينزلقُ
كيما تراه كبيراً يبتني وطناً
بالحبِّ والخيرِ لا بالعارِ يلتصقُ
لكنما الجار صار الكِذْبُ حرفته
وصار للغدرِ والنكرانِ يعتنقُ
ومكَّنَ الفرسَ والأتراكَ حرمته
يا ويحَ شعبٍ أبيٍ باتَ يختنقُ
قد كان جاراً وبعضُ الجارِ ذو شيمٍ
أما (تميمُ) فقادت ركبهَ الفرقُ
إخوانُ سوءٍ بوعدٍ منه قد حكموا
إخوانُ غدرٍ على أنقاضهِ اتفقوا
يتاجرون بدينِ الله مغنمةً
يتاجرون بأحقادٍ لها خلقوا
مَنْ طبعهُ الغدرُ لا تُرجى خواتمه
فابشرْ تميمُ بثوبِ المجدِ ينخرقُ
ولن يعينك (جيفارا) بصورته
لما تشبهت ظلاً شابه النسقُ
للفرسِ والتركِ والإخوانِ مصيدةٌ
تختارُ أضحيةً من بين من وثقوا
ضاعتْ بها ( قطرٌ ) مذْ غرَّها كِبَرٌ
أن الجزيرةَ من خوفٍ ستصطفقُ
لم تدرِ أن بها (سلمان) منفرداً
يُعلي مقاماً ويُردي سقفَ من رشقوا
لم تدرِ أن بها في كل نائبةٍ
(أبا الخوالد) صقراً حين ينطلقُ
محمدٌ، زايدٌ، سمِّيه كيف تَرى
تطوي المعاني إلى أسمائهِ الطُرُقُ
لو قال سلمان هيَّا قامَ مقتدراً
كالأخشبين عليهم سوف ينطبقُ
إن الإمارات شعبٌ واحدٌ ويدٌ
تمتدُّ للجارِ لو في جارها خُلقُ
لكنما الحقُّ قد بانتْ ملامحه
وتحت كلِّ غطاءٍ بانَ من عَلِقوا
حتى إذا الشعبُّ نادى في سريرته
قد مسنا الضر والإشفاق والقلق
أهدى تميم لهذا الشعب سطوته
خوفاً من الشعبِ إنَ قاموا وإنْ نطقوا
لا لن تعودَ إلينا بعد ذا ( قطرٌ)
إلا إذا ما انتهى من رأسها الحَمَقُ
لا لن تعودَ فقد باعتْ كرامتَها
لن يتركوها إلى أن ينتهي الرمقُ
لا لن تعودَ إلى البحرين نرسلها
لا حزنَ عندكِ بعد اليوم يُمتشقُ
لا لن تعودَ بمصرٍ سوف نكتبها
حتى يواري أسى سوءاتها النفقُ
لا لن تعود رياض العز تعرفها
وتعرف الآن من بالجهل قد رُزقوا
حتى الإماراتُ تدري لن تعودَ لنا
إن الطريقَ برغمِ الحبِّ منغلقُ
لا لن تعودَ كأنَّ الموتُ داهمها
والضَّربُ بالميْتِ ذنبٌ كلُّه حُرَقُ